• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 02 يوليو 2013 على الساعة 12:26

هوامش مغربية على دفتر الثورة المصرية…

هوامش مغربية على دفتر الثورة المصرية… رضوان الرمضاني [email protected]
رضوان الرمضاني ramdanijournaliste@yahoo.fr
رضوان الرمضاني [email protected]

قبل عامين وقليل، كان بعض الرفاق، ممن يتقنون “قليان السم”، يدافعون، بكل ما أوتوا من جهد وكلام، على التحالف، أو التنسيق، مع جماعة العدل والإحسان في إطار حركة “20 فبراير” ومسيراتها وشعاراتها ووخزاتها.

كان هذا البعض يقول إن عدو عدوي صديقي، أو أخي، أو رفيقي حتى. لا يهم أن نختلف في المرجعيات، أو حتى في الأهداف، أو في حجم اللحية والشارب، بما أن سقفا، مرحليا، واحدا يجمعنا، فالله وحده أعلم بما في السرائر، وبحقيقة المكنون.

ستمر الشهور، وستأتي رياح الربيع العربي، الذي تلعب مصر شوطه الثاني هذه الأيام، بالإسلاميين، على اختلاف درجاتهم، لينتفض ذاك البعض، المتحمس للتحالف مع أي كان، قائلا إن الربيع الديمقراطي جاء بـ”أعداء الديمقراطية” إلى السلطة، ليخرج “القنافذ” أشواكهم المعادية للممارسة الديمقراطية، والمجبولة على التطرف والتحكم والهيمنة، وغير ذلك مما يذكر الخلف بالسلف. كأنما شعر هذا البعض بالخذلان، أو الشمتة بلغة المغاربة. ولعمري إن كل ما في الأمر شعور بالهزيمة، وبحقيقة حجم « الحداثيين » في الشارع أمام الموجة الملتحية، فلم يجد البعض، أو بعض البعض على الأقل، أمامه، في قمة الإحساس بالحجز الشعبي، غير إشهار الورقة المعلومة: إنهم لا يستحقون الديمقراطية.

في هذا الحكم، بغض النظر عن درجة صدقيته، كثير من الظلم، ليس للمتهمين، وإنما للشعب الذي أوهمه البعض أنه بتحالف “الجميع” ستتحقق الديمقراطية.

لست هنا لـ”أحلل” أو “أحرم”، بقواعد الديمقراطية وليس الدين، التحالف مع جماعة العدل والإحسان، فهؤلاء قوم، لهم ما لهم، وفيهم ما فيهم، وهم في البداية والمنتهى، مغاربة وفاعلون في السياسة بشكل ما، وسيأتي الدور عليهم، أو منهم، ليحكم عليهم الشارع، ولهم في مصر عبرة.

أحاول فقط أن أحيي الذاكرة القصيرة لدى البعض، فمن دافع عن التحالف مع “المتطرفين” ليس من حقه أن يشكو “المتطرفين” وتعاملهم مع السلطة بعد الوصول إليها. كيف تدافع اليوم عن خيار وتأتي في اليوم الموالي، وقد أحسست بـ”القالب”، أن تدافع عن رأي آخر مناقض، بمليار درجة، دون قدرة، ولو نسبية، على النقد الذاتي، فتقول أخطأت التقدير؟

مرة أخرى، أكرر أن هذا الكلام لا يعني حكما على “الإسلاميين”، فهؤلاء، مثلهم مثل أضدادهم، شعوب وقبائل، فيهم الصالح والطالح، وفيهم المتنور وفيهم المتشدد، وفيهم الصادق وفيهم الكذاب (سياسيا)، وفيهم وفيهم وفيهم… القصد، تفاديا لسوء الفهم (وهو واقع لا محالة)، أن النضال لا يبيح كل شيء، النضال، غير المنبني على قناعة، ليس نضالا، وإنما حربا، والقصد من الحرب أن توقع أكبر قدر من الخسائر بالخصم، وليس أن تدافع عن مصالح الشعب الذي ينتظر.

حكاية الربيع العربي، في مصر على الخصوص، أن “الإسلاميين” تغذوا بـ”الحداثيين” قبل أن يتعشى بهم هؤلاء. “الحداثيون” قالوا، في قرارة النفس، لنجعل من “الإسلاميين” حطب الثورة، ثم نأخذ السلطة، أو الغلة، فيما بعد، لكن “الإسلاميين” كانوا أكثر “دهاء”، وشهية، منهم، فقالوا لنتحالف مع « الأعداء » وبعد أن تنجح الثورة لها مدبر حكيم. هو الأمر صراع على السلطة فحسب، وبالتالي لا حق، لأي طرف، أن يشكو من “خدعة” الآخر.

أخشى أن أقول إن الثورة المصرية لم تنتصر في ميدان التحرير…

 

يتبع…