• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 11 أغسطس 2016 على الساعة 14:47

خواطر انتخابية من هناك!!

خواطر انتخابية من هناك!! رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

“هناك” مكان بعيد عن “هنا”.
“هناك” أيضا مغرب. هو مغرب آخر. ليس مثل مغرب “هنا”.
“هناك” لا يوجد في الشرق وحده، ولا في الشمال وحده، ولا في الغرب وحده، ولا في الجنوب وحده.
“هناك” مكان وزمان وهموم. في الجهات كلها. “هناك” مختلف تماما عن “هنا”.
“هناك” لا ينتبهون كثيرا لما يحدث “هنا”. يسمعون فقط. يتابعون. يستغربون أحيانا. وينتظرون أن يصبحوا جزءا من “هنا”. يغبطون “هنا” لأنه “هنا”، ويتمنون أن يصبح “هناك” مثل “هنا”، حتى و”هنا” ليس على ما يرام.

أحيانا يسألون القادم من “هنا”: واش ابن كيران غادي يكمل ولا صافي سالات وقتو؟
ولأنهم يعتقدون أن كل من “هنا” يعرف ابن كيران، يقولون، ساخرين، “إيوا سلم عليه وقولو راك نسيتنا”.
قد يسألون أيضا: زعما التراكتور يدير شي حاجة؟
لا ينتظرون الجواب. يسألون معبرين عن الأمل فقط. عن الألم ربما.

“هناك” ليسوا أبدا مثل “هنا”. يمارسون السياسة بكامل السذاجة. يعرفون “اللامبة” و”التراكتور” و”السبولة” و”العود” و”الزيتونة”، و”الوردة” ربما. يعرفون رموزا أخرى كثيرة. من الحيوانات إلى النباتات إلى وسائل النقل. لكنهم لا يميزون كثيرا بين هذه “الرسوم”، إن كان بينها، في الأصل، فرق كما يقولون “هنا”. من كان اليوم “سنبلة” قد يصبح غدا “تراكتور”. ومن كان اليوم “لامبة” قد يصير غدا “وردة”. لا فرق.

“هناك” أيضا يوجد فايس بوك. طبعا ليس مثل فايس بوك “هنا”. التدوينات “هناك”، في مجملها، تحمل هموما بسيطة. لا مجال لأي نوع من “التنوعير” مثلما هو الحال “هناك”. حتى حروب “هناك” بسيطة. مسلية.

“هناك” لا يكترثون كثيرا بالتفاصيل. ولا بالكواليس.
“هناك” لا يعرفون معنى الدولة العميقة. لا يعرفون معنى التحكم. يسمعون عن هذا الكلام فقط. هذا كلام من “هنا” أصاب “هناك”. لكنهم لا يفهمون كثيرا ما القصد.

الحكاية لدى أهل “هناك” بسيطة للغاية. لا يهمهم حميد شباط ولا عبد الإله ابن كيران ولا إلياس العماري ولا إدريس لشكر ولا نبيلة منيب ولا الآخرون. يسمعون عنهم أكيد. يشاهدونهم في التلفزيون. يتابعون جديدهم على اليوتوب. يتحدثون عن مناوشاتهم. يستأنسون بهم فقط. يتسلون. وينتظرون.

أهل “هناك” بسطاء للغاية. لا يطلبون كثيرا. يبدون بعيدين جدا عن “هنا”. حتى “زيرو ميكة” لم يصل وقتها بعد “هناك”.

“هناك” يشغلهم توقف تهريب البنزين أكثر من النقاش حول تخفيض العتبة في الانتخابات “هنا”.
“هناك” تشغلهم أزمة المهاجرين المغاربة في إسبانيا أكثر من التقسيم الجهوي الجديد “هنا”.
“هناك” تشغلهم السيارة الجديدة لرئيس الجماعة الفقيرة أكثر من جدل “خدام الدولة” وأراضيهم “هنا”.
“هناك” تشغلهم نفايات في شوارعهم “المزفتة” أكثر من نفايات إيطاليا “هنا”.
“هناك” يشغلهم “ريع” و”تفويتات” غامضة أكثر من نقاشات معاشات الوزراء وتقاعد الوزراء “هنا”.

“هناك” لا يهمهم أن يترشح رئيس الحكومة في سلا.
“هناك” لا يبالون بالمستوى الدراسي للعماري.
“هناك” لا يعنيهم كثيرا من سيكون رئيس الحكومة المقبل.
“هناك” لا تزعجهم حروب البيجيدي والبام.
“هناك” لا يعبؤون كثيرا بتصريحات نبيلة منيب.
“هناك” لا ينتبهون كثيرا إلى صلاح الدين مزوار حتى بعد واقعة الدوحة.
“هناك” لا يفهمون كثيرا كلام “هنا”. ليس لأنهم أغبياء أو أميون. فقط لأنهم واقعيون ويقاسون أكثر من “هنا”.

لأهل “هناك” همومهم البسيطة. مستوصف ومدرسة وطريق وحفنات دراهم في اليوم. وفوق ذلك كله كرامة. لذلك تبدو لهم نقاشات “هنا” نوعا من الترف.

إذا جاء موعد الانتخابات ابحثوا عن أجوبة عن أسئلتهم بلغة “هناك”. لا تعولوا على كلام من “هنا” ليوصلكم، من “هناك”، إلى حكومة “هنا”.

#مجرد_تدوينة