• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 24 يوليو 2014 على الساعة 11:43

من قلب غزة.. شهادة مؤثرة لطبيب مغربي

من قلب غزة.. شهادة مؤثرة لطبيب مغربي الدكتور زهير لهنا يتوسط طاقما طبيا
الدكتور زهير لهنا يتوسط طاقما طبيا
الدكتور زهير لهنا يتوسط طاقما طبيا

 

شيماء الباز
زهير لهنا، الطبيب المغربي الذي انضم أخيرا إلى الأطباء المتطوعين في غزة التي تعيش تحت القصف، كتب لليوم التالي على التوالي شهادة مؤثرة جدا من داخل مستشفى الشفاء في غزة، يحكي فيها تفاصيل يوم من الألم.

الرسالة
في الأيام العادية، أنا جراح نساء وتوليد، حتى أني كنت أعتزم تقديم تدريب للهيئة الطبية الفلسطينية، في شهر غشت القادم، حول تنظير البطن أو الحوض وجراحة الحوض بمستشفى رفح. ولكن هجوم الجيش الصهيوني لم يترك لي فرصة قضاء رمضان هادئ ولا أن أقدم المساعدة المرتبطة بمجال تخصصي وخبرتي لفائدة الأطباء الفلسطينيين.
وبسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، أصبحت بحكم الواقع، مسعفا متعلما أحمل الجرحى، وأنظف الجراح، وأنزع بل وأمزّق الملابس من أجل الوصول للجسد الشهيد ومعالجته. في المستشفى الدولي الأوروبي الشفاء، أبحث يوميا عن بقايا قنابل استقرت في أحشاء الأطفال. وأما الأطباء الفلسطينيون، فقد اكتسبوا، على مر الهجومات، خبرة جيدة، تعيسة، في جراحة الحروب حيث قد يخضع المصاب لتدخل عدة جراحين في نفس الوقت بحضور أطباء التخدير، ناهيك عن الممرضين والأدوية والدم الذي يجب إعطاؤه.
الجراح في أغلبها بليغة ومتعددة. وبمجرد وصول المصاب، نحاول إنقاذه دون عناد. فرغم أن الموت مؤلم، فهو مقبول كقدر، ارتقاء، شعور يصعب شرحه لغير المؤمنين أو تقبلهم له. تمزق الأسر واضح، ولكنها تنتهي بتقبل الموت الذي كان بفعل جيش وليس بفعل كارثة من كوارث الطبيعة.

إننا نشهد التاريخ في غزة
وصلت إلى غزة يوم الأحد 13 يوليوز، أياما قليلة بعد بدء العدوان التعيس. وصلت رفقة الدكتور النرويجي الشهير الآن “مادس غيلبير” وطبيبين آخرين فلسطينيين من أوروبا : عبدو عرب من النرويج أيضا، وعابدين من أنجلترا.
بعد صعوبات عبور سيناء، التي أصبحت منطقة عسكرية، أسعفنا الحظ بدخول قطاع غزة بعد يومين من الانتظار فقط.
وحتى اليوم وحسب علمي، فإننا الأطباء الأجانب الوحيدون القادمون من الخارج بعد بدء العدوان الإسرائيلي الذين استطاعوا دخول غزة. وأما باقي الزملاء الذي التحقوا لتعزيزنا فلا يزالون ممنوعين من الدخول.
يعترينا إحساس أننا نعيش مفترقا تاريخيا. إننا في قلب التاريخ، وليس من السهل تفسير هذا الحال.
تلك الحرب التي قادها داوود على جالوت مدهشة. فمهما كان رأينا في حماس وسياستها، فنحن شعب يرد برزانة على حرب مجحفة وعدوان غير متكافئ. إن تقبل القدر هكذا صاعق.
منذ يومين ومستشفى الشفاء، الذي يعد “آمنا”، يشهد توافد أعداد كبيرة من سكان حي الشجاعية. النساء والأطفال والشباب ينامون في حديقة المستشفى الصغيرة ويبحثون عن أماكن داخل المستشفى لاتقاء الاعتداءات اليومية.
وتستفيد العائلات التي غادرت بيوتها تحت القنابل وليس معها غير اليسير على ظهورها، من مساعدات المحسنين الذين يوزعون طعام الإفطار والسحور. لا أتخيل مآل هذه الأسر المشردة بعد أيام عندما ينتهي العدوان.

إسرائيل تقصف حتى المستشفيات!
بعد زوال هذا اليوم، الاثنين 21 يوليوز، تلقينا، وأنا أتحدث مع رئيس قسم الأمومة بمكتبه، نبأ قصف مستشفى الأقصى بالقنابل في وسط غزة. أربعة قتلى وعدة جرحى. فبات الهلع باديا على الفرق الطبية بمستشفى الشفاء من انشغالهم بمصير زملائهم ولكن أيضا لأن الهجوم الإسرائيلي لا يقف عند أي حد. وبهذا القصف، لم يبقى أن مأمن بغزة ولو داخل المستشفيات. يتبع.

زهير لهنا، غزة، 21 يوليوز 2014