• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 25 ديسمبر 2017 على الساعة 11:46

جرادة.. جثة مدينة!!

جرادة.. جثة مدينة!!

يوسف الحايك

لعل اسم مدينة جرادة وحده يختزل من ملامحها الشيء الكثير، ويسعف الباحث عنها في محركات الشبكة العنكبوتية الوقوف على واقعها الثاوي خلف معانيه الدفينة، التي تزيدها سوداوية مناجم الفحم قتامة. ووحده شبح الموت يعيدها إلى واجهة الأحداث، وتكسر أصوات أبنائها هدوءها احتجاجا وغضبا.
هو الموت الذي أعاد اسم المدينة المفجوعة لتصدر عناوين الأخبار بعد وفاة شابين في أحد المناجم التقليدية، يوم الجمعة الماضي (22 دجنبر)، حيث استمرت عملية البحث عن جثتيهما أزيد من 24 ساعة.

الفحم القاتل

منذ عقود ارتبط اسم المدينة بمناجم الفحم الحجري، باعتباره الملجأ الرئيسي لعدد من أبنائها لضمانهم لقمة العيش، قبل أن تصير أبواب معمل الفحم موصدة في وجوهم، ويجد الآلاف منهم أنفسهم على عتبة المجهول، الذي بددت السنوات ضبابيته، وقد غرقت المدينة في ثنائي الفقر والمرض.
في ظل هذا الواقع، وجد الكثيرون من سكان المدينة أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر، إما الرحيل والبحث عن الخلاص، وإما البقاء انتظارا لرحمة السماء، والعمل في استخراج مادة الفحم الحجري.
ويستعين سكان المدينة في استخراجهم للفحم الحجري بأدوات أقل ما يمكن أن توصف به أنها بدائية، ما يتسبب بين الفينة والأخرى في وفاة بعض منهم في حوادث مماثلة لذاك الذي اهتزت على وقعه المدينة الجمعة الماضي.
ولا يمكن رصد واقع مدينة جرادة دون قراءة خلفياته بعد دخلت منذ سنة 2001 في أزمة اقتصادية واجتماعية في أعقاب قرار اتفقت بموجبه النقابات والحكومة سنة 1998 على الإغلاق النهائي لمناجم الفحم.

مرض وبطالة

وبالقدر الذي اقترن اسم مدينة جرادة بمناجم الفحم فإنه كذلك شكل عنوانا لها كأكثر المدن المغربية تسجيلا لحالات الإصابة بمرض السيليكوز.
وتوثق تقارير صحافية كيف كان المرض سببا السنة الماضية في اعتصام دام أكثر من 80 يوما أمام المقر السابق لإدارة مفاحم المغرب التي كانت تستغل مناجم جرادة.
وكان العشرات من مرضى السيليكوز في المدينو عمدوا، ومعهم أرامل بعض العمال المرضى الذين قضوا بسبب المرض المذكور، إلى الخروج في مسيرة وصفت بـ”غير المسبوقة”، مشيا على الأقدام انطلاقا من مدينة جرادة في اتجاه مدينة وجدة.
هذا ويبلغ عدد السكان مدينة جرادة، حسب الإحصاء العام للسكان لسنة 2014، زهاء 108.628.
كما كشفت المندوبية السامية للتخطيط، في وقت سابق، أن إقليم جرادة يحتضن أعلى نسبة للبطالة والتي تصل إلى 32.2 في المائة، فيما تصل في مجموع أقاليم الجهة إلى 21.5 في المائة.