وفجأة اكتشفت أنني من الشرفاء. فجأة ظهر لي النسب الغابر في شبه الجزيرة العربية. وفجأة صار حد ولاد فرج (فخضة من فخضات دكالة) من بني هلال سليلة بن هوزان جيران قريش. وفجأة اكتشفت أن الرسول الكريم استرضع في قبيلة هوزان. ولكم أن تتصورا ماذا يعني هذا.
قبل التصور دعوني أكشف لكم عن شجرة عائلتنا الشريفة، إذ يرجع أصل قبيلة أولاد فرج الدكالية، والتقليد على ويكيبيديا جازاه الله، إلى عرب بني هلال، فهم أبناء فرج بن توبة بن عطاف بن جبر بن عطاف بن عبد الله بن دريد بن أثبج بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وهوازن قبيلة تسكن الطائف، وفيهم استرضع النبي محمد وقد كانوا مشهورين بالفصاحة، وكان كثير من فتيان قريش ترضعه نسوة بني سعد هؤلاء. أي أنني شريف بريحة الشحمة في الشاقور.
المهم هذا يعني أنني يجب أن أستفيد من ذلك الملصق العجيب الذي يوضع على زجاج السيارة، المكتوب عليه “يجب توقير صاحب هذه البطاقة”. ولأني لا أملك سيارة، لسوء حظي رغم أني شريف النسب وشريف الذمة، ولأني لا أقبل إلا بالميني كوبر، سأكتفي بوضع البطاقة على حقيبتي.
وكم سألت ما الفائدة من ذلك الملصق الغريب، وانتقدت أصحابه، وسخرت منهم في فايس بوك وتويتر ونشرت صوره في أنستغرام وتامبلر، لكن اليوم لن أسأل ولن أستغرب، إنني والحمد لله على نعمه قمت بمراجعة أفكاري الظلامية حدّ الحداثة الرجعية حدّ التحرر، وسأمجد الملصق واللصاق والملصق عليه وأتباهى به بين القبائل.
كما يعني نسبي الشريف، شايلاه آ جدي، إضافة تلك الكلمة في أول إسمي، “سيدي” أو “الشريف”، وسأمتعض إن لم يقل لي أحد الشريف الفلاني أو سيدي فلان، وأنهره على نسيانها بقولي: “واش قدي قدك تلاغا معايا؟”، أو سأفعل كصديقي الذي لا يجيب كل من لم يشرف اسمه. إنه حقي في التشريف والشرف.
لن أكتفي بما سبق، وسوف أطالب مارك زوكربرك، صاحب فايس بوك، أن يضيف خانة النسب الشريف في المعلومات الخاصة، وإن لم يتحقق المطلب سنخرج في حركة احتجاجية أنا والشرفاء أمثالي، رضوان الله علينا، وسنعتصم في تويتر وأنستغرام حتى تفعل مطالبنا.
يجب توقيري، لأكون مواطنا من الدرجة الأولى ولو بالكلمات، ولأغيض عامة الناس بذلك الملصق وباسمي المركب الثلاثي الأبعاد الشريفة.. رغم أنني لحدود هذه اللحظة لا أعرف ما الفائدة من هذا كله، ففي آخر المطاف كلنا مغاربة.
بقي شيء واحد، وهو أمر أرق تفكيري، لأكون شريف دكالي من بني هوازن ديال بصح، فلا أدري هل كنا من المسلمين أم كنا من الكفار؟؟؟؟ غير أن الشيء الذي تأكدت منه هو أننا كنا قطاع طرق.
