• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 12 أغسطس 2013 على الساعة 15:07

لقبه الأطفال بـ”دالين الشوكولا” والناس بـ”القديس”.. حكايات أسر ضحايا دانييل كالفان

لقبه الأطفال بـ”دالين الشوكولا” والناس بـ”القديس”.. حكايات أسر ضحايا دانييل كالفان

 إثر مذكرة اعتقال دولية.. إحالة دانييل على قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية

 

سعيد نافع (عن الأحداث المغربية)

الدخول إلى دوار الزعيترات-الطناجة أو ما يعرف بالقرية في جماعة المكرن القروية التابعة للقنيطرة لم يكن سلسا بالمرة. فمنذ أن عادت قصة الوحش البيدوفيلي للحياة، على إثر قضية العفو الملكي ثم سحبه الاستثنائي من طرف عاهل البلاد، صارت الأعين تتوجس في دخول الغرباء، والناس تتردد عند سماع إسمه.

في مدخل القرية دلتنا مجموعة من الشباب على البيت الذي كان يقيمه. وسط الطرق غير المعبدة والملتوية، بدأت رحلة الأحداث المغربية في البحث عن “دانييل كالفان” وضحاياه. الوصول للدوار جاء بعد يوم واحد من الاستقبال الملكي للضحايا، ما جعل الألسن تتردد قليلا قبل الاسترسال في سرد مشواره السيء في المنطقة. تردد عكسته حالة الخوف التي تخيم على المنطقة، وكان لا بد من قليل وقت، وحضور رجال السلطة المحلية، ليهدأ روع المتحدثين.

 

“دالين الشوكولا”

ما إن فطن صغار القرية إلى الغاية من حضور الأحداث المغربية، حتى واجهنا سؤال توحد على كل الألسن الصغيرة ‘‘جيتو تسولو على دالين الشوكولا؟‘‘. ولم يمض وقت طويل حتى تعرفنا على السبب وراء التسمية. الوحش تعود على توزيع قطع الشوكولاتة الفاخرة على الصغار في كل مرة كان يحل فيها في المنطقة بعد أسفاره المتعددة. حتى في زمن إقاماته هناك دأب على استمالة الأطفال، من الجنسين بهذا السلوك المبتكر. حب الأطفال لهذا السلوك زاد من تعلقهم بهم، لدرجة أن الأهالي وأسر هؤلاء الصبية كانوا يستطيبون هذه العلاقة، ولا يرون مانعا في اقتراب صغارهم من “دالين الشوكولا”.

الاقتراب من البيت الذي أقام فيه زمنا مع الأسرة التي اعتدى فيها تقريبا على نصف ضحاياه، تم وسط ترقب كبير ومتابعة من سكان الدوار. على الفور تجمع العشرات من الصغار والكبار يراقبون ما سيحدث. بين الفينة والأخرى كان يطالعنا أحدهم بتعليق من قبيل “هاد داليين فضحنا وشوهنا” أو “اش بغيتو بهاد القضية اللي قربنا نساوها”. أمام باب البيت الذي كان حوشا عاريا والذي بناه وحسنه الوحش البيدوفيلي، تردد سكان البيت طويلا قبل أن يفتحوا الأبواب. كان أول الفاتحين الأب، الذي اعتذر عن الحديث وقال أن رجال السلطة المحلية أمروه بعدم الاستجابة لأي أسئلة من أية جهة كانت، خصوصا بعد الاستقبال الملكي.

بعد الأب، جاء دور البنت الكبرى التي كانت أول ضحايا الوحش البيدوفيلي قبل أن تتحول إلى زوجة، عقد عليها القران عندما كانت قاصرا في بداية قصته الأليمة مع هذه الأسرة سنة 2004. بعد تردد طويل قررت الأخيرة سرد الحكاية من أولها إلى آخرها، مع طلب عدم ذكر الاسم بالمرة وعدم التقاط الصور.

 

من خادمة إلى زوجة قاصر

ابتدأت قصتها مع دانييل كالفان في محيط حي الشعبي للاسكان في مدينة القنيطرة، ذات مساء عندما كانت في سن الرابعة عشرة. اقترب إليها بكل الطرق الممكنة إلى أن أقنعها بتغيير البيت الذي كان تشتغل عند أصحابه كخادمة، وعرض عليها مبلغ 1500 درهم كراتب شهري. راتب لم تكن تحلم به، وهي القادمة من الدوار الفقير، واعتبرته وسيلة لمساعدة عائلتها المعوزة. انتقلت على الفور للاشتغال في بيته، ولم تلاحظ أي سلوكات مثيرة للانتباه خلال الفترة الأولى لاشتغالها في بيته. كل هذا زاد من احترامه له في البداية، وعزز من ثقتها الكبيرة فيه.

علاقة الاحترام التي نسجها دانييل مع خادمته الصغيرة، تحولت إلى رغبة شديدة في مساعدتها بكل الوسائل الممكنة ومساعدة عائلتها في الخروج من ربقة الفقر المدقع التي كانت ترزح تحت نيرها. سنة 2004 شرع دانييل كالفان في التردد على البيت المتواضع في دوار الزعيترات، محاولا بكل الوسائل كسب ثقة أهل الدار. وعلى الفور شرع في تقديم خدماته، وفي الكثير من المرات دون حتى أن يطلب منه ذلك. بنى غرفا إضافية للأسرة، وشيد حائطا مكتملا بأبواب عصرية للحوش القديم المصنوع من الزنك والقصدير. كان يأتي محملا بـ”التقضية” والهدايا في كل مرة يحل فيها عند أسرة خادمته. أكثر من ذلك، شرع دانييل كالفان في تقديم خدماته للجيران وسكان الدوار، حيث ساعد العشرات منهم في بناء بيوت الطين، البناء المعماري الخاص للمنطقة.

 

وجه آخر ينكشف

لم يمض أكثر من شهران على الزيارات الأولى لبيت الخادمة، حتى بدأت الصغيرة في اكتشاف الوجه الآخر للرجل الذي أعطى لنفسه صفة “القديس” في المنطقة. كانت أول الكذبات التي أسقطت قناع عن وجه الذئب المستتر في شخصية دانييل، عندما تأكدت الصغيرة من جيرانه في القنيطرة أن دانييل لا أولاد لديه، بعدما كان قد شنف أسماعها بحكايات مختلقة عن أولاده. دخلت الصغيرة في حيرة مستبدة وهي تحاول أن تعرف سر الكذبة. في تلك الفترة تحديدا عرض عليها الزواج، لكن سنها القاصر لم يكن يسمح بذلك، فاستصدر عقد قران خاص، أو وعدا بالزواج على حد تعبيرها، يتضمن شرطا يقضي بأن توقع الصغيرة عليه بعد أن تتم سن الزواج القانوني. وعليه عاشت معه فترة في شقته في مدينة القنيطرة. بعد ذلك سافر دانييل إلى وجهة لم يكشف عليها.

بعد عودته لاحظت الخادمة والزوجة القاصر بعد التغيير في سلوكاته. تقول بهذا الشأن “كان يطلب مني الخروج كثيرا ويشجعني على مرافقة صديقاتي في كل خرجاتهن. كنت ألاحظ أنه يستقبل بعض الصغار في بيته، أحيانا مرافقين بأسرهم أو أمهاتهم. وهو ما كان ينتقص من حجم شكوكي في ممارساته. إذ لا يعقل أن يريد بهم شرا في وجود ذويهم”.

لاحظت الصغيرة أيضا أن دانييل كالفان كان كثير الاحتفال بأعياد ميلاد الصغار من أبناء الجيران مع الإصرار على إقامتها في سهرات ليلية في شقته في حي مشروع الشعبي للإسكان وسط مدينة القنيطرة. سهرات كان يصر فيها على استبعاد الزوجة القاصر بأية وسيلة، ولو تطلب الأمر مدها بالمال لشراء بغض الأغراض أو العودة إلى بيت الأسرة بدوار الزعيترات لمساعدتهم في مواجهة المصاريف اليومية.

 

الشيطان ينسج خيوطه

لاحظت المعنية بالأمر إثر ذلك أن دانييل صار كثير التردد على بيت أهلها بالقرية. ثم أثار انتباهها اهتمامه المفاجئ بأختها ذات التسع سنوات. في غفلة منها، حسب روايتها للأحداث، استصدر، بموافقة من الأب المغلوب على أمره، قرارا بتبني الأخت الصغرى، ثم اصطحبها معه للعيش بدورها في بيته. ثارت ثائرتها، ثم طالبت أهلها باسترجاع الأخت الصغرى لأنها قد تكون في خطر في بيت دانييل. إلا أنها جوبها أولا برفض الصغيرة التي تبين فيما بعد أن دانييل استمالها بالكامل، وثانيا من أهلها الذين كانوا يرون فيه نعم الرجل الخير الطي يريد بالصغيرة خيرا تماما كما فعل مع أختها الكبرى.

أمام الخوف المستبد، قررت الصغيرة انتزاع أختها من براثن دانييل كالفان بالقوة إن تطلب الأمر ذلك. إلا أن نواياها لم تأت بنتيجة تذكر. فأمام إصرارها كان إصراره أكبر، وعلى الفور مر إلى السرعة النهائية. في البداية شرع في تهديدها بكل الوسائل الممكنة. كشف المتحدثة للأحداث المغربية عن جرح غائر في أسفل ساقها الأيمن من ثلاث عشرة غرزة، قالت أنها تعرضت له على يد أحد المجهولين الذي سخره المعني بالأمر لإسكاته. بعد ذلك، هددها بالحرق حية أو بتشويهها بصب “الماء القاطع” على وجهها وباقي مناطق جسدها. ثم أخيرا، وبعد أن لاحظ بأن الأب وباقي الأسرة تضامنوا معها من أجل استرداد ابنتهم الصغيرة، قام باستصدار قرار قضائي يقضي بإفراغهم من مسكنهم. وفعلا حضر عون سلطة إلى بيت الأسرة محملا بقرار يمهلهم فترة وجيزة قبل مغادرة البيت الذي تحول بقدرة قادر إلى ملكيته معززا بشهود زور من سكان الدوار نفسه أفادت شهاداتهم بأنه صاحب البيت الفعلي، ما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول علاقته بالسلطات في دوار الزعيترات في تلك الفترة من سنة2007.

 

أنشطة بيدوفيلية موسعة

في النصف الثاني من السنة تقريبا، ستمتد أيادي دانييل كالفان إلى بنت خالة الضحية الأولى، عبر الاستراتيجية نفسها دائما. الترغيب المبالغ فيه لشخصه وكرمه جوده، وطريقة إظهار الاهتمام، تركز على بنت الخالة بعد أن أفرغ كل مكبوتاته في الأخت الصغرى. بموافقة غير معلنة من أسرتها التي تقيم في البيت نفسه دائم وبمباركة صافية النية، صار دانييل كالفان يستقبل بنت الخالة خلال عطل نهاية الأسبوع بشكل رسمي ودائم، على نحو متقطع. وتماما كما حدث مع الأخت الصغرى لزوجته القاصر آنذاك، أغرق دانييل كالفان بنت الخالة بعشرات الهدايا ومختلف قطع الشوكولاته التي تذهب عقل الأطفال، ليحظى باستمالة كاملة تغنيه عن السؤال والملاحظة.

بنت الخالة كان عمرها ساعة تعرضها للأعمال الشنيعة لدانييل كالفان 9 سنواتو اغتصبها لفترة تراوحت بين الأربعة أشهر والسنة. لم يكفه ذلك. فتش عن ضحية جديدة من الأسرة نفسها دائما إلى أن عثر على اختها ذات الخمس سنوات. تحايل على الأسرة لأخذها للإقامة معه في شقته في القنيطرة، على أساس الاستئناس مع أختها التي تكبرها بأربع سنوات فقط، مع ضمان مرعاتها والاستجابة لكل متطلباتها. حول هذا السلوك تصرح سيدة من دوار الزعيترات للجريدة “كان من الصعب الشك في سلوكاته جميعها فقد كان كالحمل الوديع. الأسر سلمت أبنائها له اعتقادا منها أنه قديس أو ولي صالح. كان يستجيب لكل الطلبات ويقدم خدماته دون توقف. الأسر اعتقدت أنه كان يعاني من نقص عدم الإنجاب، وأنه عبر سلوكاته الرائعة ظاهريا مع الأطفال، كان يحاول التعويض عن هذا النقص”.

دانييل كالفان عمل على امتلاك الصغيرتان، ابنتا خالة الزوجة القاصر، بشكل كامل بعد أن أطبق قبضته على الأسرة المعوزة. فبالإضافة إلى عطل نهاية الأسبوع، صارت الصغيرتان تقضيان باقي العطل الدراسية في شقة مدينة القنيطرة معه، سواء أكانت عطلا بينية دراسية أو عطلة صيفية مطولة. في كل مرة كانت الزوجة القاصر تحاول أن تفهم ما يجري حولها، بعد أن أصبحت واعية بوقوع أختها وابنتي خالتها في شراك الوحش الإسباني.

 

الغلطة القاتلة

من بين أكثر الناس الذي صدموا من حقيقة البيدوفيلي الإسباني، أحد الجيران، الذي عامله بمنتهى اللطف والشهامة، وحاول بكل الوسائل الممكنة تبسيط الأمور وتمكينه من حل كل الصعاب أثناء بداية مقامه في حي الشعبي للإسكان في مدينة القنيطرة. ولعل سخرية الأقدار وحدها من كانت كفيلة بجعل هذا الجار، الذي تجاوزت إنسانيته كل الحدود، سببا في كشف الوجه البشع للذئب البشري. قصة صداقة وجوار ستنتهي بكارثة، تشهد على بدايتها الأشهر الأولى من سنة 2004.

فبعد تطور العلاقة بين الطرفين، لاحظ الجار المغربي أن الجار الإسباني، أو العراقي كما كان يقدم نفسه في تلك الفترة، يتقن كل اللغات المعروفة تقريبا. وهو ما دفعه ذات يوم إلى استئذانه في استقبال ابنته ذات التسع سنوات في بيته بين الفينة والأخرى لتعزيز قدراتها في اللغة الفرنسية. وهو ما سقط على الذئب البشري كـ”مائدة من السماء”. دانييل كالفان استجاب لطلب الجار دون كثير تردد، في إطار المجاملة المتبادلة إذ غالبا ما كان يصرح للجار بأنه مستعد لتقديم أية خدمة، كعرفان بالخدمات الجليلة التي قدمها الجار المغربي.

ثم أتى يوم سافر فيه دانييل كالفان فجأة لوجهة لم يكشف عنها قط. أثناء سفره، اتصل دانييل بجاره المغربي طالبا خدمة غريبة. سأل دانييل الجار أن يدخل إلى شقته ويتخلص بأي طريقة ممكنة من مجموعة قطع إلكترونية “يو اس بي” ولو تطلب الأمر حرقها بالكامل. استجاب الجار دونما تردد، وفعلا أخذ القطع إلى بيته، إلا أنه وعوض تدميرها كما طلب دانييل، وضعها جانبا ضمن محتويات قديمة بأحد الرفوف، على أساس العودة إليها لاحقا. العودة ستستغرق ستة سنوات بالتمام والكمال، ومعها ستدق أولى المسامير في نعش البيدوفيلي الإسباني.

في شهر مارس من سنة 2010، عثر الجار من جديد على قطع الـ”يو اس بي” بعد أن كان قد نسي تماما قصتها. أخذها معه إلى العمل، وفي لحظة اقترحت عليه فكرته أن يطلع على محتوياتها، متسائلا أن لم يتسبب مرور كل تلك السنوات في إتلاف محتواها. غير أنه ما إن فتح محتوياتها على الحاسوب، حتى انتفض مذهولا. المحتوى الرقمي، صور وفيديوهات، كانت ذات مضامين بورنوغرافية، بطلها الجار الإسباني بمعية قاصرين مغاربة، ذكور وإناث، من بينهم أوجه صغيرة يعرفها جيدا. بعد أيام من التردد وسط ذهول المفاجأة، قرر الجار تقديم القطع الإلكترونية إلى ممثلين عن جمعية حقوقية محلية، تكفلوا بدورهم بإيصالها إلى السلطات.

 

صمت الضحايا

باستثناء الزوجة السابقة لدانييل كالفان والسبب الرئيسي في وصوله إلى دوار الزعيترات في جماعة المكرن القروية التابعة للقنيطرة، وبعض أسر وذوي الضحايا الذي تحدثوا للأحداث المغربية باقتضاب أو من “خلف حجاب” عن معاناتهم ومعاناة صغارهم مع جرائم الوحش البيدوفيلي، فإن باقي الضحايا التزموا الصمت المطبق أو اختاروا عدم الاستجابة، أو الرد عبر الهاتف أو أية وسيلة تواصل أخرى. ممثل عن إحدى الجمعيات الحقوقية فسر هذا السلوك بـ”تخوف الضحايا والأسر من انتقام ممكن للمجتمع الذي صار يرى فيهم –شياطين– في وقت هم ليسوا فيه سوِى ضحايا لإنسان تقرب منهم بهدوء وكرم وسخاء لينال من برائتهم”.

الضحايا الذين سمح للجريدة بالاقتراب منهم، تبدوا في صورة مهتزة. رباطة الجأش التي تسلحت بها زوجته القاصر أثناء سرد حكايتها، تخللتها الكثير من التنهدات وحالات الشرود وكأن الذكريات مازالت ماثلة بتفاصيلها الدقيقة أمام الأعين. في حالات أخرى، ساد الصمت المطبق، ولم تتمكن الألسن من النبس ببنت شفة، فيما يشبه “البلوكاج” الداخلي العميق. أسر الضحايا تغيرت تصريحات أفرادها بين تأسف عن وضع لم يعهدوا به وتسائل عن كيفية الوقوع السهل في براثن وحش آدمي، بسذاجة ويسر بالغين. آخرون آثروا عدم الحديث أو رفض الاستقبال، وهو تصرف مقبول ممن عاش تلك التراجيديا الإنسانية.

منهم من هاجر محل الإقامة. منهم من اعتزل المحيط. ومنهم من يسعى يوميا لانتشال صغيره أو صغيرته من هوة الاغتصاب السحيقة، متجاهلا عن قصد نظرات الأعين المصوبة، متجاوزا جرحها الغائر بتفاصيل الحياة اليومية.