• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 25 يوليو 2014 على الساعة 10:52

الطبيب المغربي يكتب شهادته الثالثة.. غزة: أضحت الكلمات والخطابات خاوية بلا معنى!!

الطبيب المغربي يكتب شهادته الثالثة.. غزة: أضحت الكلمات والخطابات خاوية بلا معنى!! الدكتور زهير لهنا يتوسط طاقما طبيا
الدكتور زهير لهنا يتوسط طاقما طبيا
الدكتور زهير لهنا يتوسط طاقما طبيا

 

شيماء الباز
كتب الدكتور المغربي في غزة، زهير الهنا، أول أمس الأربعاء (23 يوليوز)، شهادة أخرى داخل مستشفى الشفاء، بعنوان :”غزة: أضحت الكلمات والخطابات خاوية بلا معنى”.

الرسالة:

غزة: أضحت الكلمات والخطابات خاوية بلا معنى!

لا يزال زملائي دائبين على العمل رغم خوفهم على أنفسهم وعائلاتهم. ولا يزالون يستقلون يوميا وسائل النقل الجماعية القليلة المتاحة أو سيارات أجرة أو مستعملين سياراتهم وهذا هو الأخطر. فالسيارات أهداف سهلة للجيش الصهيوني.
قبل الخروج من بيوتهم للالتحاق بدوامهم في العمل، يودعون أبناءهم وزوجاتهم لأنهم لا يدرون هل سيجتمعون بهم مرة أخرى.
أدير كل يوم، يوما بيوم، عمال الهيئة الطبية وخاصة الطبيبات والمولدات والممرضات وعاملات النظافة. إنهن يتركن أطفالهن ويأتين للعمل رغم ظروف الحرب.
وأما من تغيب، فإنما لعذر قاهر، كوفاة أحد أفراد العائلة. وحتى أولئك الذين فقدوا منازلهم أو غادروها طوعا بعد تعرض أحيائهم للقصف المكثف يواظبون على الحضور يوميا لمستشفى الشفاء، فالمرء لا يهرب من قدره إلا ليلقاه.
أمس صباحا، رأيت طبيبة أكرانية وهي تستعد للرحيل لأن ابنتها لا تنام منذ عدة أيام. إنها واحدة من الأجنبيات اللائي تزوجن من فلسطينيين أثناء مقامهم للدراسة في بلدان شرق أوروبا. وقد تأقلمت هذه الطبيبة جيدا مع المجتمع الفلسطيني المسلم وتعلمت العربية وتبنت نمط حياة الفلسطينيين وقدر الشعب الفلسطيني الشجاع. والحزين أن هذه الأكرانية تنحدر من مدينة تعتصرها الاضطرابات حاليا هي أيضا.
إن قدر هذه الطبيبة يذكرني بقصة تُحكى هنا بغزة. ففي بداية العدوان، كان هناك على ما يبدو أربع كنديين ومواطنة فليبينية، رُحِّلوا إلى إيريست بتل أبيب ليستقلوا الطائرة الماليزية التي سقطت فوق أكرانيا.
ومغزى القصة: لا أحد يهرب من قدره. فالمرء لا يهرب من قدره إلا لقدره. والفلسطينيون يحكون هذه القصة دون استغراب. فإيمانهم يتجاوز كل المحن ويمدهم بالشجاعة لتحدي الموت.
إن هذا المعتدي المتمكن من أعتى الأسلحة، فرعون زمانه، يجد نفسه صغيرا مثيرا للضحك أمام هذا الإيمان الراسخ الصامد الذي يتحلى به الشعب الفلسطيني. وأما العالم “الحر”، فقد بات مُخدَّرا لا يكاد يتحرك من مكانه ويقبل ما لا يُقبَل. إن هذا العالم يرتوي من التضليل الإعلامي المُمَنهَج الذي تغذى من كبريات وسائل الإعلام. إن شعوب البلدان الديموقراطية ليس لهما من رأي إلا ما قُدِّم لها جاهزا وكُرِّر على مسامعها حتى الغثيان.
إن إيمان الفلسطينيين بما قد يأتي به الآخرون ما انفك يهزل. إنهم لا يعولون إلى على أنفسهم ويقبلون هذه المجزرة المباشرة. ولم يعد لجميع الخطابات حول حقوق الإنسان والحرية مكان غير قاع القمامة.
فما عسى أن تفيد الكلمات أمام هؤلاء الأبرياء الذين يموتون أمامي كل يوم، الذين يصلنا أغلبهم أشلاء ممزقة. إن الوحشية ماضية تضرب متشحة بوشاح الديموقراطية وشرعية الدفاع عن النفس على يد رجال ونساء يلبسون زيا رسميا ويعتلون منابر التلاعب.