أمين السالمي (الرباط)
بعدما وجه انتقادات عنيفة إلى الذين انتقدوا دفاعه عن المستشار الملكي، فؤاد عالي الهمة، من خلال تدوينة فايسبوكية سابقة، وما رافقها من انتقادات كالها له قياديون في البيجيدي، عاد عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، لينشر تدوينة أخرى اعتبر فيها أن “التحكم اليوم ضعيف لكنه غدا سيصبح مكلفا للدولة والمجتمع والأفراد”.
ونبهَ عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في تدوينة تحمل عنوان “التحكم بين اليوم والغد”، إلى أن التحكم اليوم وهو ضعيف قد يفرض إتاوات “تحت الطاولة” على البعض بمناسبة الانتخابات أو غيرها، لكن عندما سيتمكن سيقتسم مع الأغنياء ثرواتهم ويدخل مع رجال الأعمال في مشاريعهم وسيفرض عليهم شراكات رغما عنهم”.
ونبه رباح إلى أن “التحكم وهو ضعيف اليوم قد يعين أتباعه في مناصب عليا هنا أو هناك، لكن عندما سيتغول سيفرضهم في كل المؤسسات ويرمي بالمقابل بكل الكفاءات خارجها وسيضع فقط من يقبل أن يوقع على القرارات وهو صاغر”.
وأضاف القول: “علينا أن ننتبه إلى أن التحكم اليوم وهو ضعيف قد يمنح بعض الصفقات بالضغط أو التدخلات، لكن عندما سيستأسد ستكون كل المشاريع لشركاته بما فيها الوهمية منها”، مشيرا إلى أنه “قد يتدخل في بعض القضايا أمام قضاة ضعاف عديمي الضمير لصالح أتباعه أو ضد منافسيه، لكنه عندما سيهيمن سيتهم من يشاء ويبرئ من يشاء ويعين من يشاء ويعزل من يشاء”.
وأردف: “علينا أن ننتبه إلى أن التحكم اليوم وهو ضعيف قد يحمي البعض ضد إدارة الضرائب والجمارك وقد يهدد آخرين بهما، لكنه حتما عندما سيتحكم ستصبح الضرائب والجمارك أداة لتسلطه وتجبره وستصبح الجمارك مفتوحة أمام كل شيء يريده حتى الخطير منه ومغلقة أمام دون ذلك”، مشيراً إلى أنه “يمكن لبعض الجمعيات والمثقفين والإعلاميين والفنانين، لكنه عندما سيتمدد سيفرض على الجميع فنه وثقافته وإعلامه، وسيكون المعيار هو الولاء له ولثقافته”.
ونبه عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية إلى أن “التحكم اليوم وهو ضعيف قد يسير هذا الفريق الرياضي أو ذاك وقد يشتري هذه المقابلة أو تلك ويمول هذا الفريق دون آخرين، لكنه غدا سيتدخل في كل الفرق والتنقيلات وسيتحكم في المسابقات والمقابلات والحكام والنتائج”، كما أنهُ، يورد عزيز رباح، “قد يوجه هذا الصحافي أو هذا المنبر لصناعة هذا الخبر أو السكوت عن ذاك، لكنه عندما سيتقوى لن يكتب الصحافي إلا ما يريد هو وسيخرس كل الأقلام الموضوعية”.
وذكر وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك أن “التحكم اليوم وهو ضعيف قد يمنع أنشطة بعض الهيئات والتنظيمات ويحاصر برامجها، لكنه غدا إذا تمكن سيحاصر كل الأنشطة الجادة والهادفة ويفتح الباب أمام الرداءة والسفاهة”، منبهاً إلى أنه “ينظم بعض الحفلات ويفرض على البعض حضورها وعلى آخرين تمويلها، لكن عندما سيتوسع سيفرض على الكل حضورها وتمويلها والقبول بكل ما فيها من قبح وهدر للكرامة”.
وشدد رباح على أن “التحكم اليوم وهو محاصر قد يدفع بعض المؤسسات والهيئات لاستصدار تقارير تطعن في هذا أو تمجد ذاك، لكن غدا عندما سيتمكن ستصنع التقارير في آلة واحدة وستخرج في شكل واحد وسيتم تعطيل باقي الآلات”، منبهاً إلى “أن التحكم اليوم وهو ضعيف يحاول التسلل إلى مواقع الوساطة بين الدولة والمجتمع لكن عندما يتقوى سيحاول أن يصنع جدارا بينهما ليقرب هذا ويبعد ذاك ويحدث الخصومة وعدم الثقة بين الدولة والمجتمع والقوى الوطنية”.
وختم عزيز رباح تدوينته بالقول: “الحمد لله للبيت رب يحميه والدولة لن تسمح بتمدد هذا الخطر لأن القائمين عليها يتذكرون الكلفة الباهضة من الضرر والكساد والفساد والضعف واللانقسام، الذي تسبب فيه رموزه عبر التاريخ بما فيه القريب لكن الدولة لا بد أن تكون مسندة بيقظة المجتمع ومناعته ومقاومته”.
