• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 08 مارس 2013 على الساعة 13:39

مرية نظيف.. سائقة الترامواي

مرية نظيف.. سائقة الترامواي

مريم الرقيوق (وكالة المغرب العربي للأنباء)

تعتبر مرية نظيف٬ الحاصلة على شهادة الإجازة في الأدب العربي٬ والتي تقطن في مدينة سلا مع عائلتها٬ والتي تجاوز عمرها الثلاثينات٬ امرأة سلاوية نموذجية. عملها يفرض عليها أخذ وجهة الرباط على متن الطرامواي يوميا٬ وذلك على غرار مئات الأشخاص٬ غير أن الفرق بينها وبينهم هو توليها قيادة الطرامواي.
وتشكل مارية واحدة من خمس نساء سائقات يعملن لدى شركة طرامواي الرباط سلا٬ ما جعلها تدخل في نادي حصري لسائقات النقل العمومي في المغرب٬ لتعطي بذلك نموذجا للمرأة الناجحة في مجال ظل حكرا على الرجال لسنوات طويلة.
وتبدأ هذه الشابة العازبة٬ التي تمتلك قامة طويلة٬ عملها يوميا في الساعة السادسة صباحا من محطة الانطلاق في “حي كريمة” بعد أن تكون قامت بالترتيبات اللازمة والروتينية في مركز الصيانة الذي يوجد في الحي نفسه.
تكون مارية٬ المرتدية لزيها الأزرق الداكن٬ في حالة تأهب كامل٬ بعد أن تضبط حجابها وتستنشق الهواء قبل تشغيل الطرامواي ليأخذ مجراه في اتجاه محطة الانطلاق الأولى في حي كريمة. إذ يبدو يوم العمل شاقا.
وعلى الرصيف٬ تقف حشود من الركاب معظمهم موظفون وطلبة٬ في انتظار وصول القطار.
وصرحت مارية٬ وهي في قمرة الطرامواي٬ أن “ساعات الذروة المتمثلة في السابعة والتاسعة صباحا عادة ما تكون أصعب فترات اليوم”٬ مضيفة أن “الجميع في عجلة من أمره٬ ويريد أن يكون له مكان. وبسبب عدم التكيف مع النظام الأوتوماتيكي لغلق الأبواب٬ يعبر بعض الركاب عن سخطهم موجهين لي اللوم عندما يفشلون في ركوب الطرامواي٬ وأحرص على توضيح الأمور لهم بأنني لست المسؤولة على ذلك غير أنهم لا يأبهون بذلك٬ ولا سيما عندما يكون الخطاب موجه لامرأة”.
فوجود عنصر نسوي في قمرة المراقبة يجعل بعض المارة تصدر عنهم نظرات غريبة وأحيانا تتسم بالإعجاب.
بعد أن اجتازت اختبارا واستفادت من دورة تكوينية لمدة ثلاثة أسابيع٬ كانت المرأة الشابة على استعداد لأخذ منصبها.
وأسرت ماريا بأن “هذا القرار ليس من السهل اتخاذه٬ بالنظر إلى أن الأمر يتعلق بأول طرامواي يتم إطلاقه في المغرب٬ وقد كنت مترددة في المضي قدما في هذا المجال غير المعروف تماما”.
وأضافت هذه المرأة الشابة٬ التي تقيم في حي شعبي في سلا مع والديها وشقيقيها٬ “علاوة على ذلك٬ كانت لدي انطباعات خاصة في ما يتعلق بإكراهات العمل: الاستيقاظ المبكر٬ وعدم التساهل إزاء التأخير وقوة التركيز على مدى 8 ساعات٬ وصعوبة التواصل مع المرتفقين أحيانا. لكن بفضل دعم زملائي وعائلتي٬ المحافظة والمنفتحة في ذات الوقت٬ تغلبت على هذه المخاوف”.
وبناء على تجربتها الخاصة٬ تعتبر ماريا أن المساواة بين الجنسين في مكان العمل بالمغرب بلغت درجة “متقدمة”٬ مضيفة “ليس هناك٬ على حد علمي٬ مجال واحد لم تلجه المرأة المغربية٬ ومهما كانت الإكراهات فهي تبرهن عن الجدية والمهنية والكفاءة في أداء المهام المنوطة بها٬ بل قد تنجح في التفوق على زملائها الرجال في الميدان”.
إن تجربة ماريا وغيرها من النساء الرائدات في ميادين مختلفة٬ تفسح بالتأكيد المجال ل”تأنيث” مهن ظلت حكرا على الرجال٬ وتظهر أن المساواة بين الجنسين في أماكن العمل أخذت طريقها.