أسرة من 10 أفراد تعيش في حفرة وسط الصحراء جنبا إلى جنب مع بضع عنزات وكلاب للحراسة.
المأساة تدور فصولها في جماعة النزالة الواقعة فوق النفوذ الترابي لدائرة الريش في إقليم ميدلت، التي اضطر فيها رب أسرة إلى حفر حفرة، لا تتجاوز مساحتها 10 أمتار تقريبا، ليلجأ إليها رفقة زوجته وأبنائه الثمانية هربا من قسوة البرد في قفار الجنوب الشرقي التي تنزل فيها درجات الحرارة ليلا إلى تحت الصفر.
أسرة مدفونة في حفرة
وحسب ما نقلته جريدة “الأحداث المغربية”، فإن رب الأسرة، الذي يعاني الفقر والمرض، اضطر إلى أن “يدفن” أفراد أسرته في الحفرة بعدما عجز عن توفير سقف يأويه هو وفلذات أكباده الذين لم تطأ أقدامهم مدرسة رغم بلوغهم سن التمدرس.
كما اضطر الرجل إلى حفر حفرة مماثلة اتخذها حظيرة لإيواء عنزاته وحمايتها من انخفاض درجة الحرارة وإلى جانبها كلاب الحراسة.
الشوباني.. كفى الله المؤمنين شر القتال
وكانت بعض الفعاليات المدنية المحلية وجهت نداء استغاثة إلى رئيس جهة درعة تافيلالت، الحبيب الشوباني، الذي قام بزيارة تفقدية إلى الحفرة التي يسكنها الرجل وعنزاته.
لكن الشوباني، حسب المصدر ذاته، عاد من حيث أتى دون مد يد العون إلى الأسرة المنكوبة، مكتفيا بنشر صور للحفرة وقاطنيها على حسابه على الفايس بوك مرفقة بنص أدبي منمق عبّر من خلاله عن “حزنه وأسفه” للوضعية الصادمة التي وجد عليها راعي العنزات.
وعوض أن يجد رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت حلا لمعضلة هذه الأسرة، اكتفى بالإشارة، في تدوينة أخرى، إلى أن وزير التربية الوطنية تفاعل مع منشوره الأول، وعبّر له عن التزامه بالقيام بالمتعين لتمكين أبناء الأسرة المنكوبة من التمدرس، موجه الدعوة إلى “تكثيف الجهود والتعاون من أجل شطب هذه الظواهر من مجتمعنا”.
