بعد عطل أقام الفضاء الافتراضي وأقعده، خرج عمالقة التواصل الاجتماعي يعتذرون ويتأسفون لتوقف جرعات “السوشيل ميديا” عن المدمنين من الرواد والنشطاء، مبررين الانقطاع “المفاجئ”، بخلل فني داخلي.
واعتذر مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع فايس بوك، اليوم الثلاثاء (05 أكتوبر)، على ما وصفه بالعطب الذي نتج عنه تعطل تطبيقات التواصل الاجتماعي التابعة لشركته، لمدة ناهزت ست ساعات، ما أثر على أكثر من 3.5 مليار مستخدم في جميع أنحاء العالم.
فهل يدق واقع تأثير الفضاءات الافتراضية ناقوس الخطر، أم أن إدمان تطبيقات مارك وصل حدود التطبيع؟
حصار فايسبوكي
قال أيوب مفتاح الخير، المتخصص في إدارة شبكات التواصل الاجتماعي، في تصريح لموقع “كيفاش”، إن ما حدث ليلة أمس “هو بمثابة ناقوس خطر، فقد استحوذ فيسبوك على جل المنصات المعروفة وحاصر المستخدمين وجل القطاعات من كل الجهات عبر تطبيقات “فيسبوك، انستغرام وواتساب”.
واعتبر الخبير الرقمي، أن “هذا الاحتكار الممنهج بات يشكل تهديدا على المستهلكين من جهة، وعلى أمن وسيادة والاقتصاد الرقمي للدول من جهة ثانية، كما انهارت بسببه مجموعة من النماذج الاقتصادية”.
وتابع أن “الصحافة اليوم على سبيل المثال أضحت تجعل من فيسبوك كشكا رقميا، توزع وتسوق من خلاله الجرائد ما تنتجه من مواد، أما الشركات فأصبحت تسوق علاماتها التجارية عن طريق صفحاتها الرسمية”.
وأبرز مفتاح الخير، أنه على المستوى السياسي، “اتخدت مجموعة من الدول وسائل التواصل الاجتماعي كنقطة للتواصل مع مواطنيها، لكن الخطير في كل ما سبق ذكره أننا أصبحنا نتعامل عبر وسيط رقمي ليست لنا عليه أي سلطة”.
إدمان بطعم إفتراضي
ومن جانبها، سجلت سكينة لعزيزي، الأخصائية النفسية لموقع “كيفاش”، أن “مواقع التواصل الاجتماعي باتت تفرض هيمنة نفسية، فلا يستطيع الفرد التخلي عن عاداته في ارتياد بعض المواقع والاستغناء عنها”، مشيرة إلى أن الانقطاع الذي وقع يوم أمس أبان بشكل جلي مدى تعلق الأفراد بالثلاثي الرقمي “فايس بوك، واتساب وإنستاجرام”.
وشددت الأخصائية على أن “هذا التعلق قد يصل في بعض الحالات إلى الإدمان الشديد، يظهر في حالة من القلق والاضطراب، عندما لا يتمكن المدمن من الدخول لأحد هذه المواقع، بسبب مشكلة في الجهاز أو في الاتصال بشبكة الإنترنت”.
عطل ساعات.. خسارة بالملايير
وبعد ساعات من العطل المفاجئ الذي ضرب كافة تطبيقات الشركة، أشارت تقارير إلى تراجع الثروة الشخصية لمارك زوكربيرغ، مؤسس موقع فايس بوك، بما يقرب 7 مليارات دولار.
وكشفت وكالة “بلومبيرج” الأمريكية، أن مارك زوكربيرغ تراجع إلى المركز الخامس في قائمة “فوربس” لأثرياء العالم بعدما خسر 6.6 مليار دولار، عقب التوقف المفاجئ في تطبيقات فايس بوك وماسنجر وواتساب وإنستغرام.
وقال المصدر ذاته إن انخفاض أسهم فايس بوك، يوم أمس الاثنين (04 أكتوبر)، تسبب في تراجع ثروة مارك زوكربيرغ إلى حوالي 121 مليار دولار، مما أدى إلى تراجعه إلى ما دون بيل جيتس إلى المركز الخامس على مؤشر بلومبرج لأثرياء العالم.
