فرح الباز
تطورات متسارعة ومتلاحقة، عرفها مساء اليوم الأحد (8 يناير)، في مسار تشكيل حكومة الولاية لعبد الإله ابن كيران، انطلقت مع لقاء رباعي جمع، مساء اليوم الأحد (8 يناير)، زعماء أحزاب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والاتحادين الاشتراكي والدستوري.
هذا اللقاء انتهى بإصدار بلاغ مشترك، أعلن فيه زعماء الأحزاب الأربعة رغبتهم في تكوين حكومة قوية، والتزامهم بالعمل المشترك من أجل الوصول إلى تقوية وتعزيز التحالف الحكومي، الذي أضحى ضروريا لتشكيل إطار مريح، قادر على ضمان حسن سير مؤسسات الدولة، على حد تعبيرها، مؤكدين حرصهم على المساهمة في تشكيل أغلبية حكومية تتماشى مع مضامين الخطاب الملكي في دكار، والذي نبه فيه الملك إلى ضرورة تكوين حكومة ببرنامج واضح وأولويات محددة، للقضايا الداخلية والخارجية، وكذا حكومة قادرة على تجاوز الصعوبات التي خلفتها السنوات الماضية.
ساعات قليلة عقب هذا البلاغ، صدر بلاغ “أكثر حدة” لرئيس الحكومة المعين عبد الإله ابن كيران، أعلن فيه عن نهاية المفاوضات مع كل من عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وامحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية.
ومما جاء في بلاغ ابن كيران: “بما أن المنطق يقتضي أن يكون لكل سؤال جوابا، وبما أن السؤال الذي وجهتُه للسيد عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار يوم الأربعاء 4 يناير حول رغبته من عدمها في المشاركة في الحكومة التي عينني جلالة الملك يوم الإثنين 10 أكتوبر 2016 رئيسا لها وكلفني بتشكيلها، وهو السؤال الذي وعدني بالإجابة عنه بعد يومين، وهو الأمر الذي لم يفعل وفَضَّل أن يجيبني عبر بلاغ خطه مع أحزاب أخرى منها حزبان لم أطرح عليهما أي سؤال أستخلص أن عزيز أخنوش في وضع لا يملك معه أن يجيبني وهو ما لا يمكن للمفاوضات أن تستمر معه حول تشكيل الحكومة”.
وقبل البلاغ “الرباعي” وبلاغ رئيس الحكومة المعين، أصدر حزب الأصالة والمعاصرة، صباح اليوم الأحد، بلاغا جدد فيه موقفه من تشكيل الحكومة، إذ أكد أنه غير معني بالمشاورات الجارية لتشكيل الحكومة، وأنه لن يكون بديلا، داعيا إلى ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة، وتجاوز وضعية العطالة الدستورية للعديد من المؤسسات التي أصبحت لها كلفة كبيرة سياسية واقتصادية واجتماعية.
وأمام هذه التطورات الجديدة، يرى مراقبون أن الباب الوحيد الذي بقي أمام ابن كيران، والذي يسمح بها الدستور، هو إرجاع أوراق الاعتماد التي تسلمها سابقا لتشكيل الحكومة، والعودة إلى صناديق الاقتراع في انتخابات سابقة لأوانها، بعد أن أغلق إلياس العماري الباب لكل التاويلات.
