• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 14 ديسمبر 2017 على الساعة 13:33

بالصور من تطوان.. تفاصيل نهاية الفرّاشة!

بالصور من تطوان.. تفاصيل نهاية الفرّاشة!

يوسف الحايك (تطوان)

في جو بارد، ووسط أصوات تتعالى هنا وهناك، كان حمزة، البائع المتجول (27 سنة)، يعتلي قطعا حديدية مترابطة، وهو يحمل سكين مطبخ من الحجم الصغير، يقطع به حَبْلاً، بينما كان صديقه هشام (25 سنة) يجمع على مقربة من سينما إسبانيول بتطوان الصناديق البلاستيكية.
وغير بعيد، كانت فاطمة (34 سنة) تتجاذب أطراف الحديث مع امراتين أخريين حول مستقبلهن، وأبنائهن بعد أن اضطررن، أول أمس الثلاثاء (12 دجنبر)، لجمع بضاعتهن من الترانكات، وقد علمن باعتزام السلطات المحلية بالمدينة شن حملة واسعة النطاق على الباعة الجائلين بمختلف شوارع المدينة.
كانت فاطمة تشكو لمرافقتيها من ألم في يدها جراء المناوشات التي جرت خلال عملة الإخلاء بين الباعة والقوات العمومية، لحظات قبل أن تجيب عن سؤال “كيفاش” عن ما يجري، بعد تنهيدة، وقد بدت عليها علامات الارتباك بالقول: “ها أنت كتشوف أخاي هاد الروينة المخزن كيجري علينا”، مردفة بالسؤال: “احنا فين غادي نمشيو؟”.
هكذا بدا المشهد بتطوان ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، بعد ساعة ونيف على انطلاق عملية الإخلاء التي باشرتها السلطات المحلية، مدعومة بتشكيلات أمنية مختلفة، وأعوان السلطة.

استنفار وتأهب

كانت الساعة تشير إلى التاسعة ليلا حينما بدأت تعيش شوارع المدينة حالة استنفار وتأهب في صفوف القوات العمومية والباعة على حد سواء، مع انتشار لسيارات الأمن والقوات المساعدة، وبضع سيارات الوقاية المدنية.

ساعة الصفر

دام هذا الوضع ما يقارب الساعة، قبل أن تحين ساعة الصفر، مع وصول عقارب الساعة إلى العاشرة، ليبدأ التحرك، ومعه عملية الإخلاء.
في الوقت الذي اختار عدد من الباعة المتجولين (الفراشة)، وبينهم بعض بائعي الخضار، التقاط صورة “سيلفي” والانسحاب، أبدى آخرون امتناعهم عن الامتثال لتعليمات السلطات بذلك، وما هي إلا لحظات حتى بدأت مناوشات بين الممتنعين والقوات العمومية.
لم يدم الحال طويلا قبل أن تسيطر القوات العمومية على الوضع، إذ تم إخلاء الاماكن التي احتلها الباعة، وتخف معها حدة المناوشات التي كانت كلامية في أغلبها، اللهم احتكاك هنا وهناك بشكل متقطع، ليشرع عمال النظافة في جمع أكوام الكرتون والأكياس البلاستيكية وبعض القطع الخشبية، وتحميلها على متن شاحنات تمت الاستعانة بها لهذا الغرض.

ماذا بعد؟

بدأ الهدوء يعود تدريجيا ومعه تبادل الحديث بين الباعة عما تخبئ لهم الأيام، بعد أن تم “قطع أرزاقنا” وفق تعبير بعضهم، وعن السبل الكفيلة بحصولهم على عمل يضمن قوت اليوم لهم ولأسرهم، وعن أحقيتهم في الاستفادة من محلات تجارية في الأسواق النموذجية التي وضعت كبديل لحل مشكل احتلال الملك العمومي في المدينة.

ارتياح ومخاوف

هذه الخطوة التي أقدمت عليها السلطات المحلية في المدينة لم تكن لتمر دون أن تخلف تباينا في المواقف وردود الفعل لدى الموطنين، بين مرحب بالنظر إلى ما يشكله وجود الباعة المتجولين من مظاهر “الفوضى والتسيب”، وفق تعبير بعض ممن استقى موقع “كيفاش” آراءهم، في ظل ما يؤكدون عليه من ممارسات بعض الباعة، وما ينتجه ذلك من تشويه لمنظر المدينة.
كما أعرب عدد منهم، في تصريحات متفرقة لـ”كيفاش”، عن أمله في أن لا تكون هذه الحملة موسمية فقط، متسائلين في الآن ذاته عن جدوى إنشاء عدد من الأسواق النموذجية في المدينة.
في المقابل، لم يخف آخرون تخوفهم من التأثيرات السلبية لهذه الحملة، سيما من الناحية الاجتماعية لهؤلاء الباعة، وقد شكل الشارع بالنسبة إلى عدد منهم ولسنوات مورد رزق لكثير منهم ولأسرهم.