• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 01 مارس 2022 على الساعة 16:05

الحرب الروسية الأوكرانية.. رصانة الموقف المغربي في معادلة دبلوماسية معقدة

الحرب الروسية الأوكرانية.. رصانة الموقف المغربي في معادلة دبلوماسية معقدة

وسط أزمة دولية غاية في التعقيد، أعلنت المملكة المغربية موقفها الرسمي من النزاع الروسي الأوكراني، وذلك في بلاغ لم يتجاوز عدد كلماته 48، إلا أنه يؤكد موقفا لا يخلو من الرصانة الدبلوماسية، بالنظر إلى العلاقات المهمة التي تجمع المغرب بطرفي النزاع.

أفضلية السلام

في تصريح لموقع “كيفاش”، قال محمد بودن الأكاديمي والمحلل السياسي، إن الموقف المغربي من الأزمة الروسية الأوكرانية يمثل مزيجا من الوعي الحاد بضرورة إبراز أفضلية السلام على حساب الخيارات الأخرى، كما يمثل تعبيرا عن مقاربة مبنية على الشرعية و المبدئية بخصوص الوحدة الترابية و الوطنية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة”.

وأبرز بودن، أن “تعامل الدبلوماسية المغربية مع الأزمات والتحديات أثبت وجاهته في أكثر من مناسبة وتأكد بالملموس أنه تعاملٌ متحررٌ من اختلاط المفاهيم و اهتزاز القناعات، يتصرف مع العالم كما هو وليس كما يتمنى أن يكون”.

مبدأ الوحدة الترابية

وفي قراءته لبلاغ وزارة الخارجية، أبرز المحلل السياسي، أن “الموقف المغربي ليس ظرفيا ولا يندرج في إطار سباق الإعلان عن المواقف، بل هو موقف الأمس و اليوم و الغد، بخصوص الوحدة الترابية والوطنية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة حيث ينسجم تماما مع قناعات المغرب الوجودية بخصوص وحدته الترابية”.

وأورد بودن، أن “المملكة المغربية دولة مسؤولة و تنطلق من السلام كقاعدة كونية باعتبارها الوسيلة الأكثر فعالية لوضع حد للنزاعات و حلها”، مضيفا أن “المملكة كرست طاقاتها من أجل الحلول السلمية، و الصيغ التي لا تتجاهل وحدة البلدان الأعضاء بالأمم المتحدة و أمن شعوبها”.

وفي ما يتعلق بالخبرة و المهارة الدبلوماسية، شدد الخبير السياسي، على أن “المملكة المغربية لها ما يؤهلها لتقدير الأمور حق قدرها، فقناعاتها واضحة والمسار الذي تتجه فيه علاقاتها الدولية مطبوع بالدينامية والأهداف الكبرى للسياسة الخارجية المغربية”، مبرزا أن هذه الأهداف، تتجلى في”الوحدة الترابية و الوطنية و المصالح الاستراتيجية للمغرب مع شركائه و استثمار الفرص و مواجهة التحديات في مختلف الميادين السيادية وهذه أهداف نهائية بالنسبة للمغرب”.

المغرب.. واقعية دبلوماسية

وقال محمد بودن، ضمن التصريح ذاته، إن “موقف متوازن ورزين يكرس قناعة دائمة للمغرب مفادها أن أي معطى يسبب عدم الاستقرار يمثل مصدر قلق”.

وافترض الأكاديمي في تحليله، أن “المملكة المغربية لها تحفظات أولية، لكن ترى أن لا فائدة من القول لطرف ما هذا صحيح و للطرف الأخر هذا خطأ، حيث أن القضية الرئيسية للمملكة المغربية هي الدفاع عن مبدأ مساواة الدول َ في السيادة كمبدأ منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة … وهنا يمكن الحديث عن الواقعية المغربية في المجال الدبلوماسي”.

الملك محمد السادس.. مصداقية دولية

وشدد المتحدث ذاته، على أن “المغرب بلد محترم وذو مصداقية واسعة في العالم بفضل جلالة الملك محمد السادس و أسلافه، ومكانته المحورية في فضائه الأورو – إفريقي، و تاريخه العريق، ومواقفه المتأصلة. وهذا برز بشكل واضح في لقاءات قادة القوى الدولية و الاقليمية بجلالة الملك محمد السادس في مناسبات عديدة”.

هذا وخلص بودن، إلى أن “بلاغ وزارة الخارجية تضمن رسائل لأكثر من جهة في فضاءات جيوسياسية متعددة كما أن المملكة المغربية تدرك أن متغيرات العلاقات الدولية لن تتوقف و اللقاء بين الروس و الأوكرانيين حدث من قبل و قد يحدث في المستقبل و هو جزء من الجوار و التاريخ لكن الدبلوماسية المغربية ليست من أنصار مقولة ” لا تقل شيئا لا تفعل شيئا ” لأنها تتحدث دائما ببصيرة وهدوء حتى تعرف مختلف الأطراف موقفها بأسلوب يلائم المصالح الوطنية”.