اعتبر الخبير القانوني عبد اللطيف أكنوش، أن قرار فرنسا فتح الأرشيف الخاص بحرب الجزائر قبل 15 عاما من المهلة القانونية، “هي فرصة لفرنسا للتصالح مع تاريخها، وفرصة حكام الجزائر في التناحر بينهم”.
الأرشيف.. وا الخلعة طلقي منّي
وتابع أكنوش في تدوينة له على فيسبوك أن “إعلان الحكومة الفرنسية عن رفع السرية على الأرشيفات المتعلقة بحرب الجزائر ترعب النظام السياسي برمته عسكريين ومدنيين”. موضحا أنه “سوف تكون بدون أدنى شك صاعقة سياسية بكل المقاييس، وإعلانا عن سقوط العديد من الأوهام، التي شكلت نواة التنشئة الاجتماعية والسياسية لجيل بأكمله”.
وأكد أكنوش أن إخلاج الأرشيف إلى العلن، سيكشف “من قتل فلان أو علان الذي أصبح مع مرور الزمن، شهيد التحرير ومجاهد ضد المستعمر؟! من هم الخونة الذين أصبحوا بعد الاستقلال، زعماء الدولة والعسكر بعد أن كانوا عملاء للدولة الفرنسية؟! وما هو دور الدولة الفرنسية، ودور زعماء التحرير في إبادة العديد من الجزائريين، سواء كانوا إلى جانب فرنسا أو جانب أطروحة الاستقلال؟!
فرنسا سئمت كذب “الكابرانات”
وكانت وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو قد أعلنت الجمعة (10 دجنبر) عن قرب رفع السرية عن أرشيف “التحقيقات القضائية” لحرب الجزائر (1954-1962) بعد حوالي 60 عاما.
وفي تصريحات لمحطة “بي أف أم تي في”، قالت المسؤولة الفرنسية: “لا يمكن بناء رواية تاريخية على كذب”. مضيفة أن “التزوير هو الذي يجلب كل الأخطاء والمشكلات وكل الكراهية. في اللحظة التي تطرح فيها الحقائق على الطاولة ويتم الاعتراف بها وتحليلها، من تلك اللحظة فقط يمكننا أن نبني تاريخا آخر ومصالحة”.
Guerre d’Algérie: Roselyne Bachelot (@R_Bachelot) annonce qu’elle ouvre “avec 15 ans d’avance” les archives sur les enquêtes judiciaires pic.twitter.com/RGEtCXyfmC
— BFMTV (@BFMTV) December 10, 2021
ويأتي الإعلان في إطار سياسة مصالحة الذاكرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث قال قبل أسابيع في تصريحات نقلتها صحيفة لوموند “إن الجزائر قامت بعد استقلالها عام 1962، على ريع الذاكرة كرّسه النظام السياسي-العسكري، مشككا في الوقت ذاته في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي”.