• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأحد 05 أغسطس 2018 على الساعة 22:00

بشعار “جات اللفعة دّاتو”.. الأسرار النفسية لحروب العْكوزَة والعروسة!

بشعار “جات اللفعة دّاتو”.. الأسرار النفسية لحروب العْكوزَة والعروسة!

الصراع الأزلي بين العكوزة والعروسة من أقدم الصراعات والحروب الموجودة داخل البيوت المغربية، وكان سبب لحالات عديدة من الطلاق والانشقاقات بين العائلات.
الدكتور جواد مبروكي، الخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي، يتحدث عن الأسباب النفسية والاجتماعية التي تخلق هذا الصراع بين أقرب امرأتين للرجل.
ويقول الدكتور: “ألاحظ دائماً مشاهد الحروب القائمة بين العْكوزة والعروسة وكل طرف يعتبر نفسه ضحية الطرف الآخر. فأرى العروسة تبكي وتشتكي “ماكَنْخْلّي ماكَنْكْبّْرْ بِها وْهِي هِكَتْنْكّْدْ عْلْيَّ وْتْحْرّْرْلي العيشة”. وفي المقابل، يضيف الدكتور، “أرى العْكوزة هي الأخرى تشتكي “بنت الحرام ماكَتْخْلّي ماكَدّيرْ لِيَّ”، مدعبة أنها عكوزة مثالية “أنا مَشي مْن دوكْ النوع دْيالْ العْكايْز، أنا داخلة سوق راسي”.
وتابع الدكتور: “فكيف لنا أن نحل هذا اللغز القائم في العلاقة بين العروسة والعكوزة، حيث كل طرف منهما يرى نفسه “إنساناً طيباً ومختلفاً عن الآخرين”؟ ومن نصدق، العروس التي تتهم العكوزة بِـ “الشيطانة الكبيرة” أم العكوزة التي تتهم العروسة بِـ “بنت الحرام على فْعايْلْها”؟”.

الطرفان على حق
يرى الدكتور أن الإشكالية الحقيقية ليست هي البحث عن من هي أقبح أو أطيب من الأخرى “هَدي الله يْعْمّْرْها دارْ وْهَدي قْبيحة”، لأن هذا البحث خاطئ من أساسه ويزيد في لهيب الحرب العائلية. “فالإنسان كائن ناقص بطبيعته ولا أحد يمكن اعتباره بشكل مطلق أفضل من الآخر. كما أن لكل إنسان إيجابيات عديدة. ولهذا يمكن وصف كلا الطرفين بأنهما على حق وإنما هذا الوصف لا يجب أن يتطور إلى حكم قضائي على الآخر”.

انعدام المُساءلة النفسية
ومن جهة أخرى، يقول الدكتور إنه “في ثقافتنا المغربية يغيب النقد الذاتي بحيث أمام كل مشكلة لا يبحث الفرد عن قدر مساهمته فيها بل يبحث عن قدر مساهمة الآخر انطلاقا من مبدئ “أنا عاطْيها التِّقارْ وْ هِيَ طارْتْ عْلِيَّ بْحالْ العفريت”. ولهذا لا يدرك الفرد أخطاءه الشخصية بل يبرز و يعظم أخطاء الآخر”.

الاحتكاك اليومي لا يسلم
ويجد الدكتور في النزاعات أمرا طبيعيا، حيث يؤكد أن النزاع يتولد كلما عاشت مجموعة من الناس في فضاء واحد مشترك، حيث “ستقع احتكاكات كثيرة والتي ستولد بدورها شرارة النزاعات وهذا أمر لازم ومن طبيعة ديناميكية المجموعة. وهذا لا يعني أن هناك إنساناً طيب وإنساناً آخر شرير. إن ظروف العيش هي التي خلقت هذه الديناميكية”.

المنافسة اللاشعورية
ويقول الدكتور إن “حب التملك” واحد من أهم الأسباب، حيث تعتبر العروس أن العريس هو مِلكها ويجب أن يفضلها على الجميع. وفي الوقت نفسه تعتبر العكوزة أن ابنها العريس هو ملكها الأصلي وهي التي ضحت براحتها من أجله ليصبح رجلا وتأتي لها في الأخير “واحْدْ اللّْفْعَة وْتاخْدو لِها”.

استقلالية العروسين
كما ركز الدكتور على غياب “التحضير النفسي” للاستقلالية في الثقافة المغربية، حيث لا تُحضر الأم أطفالها كيف يصبحوا يوما مستقلين عنها وكيف يتعاملون مع أزواجهن أو زوجاتهم لتحقيق السعادة الأسرية.
وعلى عكس هذا، تكرس الأم التحسيس بالذنب لدى أبنائها “إيوا شْحالْ تْعْدّْبْتْ عْليكُمْ وْ ما بْقيتوا كَدِّوْها فِيّا مْلّي كْبْرْتو”، ما يخلق منافسات بين أجيال من العْكوزات والعروسات لا يسلم منها بيت.

أبناؤنا ليسوا “رواتب شهرية”
كما أكد أن الجانب المادي كذلك يلعب دروا كبيرا، حيث في ثقافتنا يُعتبر الأبناء استثمارا للتقاعد ومصدر دخل مستقبلي، ولهذا تعودت العديد من الأسر على كثرة الإنجاب، لأن كثرة الأطفال تزيد من حظوظ نجاح استثمارهم. “وكثيراً ما أسمع الأمهات ترددن هذه العبارة “هِبْدا يْخْدْمْ جاتْ طارْتْ بِهْ المْسْخوطَة”. بمعنى آخر، العروسة لم تترك الفرصة للعكوزة لتستغل راتب أو مدخول ابنها بعض الوقت قبل الزواج”.