• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 12 يوليو 2013 على الساعة 11:45

شكوانا إلى مولانا

شكوانا إلى مولانا لمختار لغزيوي [email protected]
لمختار لغزيوي larhzioui@gmail.com
لمختار لغزيوي [email protected]

هل من الضروري أن نقول شيئا ما عما رأيناه على الشاشات الوطنية في اليوم الأول من رمضان؟ هل للكلام فائدة أو معنى؟ وهل هناك جهة تنصت إليه أو تستمع له أو تحفل به أصلا؟

مرة أخرى رأينا مسلسلات “على قد الحال”، وسيتكومات “على قد الحال”، وبرامج “على قد الحال”. ولأننا بدأنا الفرجة يوما قبل فرجة تلفزيون المغرب عبر فرجة المصريين والخليجيين فقد كان الفرق مرة أخرى هائلا، وكانت المقارنة في غير صالح منتوجنا المحلي، ومائلة بالكامل للمنتوج الأجنبي الذي أصبح المغاربة يعتبرونه منتوجهم الفعلي، ويعتبرون بالمقابل ما يقدم على الأولى ودوزيم وميدي أن تي في منتوجا أجنبيا لا يعنيهم.

لماذا؟ لسبب بسيط للغاية. شعبنا ليس رديئا. شعبنا ذواق فعلي، متفرج على كل ما يقدمه العالم من جديد من السينما إلى الموسيقى إلى التلفزيون. في درب غلف نشتري المواسم الجديدة للسلسلات التلفزيونية التي بدأ بثها بالكاد على القنوات الأمريكية، نتعرف على آخر الأفلام، ونحفظ عن ظهر قلب كل جديد وصل إليه الإبداع العالمي.

شعبنا “كامل” وليس فقط البعض منه، وطبعا بوتيرة مختلفة حسب درجات العلم والاطلاع وإمكانيات المراقبة والمتابعة، لكننا في النهاية نجمع على الجيد، ونبتعد عن الرديء.

ولنتوقف عند نقطة معينة قبل المواصلة: الحكاية ليست حكاية مال وإمكانيات ضخمة واستوديوهات عالمية. لا، هذه كذبة قيلت لنا لسنوات وصدقناها قبل أن نكتشف قدرة شباب صغار عبر كاميرا واحدة صغيرة على إبداع أعمال يبثونها عبر اليوتوب، ودونما حاجة لأي قناة تلفزيونية قبل أن تتسابق كبريات القنوات العالمية عليهم من أجل اقتنائها.

الحكاية حكاية تطفل والسلام. الأناس الذين يتكلفون كل مرة بإنجاز برامج تستهدفنا بشكل مكثف في شهر مشاهدة خاصة من نوعها مثل رمضان هم أناس متطفلون على الميدان. فجأة يصبح ضروريا بالنسبة لهم أن يكتبوا أفكارا وسيناريوهات وحوارات، وأن يخرجوا كل هذا وأن يطلقوه للعموم، وكل هذا في فترة زمنية معينة وبتكليف محدود من طرف جهات ما.

الإبداع مستحيل مع مثل هاته الأمور، وهو لا يعترف بالمنطق الإداري الذي يحكم عمل تلفزيوننا، ويبحث في كل مكان من العالم عمن يستطيع حمل لوائه حقيقيا، ومفاجئا وحاملا باستمرار للجديد الذي يبهر الناس ويجعلهم يفهمون أن الفن هو أداة تقدم في البحث الإبداعي، وليس فقط أداة اغتناء على حساب تلفزيونات كسيحة مثل تلفزيوناتنا.

ومنذ اليوم الأول لرمضان تلقيت عبر بريدي الإلكتروني وعبر هاتفي مراسلات ومكالمات يمكن إجمالها في السؤال التالي: “آش هاد ال…؟” مع حذف الكلمة الأخيرة لأنها نابية أولا، وغير مؤدبة ثانيا، ولا تناسب الشهر الفضيل ثالثا، ولو أنها للحقيقة والتاريخ هي التعبير الأفضل عن حال ما رأيناه رابعا وخامسا وسادسا وسابعا.

في الإجابة كنت أردد نفس الجملة للجميع “هاد الشي اللي عطا الله والسوق”، مع علمي وعلم كثيرين غيري أن السوق مليء بأفكار أفضل وأناس أكثر إبداعا لا يصلون إلى التلفزيون، ومع يقيني ويقين أناس عديدين غيري أن “الله ما عطا والو فهاد القضية”، وأن المسؤولية الكاملة عن هاته الرداءة الكبرى التي تتجدد كل عام هي مسؤولية بني البشر من المتطفلين على الميدان، والذين لا يريدون عنه فكاكا، ولا يسمحون لمن يتصورون أنهم يستطيعون إزاحتهم عن كعكة الاستفادة التلفزية بأن يدخلوا المجال أو يقتربوا منه، والوسائل شتى طبعا من أجل الوصول إلى هذا الهدف.

كل هذا قلناه هذه السنة، وقلناه السنوات الماضية، ولن يغير من واقع الأمر شيئا. شيء وحيد استجد هذا العام, هو أن هاته الرداءة التي عهدناها “بنت حرام”، ولا متبنين لها، امتلكت شرعية المرور إلينا عبر دفاتر التحملات وعبر لجان وزارة الاتصال وعبر مسلسل طويل وعريض لا يقل رداءة عن رداءة الأعمال التلفزيونية من الشد والجذب انتهى في الختام نهاية المندبة الكبيرة التي تحمل فأرا إلى قبره.

ما الحل؟

لو تقبلنا فكرة بسيطة تقول لنا إننا لا نمتلك شيئا وأننا ملزمون بالبدء من الصفر بالتكوين والاستفادة من التجارب الكبرى، والتحلي بـ”الرأس الصغيرة” التي تمكن صاحبها من التعلم عوض الهروب إلى الشعارات الكبرى والمضحكة التي يعرف الكل أنها لن تقدم لنا أي معروف، قد نتمكن حينها من الشروع في العمل، وقد نطل على مشاهدينا كل رمضان وفي غير رمضان أيضا دون أن نسمع سباب الناس وشتائمهم.

 

لو، لكن هاته “اللو” لا مكان لها في أذهان ورؤوس من يقفون وراء هذا القصف الموسمي بالرداءات، لذلك لا ترقب إلا للأسوأ، ولا انتظار لأي جديد في هذا المجال… فقط رفع شكوانا إلى مولانا مع كل مشاهدة فادحة والسلام.