على الرغم من أهمية تصميم التهيئة كوثيقة تحدد حق استخدام الأرض على مستوى المجال الذي يطبق فيه، إلا أن عددا من المدن الكبرى لا تتوفر على تصاميم تهيئة، وإن توفرت عليها فقد تكون متقادمة، تعود إلى سبعينيات القرن الماضي.
هذا ما كشفت عنه وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، في عدد سابق من برنامج “بدون لغة خشب” لـ”ميد راديو”، لتعلن شهرين بعدها في ردها على أسئلة النواب خلال جلسة مجلس النواب العمومية، المنعقدة يوم الاثنين 20 يونيو 2022، أنه سيتم الإفراج في شهر يوليوز المقبل عن تصاميم تهيئة 8 مدن كبرى.
مراحل متقدمة
وفي ردها على سؤال كتابي لموقع “كيفاش”، حول مآل تصاميم التهيئة التي كانت قد أعلنت موعد الإفراج عنها خلال شهر يوليوز، أكدت فاطمة الزهراء المنصوري، أن “المجهودات التي بذلتها الوزارة في هذا الإطار حققت بالفعل نتائح مهمة”.
وأبرزت الوزيرة، أن “إخراج تصاميم تهيئة المدن الكبرى وصل مراحل متقدمة”، لافتة إلى أن “مجموع تصاميم التهيئة التي تم عرضها على مسطرة المصادقة خاصة تلك التي بلغت مرحلة البحث العلني، أصبحت ملزمة ويمكن العمل بها في أفق نشر المراسيم المتعلقة بها بالجريدة الرسمية”.
واعتبرت المنصوري، أنه “يمكن القول إجمالا إنه تم تحقيق نسبة مهمة من الأهداف المسطرة من طرف هذه الوزارة خلال النصف الأول من هذه السنة”.
وأوضحت المسؤولة الحكومية، أنه “بالإضافة إلى تصاميم التهيئة المصادق عليها قبل سنة 2022، والتي تهم المدن الكبرى والمتوسطة كتطوان والناظور وسلا وتمارة ومكناس والصخيرات ووجدة، تمت المصادقة خلال الأسدس الأول من هذه السنة على مجموعة من تصاميم التهيئة واستكمال او تقدم المسطرة لمجموعة من هذه الوثائق”.
إقرأ أيضا: في أول خروج إعلامي بعد الاستوزار.. المنصوري تكشف غياب تصاميم التهيئة في المدن الكبرى (فيديو)
جيل جديد
وأبرزت وزيرة إعداد التراب الوطني، في ردها على أسئلة موقع “كيفاش”، أن “الوزارة تعمل على وضع جيل جديد من وثائق التعمير مع مراعاة إعطاء الأولوية للمناطق التي تعرف ضغطا عمرانيا قويا والتجمعات العمرانية الكبرى والحرص على جعلها أكثر مرونة ومواكبة للدينامية العمرانية والاقتصادية”.
ويحرص الجيل الجديد من وثائق التعمير، حسب المسؤولة الحكومية، على “ضمان تمفصل أفضل بين المجالات الحضرية والقروية وكذا تثمين الروابط الوظيفية بين الوسطين القروي والحضري، مما من شأنه تمكين المدبرين المحليين من خارطة طريق واضحة المعالم تحدد هوية ووظيفة كل مكون من المكونات المجالية”.
هذا ولفتت الوزيرة، في السياق ذاته، إلى أنه “تمت المصادقة على 35 تصميم تهيئة إلى حدود شهر يوليوز الجاري، و11 تصميم تهيئة في طور المصادقة، حيث بلغت مراحل جد متقدمة من المسطرة وأصبحت ملزمة يمكن العمل بها في انتظار استصدار المراسيم المتعلقة بها”.
إقرأ أيضا:6 سنين ديال الروطار و130 توقيع.. المنصوري تنتقد تعقيد مساطر تمرير تصاميم التهيئة (فيديو)
وثائق متقادمة
وكانت المنصوري، قد أكدت خلال استضافتها في برنامج “بدون لغة خشب”، الذي تبثه إذاعة “ميد راديو”، أن “عددا من المدن المغربية الكبرى لا تتوفر على تصاميم تهيئة، وإن توفرت عليها فقد تكون متقادمة تعود إلى سبعينيات القرن الماضي”.
وأبرزت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، أن “مدن كطنجة والرباط والدار البيضاء لا تتوفر على تصاميم تهيئة”، لافتة إلى أن “التصميم الخاص بمدينة مراكش، صودق عليه آخر مرة في عام 1975”.
في تفاعلها مع سؤال الإعلامي رضوان الرمضاني، حول ما إذا كانت قد تعرضت إلى إغراءات لقضاء مصالح معينة، شددت الوزيرة قائلة: “أولا كيعرفو شخصيتي كيف دايرا، وبنيت واحد السمعة اللي كيعرفو شي حاجة فيها الحرام ولا طريق عوجة، ما غاديش نمشي ليها… اللي قانوني كندافع عليه بقوة، وإلا كان غير قانوني كنوضح ليه بللي هادشي ماشي ممكن”.
