• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأربعاء 24 أغسطس 2022 على الساعة 16:00

موسم “البحيرات”.. كيفاش وعلاش كيتلاحو الگراسن في الطريق؟

موسم “البحيرات”.. كيفاش وعلاش كيتلاحو الگراسن في الطريق؟

انطلق صيف هذا العام، ما بين يوم 20 و23 غشت، موسم البحيرات الذي ينظم كل سنة في منطقة أيير٬ وهي جماعة قروية تابعة لإقليم أسفي.

وحضر كعادة الموسم أبناء المنطقة وأشخاص من عدة جهات في المملكة، لكن هذه السنة كانت مختلفة بشكل كبير، حيث وثقت عدسات الكاميرات من عين المكان، مشهدا غير مألوف، خلق جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتعلق الأمر برمي الملابس الداخلية على قارعة الطريق من طرف نساء. كيفاش؟

آش واقع؟
في وصف بسيط وسطحي للأحداث، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه شخص يصف ما يراه، ويقول إن “مجموعة من النساء يلقين ملابسهم الداخلية على الطريق الرئيسية بسوق ثلاثاء بوكدرة اعتقادا منهم أن مرور شرفاء البحيرات فوقهم سيزوجهم في القريب العاجل”.

هذا المقطع والتدوينة التي أرفقت به انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث خلقت جدلا كبيرا بين منتقد لهذا التصرف وربطه بالشرك، وأمام مطالبين باحترام طقوس المناطق وأعرافها.

 

منين جا هاد الموسم؟
قبل الحديث عن هذا الطقس ومعرفة حقيقته وسبب رمي الملابس الداخلية بشكل خاص، تواصل موقع “كيفاش” مع مجموعة من أبناء المنطقة لمعرفة السياق التاريخي، وعن سبب إقامة موسم البحيرات من أساسه.

وفي هذا السياق، فإن موسم البحيرات يعود أصله إلى القرن الثامن عشر، حين كان يملك سيدي إبراهيم بن ناجي شخصا يخدمه بتفان يدعى سيدي بحير، وفي آخر سنوات هذا الأخير قرر العودة إلى منزله لكنه سقط طريح الفراش في دوار الحدادشة بمنطقة الجحوش في جماعة أيير قبل وصوله إلى مسقط رأسه بثلاثاء بوكردة، حيث دأب أبناؤه على زيارته سنويا، وكان يطلق عليهم “ولاد سيدي بحير” ثم أطلق عليهم “البحيرات”، قبل أن توافيه المنية، ويبنى على قبره ضريح، لازال قائما إلى اليوم.

علاش الگرعة وعلاش رجع شريف؟
عن سبب ذلك، يقول عبد الرفيق الحريري صحافي من أبناء المنطقة ومهتم بثراتها، إن سبب تشريف هذا الرجل كون أن سيدي ابراهيم الناجي المعروف ب”كرام الضيف” كان يزوره بشكل كبير ويحضر معه الگرعة، وبذلك صارت للگرعة دلالة رمزية، وصارت تأخذ مثالا للبركة في المنطقة، وذلك سبب انتشارها داخل الموسم، حيث تباع بثمن يفوق ثمنها الأصلي.

ويتابع المتحدث أنه بعد وفاة سيدي بحير دأب أبناؤه على زيارة ضريحه، كما اعتاد سكان المنطقة على تكريمهم واستضافتهم، ولازال أحفاده يأتون إلى غاية اليوم وهم من يطلق عليهم اسم “الشرفا”، في حين تستمر عائلات معروفة في استقابلهم في المنازل، ومع ارتفاع عدد الزوار والضيوف، تحول ذلك إلى موسم سنوي، يتماشى مع باقي المواسم، بتنظيم حفلات التبوريدة والحلقة والبيع.

وأوضح الحريري أن رمي الملابس الداخلية هي مجرد جزء بسيط من الموسم، ويقع في اليوم الأخير بعد عودة الشرفا إلى مسقط رأسهم ثلاثاء بوكدرة حيث يتم استقبالهم.

علاش الگراسن؟
وفي هذا الصدد، يكشف الأستاذ عبد القادر رجاء، الباحث في تاريخ وثرات المنطقة، أن اختزال الموسم في لقطة رمي الملابس الداخلية وربطها بالزواج يعتبر قراءة سطحية لتاريخ كبير وعريق.

وجاء في معرض حديث الباحث: “المجتمعات الزراعية كانت دائما في بنياتها الفكرية والعاداتية مرتبطة أشد ما ارتباط بالبركة والأضرحة، وبالاحتفال الجماعي بالإنتاج والعطاء وبدورات العمل والتحصيل… وعملية الرمي التي شملت الملابس تقاس على ذلك رمزيا ودلاليا، من منطلق الإدراك الاجتماعي لمفهوم البركة كنوع من التجلي المادي خلال فترات الاحتفال بالمحصول والخصب والعطاء”.

وتابع: “الخروج ورمي الملابس الداخلية هو نوع من التخلي عن المعتاد والمألوف، في وقت يتعاطى معه التفكير كظرفية احتفاء بمفاهيم الخصب والعطاء في أعلى تجلياته وأزمنته، فيصبح العطاء المأمول جماعيا والخصب المحتفى به مرغوبا به وفيه لدى الاسرة وأصحاب العسرة والحاجة”.

واسترسل موضحا: “إن رمي الملابس الداخلية هي فرصة عند عدد من النساء لاستغلال البركة التي تنزل في تلك اللحظة حسب اعتقادهن، وذلك بحثا عن التغيير بشكل عام، لأن الاحتفال مرتبط بالخصب والعطاء، فلذلك فرمي الملابس القديمة ومهترئة، سواء كانت ملابس داخلية أو غيرها فهي توديع لعام مضى والاستبشار بعام قادم أفضل”.

السمات ذات صلة