محمد محلا (ت: وراق)
توعدت النقابات، وكانت في موعدها اليوم الأحد (29 نونبر) في ساحة النصر في الدار البيضاء، رغم الحضور الباهت، بعض الشيء، لمناضلي ومناضلات النقابات الأربعة، حسب ملاحظة قيادي نقابي.
وفي تصريح لمصدر أمني، كان في عين المكان، فعدد المشاركين في المسيرة الوطنية، التي دعت إليها المركزيات النقابية (الاتحاد المغربي للشغل، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين في المغرب)، لم يتعد 8 آلاف شخص، بينهم حوالي 800 امرأة.
وشارك في هذه المسيرة العمالية حوالي 200 قطاع مهني استراتيجي في البلاد، من 52 مدينة وجهة.
ابن كيران يفهم راسو..
نوبير الأموي، الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، برر غياب عدد كبير من المناضلين بكون المسيرة منظمة في يوم عطلة. وقال، في تصريح لموقع “كيفاش”، “حنا عندنا ثقة في جماهير شعبنا، ولكن كاين ظروف، حيت اليوم الأحد عطلة ماشي كلشي غادي يجي يتكُب في المسيرة واللي جا راه غادي ينوب على الجميع”.
ووجه الأموي رسال تحذير إلى عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، قال فيها: “المهم عندنا اليوم الرسالة تمشي لابن كيران والحكومة، وابن كيران خاص يفهم راسو ويلا ما فهمش راسو غادي يخرج على راسو”.
وكعادته، لم يكمل نوبير الأموي مسيرة النقابات بسبب وضعه الصحي، إذ بدا عليه التعب بسبب كثرة الازدحام وسوء التنظيم.
وبدوره، حذر عبد القادر زاير، نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الحكومة من المسار الذي نهجته، مبديا رغبة النقابات في حل مشاكل البلاد في جو من الحوار، وقال: “إعلان المسيرة في حد ذاته والتحضير لها دليل على رغبتنا باش الحكومة تعالج الأمور، لكن نلاحظ أنها دايرة ودن كيال، وكنقول لابن كيران يفيق لأن الوضع الاجتماعي هو الضامن للاستقرار السياسي والمسألة ما فيهاش لعب ولكن فيها جد”.
من جهته، نبه الميلودي مخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، إلى خطورة الطريق التي تسير فيها الحكومة، داعيا ابن كيران إلى الاستماع إلى صوت النقابات والتعقل في اتخاذ أي إجراء يهدف إلى المساس بالطبقة العمالية. وأضاف: “مسيرة اليوم جاءت احتجاجا على السياسات الحكومية اللاشعبية وردا على تجميد الحوار الاجتماعي، والتي تريد من خلاله الحكومة تمرير ملف التقاعد من طرف واحد، واليوم بعد أن استنفذنا جميع وسائل الإقناع لرئيس الحكومة لم يبق لنا إلا تنظيم هذه المسيرة”.
رسائل إلى ابن كيران..
وإذا كان عدد من القطاعات عبر عن مطالبه، ووجه رسائل إلى عبد الإله ابن كيران، وهي التصريحات التي سنبثها على موقع “كبفاش.تيفي” في وقت لاحق اليوم الأحد، إلا أن أغرب تصريح كان من عند أحد المشاركين، الذي قال: “ابن كيران يواصل العمل ديالو وديما كيجيب لينا الجديد، وحنا ما عارفينش على من هاد الشي كاع (الاحتجاج)”.
ووجه إبراهيم المودني، كاتب الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في كلميم، طلبا إلى الحكومة من أجل التدخل وإنقاذ عمال القطاع الخاص في الأقاليم الجنوبية. وأضاف: “جينا نوبو على جميع الصحراويين ونبلغو الوضع الاجتماعي اللي كتعيشو المنطقة في القطاع الخاص، والإجهاز على حقوق الموظفين، كما نطالب بالتدخل من أجل تسجيل الشركات لموظفيها في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي”.
وطالبت الأطر الصحية والممرضون بتنزيل اتفاق يوليوز 2011، ودعت رئيس الحكومة ووزير الصحة إلى إخراج القانون المنظم لمهنة التمريض إلى حيز الوجود.
بدوره، عبرت نقابيون من مدينة طنجة عن غضبهم من غلاء فواتير الماء والكهرباء، وامتعاضهم من سياسة شركة أمانديس في المدينة.
المسيرة حضرها أيضا الأساتذة المتدربون الذين احتجوا على مرسومي وزارة التربية الوطنية، وهي خطوة قال عنها عضو في تنسقية الأساتذة المتدربين إنها استكمال للأشكال النضالية التي نهجها الأساتذة. وأضاف: “لا بديل عن التصعيد للوصول إلى مطالبنا المشروعة”.
“فيدورات” وصحافيون..
عرفت المسيرة سوء تنظيم كبير، إذ دخل المصورون والصحافيون في مشادات مع نقابيين، بعد تدخل عنيف في حق مصور القناة الأولى ومصور جريدة الأحداث المغربية وآخر من جريدة بيان اليوم.
ووصل الأمر بالمنظمين، الذين استعانو ا بخدمات “فيدورات”، إلى محاولة نزع الكامرات من المصورين والضرب والشتم والبصق، وهي أحداث موثقة سينشرها موقع “كيفاش.تيفي”.
