• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 07 يناير 2019 على الساعة 22:50

حزب الراب وكثروا العزارا… فالسياسة!

حزب الراب وكثروا العزارا… فالسياسة!

في ظل حالة الاحتضار التي يعيشها المجتمع السياسي، منذ شهور طويلة، ولأن الساحة السياسية فارغة حد الملل، استطاع أهل موسيقى الراب أن يشدوا الأنظار إليهم، وإلى قبيلتهم، فاحتلوا، مع نهاية العام الماضي وبداية العام الجديد، الواجهة على وسائل التواصل الاجتماعي، واستأثروا باهتمام جمهور واسع من هواة الفرجة، حتى ولو كانت افتراضية.

وبعدما كنا نعيش، قبل سنوات قليلة، على تبادل الكلاشات بين زعماء الأحزاب السياسية، ونستمتع بالحروب الكلامية المسلية، صار جزء كبير منا يتابع، بانتباهِ المهتمِ أو بدهشةِ الفضولي، مسلسل الكْلاشات بين زعماء حزب كبير، تشكل في غفلة من أمرنا جميعا، جازت تسميته “حزب الراب”.

هذا الحزب، في الواقع، أحزاب، ومدارس، وتوجهات. وهو مشهد مثير معقد، إنما يوفر شروط التعددية، والبقاء فيه للأعنف والأصدق، له أقطابه، وله جمهور واسع، أكثر من المتوقع، ولأهله اهتماماتهم، ولهم لغة، أو لغات، خاصة، ولكل واحد منهم طريقته في التعبير، لكنهم يشتركون في أمر واحد، هو أنهم يقولون ما يفكرون فيه.

الكلاشات جزء من ثقافة الراب، وفي المغرب ليست وليدة نهاية 2018 وبداية 2019، لكنها، مع حالة الفراغ ومع ثورة التواصل الاجتماعي، وجدت صدى غير مسبوق، تجاوز المهتمين بهذا النوع من الموسيقى إلى الباحثين عن الفرجة، وإلى من يشعرون بالملل من حالة القنوط والجفاف السياسيين.

ما يصنعه البيغ وحليوة وديزي دروس حاليا هو، تقريبا، ما كان يصنعه ابن كيران والعماري وشباط قبل سنوات، مع اختلاف الأسلوب ودرجة الصدق، والجمهور.

لكن، كيف لمن “يتمزّك” ب”170 كلغ” أو “المتنبي”، ويستفيض في شرح معاني وسياق كل كلمة، ويتابع الردود والتعليقات، أن يتجاوب مع خطاب سياسي موغل في الخشبية؟

كيف لهذا الجيل الجديد من المغاربة، وهو يؤمن بعنف البيغ (خطابةً) وواقعية حليوة (كلمات) وراديكالية ديزي دروس (رسائل)، أن يتفاعل مع أحزاب ما زالت تردد كلاما يثير الغثيان؟

الأسئلة كثيرة، والمفروض أن يجيب عنها بعض من يدعون الاستغراب حين يكبر غضب الشباب.

هم ليسوا أقلية كما يعتقد البعض. هم جيل صاعد، قادم، مؤثر…

إن لم نتفاعل معهم، ولم نأخذ كلامهم، وكلاشاتهم، بما يكفي من الجد، سيغنون لنا “المتنبي” ذات يوم، وحينها لن نجد حلا حتى لو غنينا جماعة “كثروا العزارا”.

أنا قلت ونتوما قولوا الله أعلم.