• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 25 ديسمبر 2020 على الساعة 17:30

البعمري: المغرب باستئناف علاقته مع إسرائيل سيكون الأقرب لحل القضية الفلسطينية

البعمري: المغرب باستئناف علاقته مع إسرائيل سيكون الأقرب لحل القضية الفلسطينية

ركز نوفل البعمري، المحامي والباحث في ملف الصحراء، على بعدين أساسيين، في الاستقبال الرفيع، الذي حضي به الوفد الأمريكي-الإسرائيلي، من طرف الملك محمد السادس في الرباط، والذي توج بتوقيع إعلان ثلاثي بين البلدان الثلاثة، وهدفه تعميق الشراكة الاقتصادية والإنسانية والاجتماعية، خاصة ما بين اليهود المغاربة وبلدهم الأصلي الذي مازالوا متشبتين به وبهويته الوطنية، حيث أصبحت الهوية اليهودية المغربية جزء من الهوية الثقافية التي تشكل اليوم الشارع اليهودي في إسرائيل.

الاعتراف الأمريكي انتصار للمغرب

ويرى البعمري أن المغرب حين قرر عودة الاتصال مع إسرائيل وإعادة فتح مكتب للاتصال الإسرائيلي في الرباط، ونظيره في تل أبيب، تتضمن بعدا مرتبطا بما يمكن أن يحققه المغرب من هذه العودة من مكاسب سياسية ودبلوماسية على مستوى عدة قضايا حيوية مرتبطة برهانات المغرب الإستراتيجية، تأتي في مقدمتها ما يتعلق بقضية الصحراء، خاصة على المستوى الأممي وهنا تأتي أهمية وقوة الموقف الأمريكي من الصحراء ومن المسلسل السياسي ككل، فإلى جانب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء فالولايات المتحدة الأمريكية باتت أكثر دعما لمبارة الحكم الذاتي، وقد عبرت عن ذلك في رسالتها الموجهة للأمم المتحدة لإعلامها بهذا المستجد كما برز بشكل واضح في تصريح كوشنير، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، بعد الاستقبال الملكي الذي حضي به الوفد، حين أكد على الدعم الواضح للولايات المتحدة الأمريكية للحكم الذاتي كحل وحيد لإنهاء هذا النزاع، وهو موقف سيكون له ما بعده على اعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبة القلم الذي يُعد مسودة القرار، كما أنها تعتبر أكبر مساهم مالي لبعثة المينورسو، لذلك فالموقف الأمريكي سيكون له تأثير إيجابي على النزاع و دسيدفع بالمسلسل السياسي إلى أن يأخذ مساره الطبيعي لإنهاءه على أرضية الحكم الذاتي.

أمريكا لا تتخذ قرارات مزاجية
وفي سياق مرتبط، يضيف المحامي البعمري، ردا على المشككين في تغيير الرئيس المقبل جو بايدن هذا القرار، أن أصحابه لا يستوعبون، بعد لا طبيعة ولا شكل الدبلوماسية المغربية، فالدولة أمريكية رؤساءها عندما يوقعون مراسيم رئاسية وفقا للمادة الثانية من الدستور فهي ليست مراسيم مزاجية مرتبطة بهذا الرئيس أو ذاك، بل مرتبطة بتوجه عام داخل الإدارة الأمريكية التي تشكل ضمان استمرارية الدولة الأمريكية، كما لا يمكن تصور أن المغرب سيقوم بهذه الخطوات دون أن تكون له ضمانات حقيقية من طرف الإدارة الجديدة بأنها ستقف نفس موقف إدارة ترامب، المغرب على البعد الدبلوماسي كان دائما يقف على مختلف التفاصيل، ولن تفوته هذه النقطة، الذي حدث هو أن الظروف نضجت للقيام بهذه الخطوات في نهاية ولاية ترامب.

القضية الفلسطينية
ومن جهة أخرى، يقول الباحث في ملف الصحراء أن المغرب ظل واضحا في التعبير عن موقفه من القضية الفلسطينية، وهي مواقف تجعله يقيم علاقة متوازنة مع إسرائيل، علاقة مؤطرة ببلاغ الديوان الملكي الأول الذي تم الإعلان فيه عن عودة الاتصالات، ثم بالإعلان الذي تم توقيعه وفي كل ذلك، المملكة المغربية أعلنت عن تجديد موقفها الداعم لحل الدولتين على حدود 67 وهو نفسه ما تطالب به السلطة الفلسطينية وجل الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، إلى جانب التعبير مجددا على المواقف الثابتة من مختلف القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية على رأسها وضعية القدس الشريف.

لذلك فالمغرب، حسب البعمري، سيكون له دور إيجابي في إحياء مسلسل السلام بين فلسطين وإسرائيل، هذا المسلسل المتوقف لغياب وسيط موثوق فيه، يحضى بالمصداقية لدى مختلف الأطراف، المغرب بمواقفه المعلن عنها اتجاه فلسطين ورئاسته للجنة القدس، بالإضافة إلى تأثيره الثقافي داخل الأوساط الإسرائيلية وعودة مكتب الاتصال الدبلوماسي سيكون له هامش تحرك كبير من أجل إحياء مسلسل السلام بين فلسطين وإسرائيل، كما أن تحركاته إن حدثت ستحضى بدعم كلا الطرفين نظرا للمصداقية الدبلوماسية والسياسية التي يتمتع بها المغرب سواء أمام السلطة الفلسطينية أو أمام الحكومة الإسرائيلية.

المغرب تجاوز منطق علاقة التطبيع
وعن موضوع التطبيع، يرى نوفل البعمري أن المغرب تجاوز المنطق الذي طُرحت به عودة العلاقة مع إسرائيل على مستوى توصيفها بالتطبيع بالدلالة والحمولة القومية التي كانت تطرح بها في السابق، فالمغرب تجاوز هذا المعطى لأن عودة علاقته بإسرائيل حركتها أبعاد إنسانية وثقافية، تاريخية وسياسية ودبلوماسية إلى جانب ما هو اقتصادي، وأيضا بعد فلسطيني لأنه أعلن عن حفاظه على مختلف المصالح الفلسطينية بل سيكون صوت السلطة الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي لإحياء السلام المفقود.