شدد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الأربعاء (18 يناير) في دافوس السويسرية، على أن المملكة تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس، أصبحت نموذجا إقليميا، مذكرا ببناء مؤسسات حديثة وديمقراطية جسدها دستور 2011، وإصلاح مدونة الأسرة، وإطلاق الجهوية المتقدمة كآلية للديمقراطية التشاركية.
وأبرز أخنوش، في خطاب ألقاه بمنتدى دافوس الاقتصادي والاجتماعي، أن المغرب يشكل بالنسبة للمنتدى وللعالم، شريكا مثاليا لبناء إجابة تكون في آن واحد، اقتصادية وسياسية وبيئية واجتماعية.
المغرب.. بوابة استثمارية
وجدد أخنوش تأكيد التزام الحكومة الكامل بمرافقة الشركاء في المشاريع الاستثمارية، من خلال الإصلاحات المتسارعة والتحسين الدائم لظروف الاستثمار، في أفق “أن نبني معا مسار خلق قيمة مشتركة”.
واعتبر أنه بفضل قوة اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط المملكة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، يتيح الاستثمار في المغرب الولوج إلى سوق يضم ملياري مستهلك.
وفي ملتقى الطرق بين أوروبا والمحيط الأطلسي وإفريقيا، يقول أخنوش، “فإن الإمكانيات الجيوستراتيجية المتميزة للمغرب، تضعه في موقع إيجابي لإعادة تنظيم سلاسل القيمة العالمية. وعلى هذا الأساس، تبنى المغرب ميثاقا جديدا للاستثمار، يضع إطارا جديدا جذابا ومحفزا يستهدف جميع المستثمرين، سواء المحليين أو الأجانب، ومختلف أنواع الاستثمارات، صغرى كانت أو كبرى”.
ويشكل هذا الميثاق، حسب رئيس الحكومة، أيضا الدافع وراء الإصلاحات التي همت مؤخرا تبسيط الإجراءات الضريبية وملاءمتها مع أفضل المعايير الدولية، وذلك عبر خفض العبء الضريبي على المقاولات الصغرى والمتوسطة، التي تشكل واحدة من رافعات النمو الاقتصادي في البلاد.
بنى تحتية في خدمة الفلاحة والصناعة
وسجل رئيس الحكومة أن إرساء البنى التحتية وفقا لأفضل المعايير الدولية، والتي منحت المغرب اتصالا جويا –بريا– بحريا لا مثيل له في المنطقة (2000 كيلومتر من شبكة الطرق السريعة، أول خط للسكك الحديدية فائق السرعة في إفريقيا، أكبر ميناء في القارة على المتوسط، وقريبا أكبر ميناء على المحيط الأطلسي… بالإضافة إلى 14 مطارا دوليا توفر قدرة ربط كبيرة جدا بالقارة الإفريقية).
واعتبر أن هذه البنى التحتية مكنت المغرب من التمتع بفلاحة مرنة، بقطاع سياحي جد جذاب، وصناعات عالية الأداء، مثل السيارات أو صناعة الطيران، اللتين جعلتا المملكة وجهة مرجعية.
واستحضر أخنوش علاقات الثقة التي تؤسس لفاعلية المغرب كشريك متميز، مذكرا بأن الزيارت الإفريقية لجلالة الملك محمد السادس، على مدى السنوات العشرين الماضية (أكثر من 50 زيارة) مكنت من توقيع أكثر من 1000 اتفاقية تعاون.
يذكر أن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، يقود وفدا مغربيا في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي لدافوس الذي يتواصل إلى غاية 20 يناير الجاري.
ويضم الوفد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، ووزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن الجزولي، ومدير عام الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي.
