يوسف الحايك (تطوان)
كانت حركة السير والجولان في تطوان، بعد زوال اليوم الأربعاء (27 دجنبر)، على نحو غير معتاد، وقد ارتدت عناصر شرطة المرور قفازاتهم البيضاء، وتعالى دوي صفاراتهم على مستوى أهم شوارع المدينة.
وشكلت وفاة والد وزير الداخلية، عبد الوافي الفتيت، الحدث الأبرز في المدينة، ومعه كان شارع محمد داوود في حي السكنى والتعمير قِبْلَةَ أهل العاصمة من كبار المسؤولين، من أمنيين وسياسيين وعسكريين، حلوا بالمدينة على عجل من الرباط.
وكان والد المسؤول الحكومي يقطن قيد حياته في حي الطويلع، قبل أن ينتقل إلى حي السكنى والتعمير حيث كان الوزير يتردد في الآونة الاخيرة على مدينة تطوان.
حضور وازن
الحدث، الذي تزامن مع مباراة ديربي الشمال بين المغرب التطواني واتحاد طنجة، عرف، إلى جانب وزير الداخلية، حضورا وازنا للشخصيات السياسية المدنية والعسكرية، ومن الإدارة الترابية.
وحظي المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي، باهتمام بالغ من قِبَل مراسلي وسائل الإعلام الذين غطوا الحدث.
كما حضر، إلى جانب الحموشي، كل من والي جهة طنجة تطوان الحسيمة محمد اليعقوبي، ووزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، والوزير المكلف بالوظيفة العمومية وإصلاح الإدارة محمد بنعبد القادر، إضافة إلى وزير السياحة محمد ساجد، ورئيس الجامعة الملكية لألعاب القوى عبد السلام أحيزون، وعامل إقليم تطوان يونس التازي، وعامل عمالة المضيق الفنيدق حسن بويا، وعدد من المنتخبين.
أكبر الغائبين
في مقابل هذا الحضور الوازن من طرف تمثيلية أحزاب التجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الدستوري، والاتحاد الاشتراكي، الذين كانوا ممثلين على مستوى الوزراء، بدا لافتا الحضور الباهت لحزبي العدالة والتنمية والتقدم و الاشتراكية، إذ لم يسجل حضور أي من وزراء الحزبين.
واقتصرت تمثيلية الحزبين على رؤساء الجماعات الترابية، الذين كان على رأسهم البشير العبدلاوي عمدة مدينة طنجة، ومحمد إدعمار رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، إلى جانب محمد السفياني رئيس الجماعة الحضرية لمدينة شفشاون.
مطالب
وخيمت الأجواء التي تعيشها مدينة تطوان هذه الأيام بعد إخلاء شوارع المدينة من الباعة المتجولين على الجو الجنائزي.
وتحيَّن بعض الباعة الجائلين الفرصة لإيصال شكواهم إلى محمد اليعقوبي والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، الذين تحدثوا إليه قبل أن يحيلهم الأخير على عامل الإقليم يونس التازي.
كما تلقى الباعة تطمينات من طرف المسؤولين بحل مشاكلهم المرتبطة بالاستفادة من المحلات التجارية.
كواليس
تقاطرت جموع المعزين إلى منزل أسرة الوزير، حيث تم نصب خيمة لتلقي العزاء، قبل أن ينطلق الموكب الجنائزي، الذي جاب عددا من الشوارع الممتدة على ما يقرب ثلاث كيلومترات تقريبا من شارع محمد داوود، إلى غاية شارع الريحان حيث المقبرة الرئيسية بالمدينة.
وفي الوقت الذي رافق العشرات من المواطنين الموكب الجنائزي، اختار المسولون الانتقال عبر سياراتهم، التي اصطفت على مقربة من منزل عائلة الوزير.
في المقبرة، وبمجرد انتهاء مراسيم الدفن، وبداية تلقي عبد الوافي الفتيت التعازي كما جرت العادة، كان عبد اللطيف الحموشي أول المغادرين.
