من الصاية إلى الفأر مرورا بالمثلي والمفطرين ومنصور وريبيكا.. رمضان على الفايسبوك المغربي!!

فرح الباز

شهد شهر رمضان المنتهي جملة أحداث شغلت الرأي العام بكل أطيافه، وشكلت مادة دسمة لوسائل الإعلام، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة أن بعضها تخطى حدود الوطن ليحظى باهتمام الصحافة الدولية.
وشكل اعتقال فتاتين في سوق شعبي بإنزكان، بتهمة الإخلال بالحياء العام، أولى الأحداث التي سجلت في شهر رمضان، وتحديدا في الأسبوع الأول منه، وهو ما اعتبره فاعلون حقوقيون انتكاسة حقوقية وتراجعا عن الحقوق الفردية المكفولة دستوريا.
ودفعت هذه القضية، التي عرفت إعلاميا بـ”قضية فتاتي إنزكان”،  العديد من منظمات المجتمع المدني إلى تنظيم وقفات تضامنية مع الفتاتين في عدد من المدن المغربية، قبل أن يصدر حكم البراءة في حقهما من تهمة الإخلال بالحياء العام، يوم الاثنين 13 يوليوز الجاري.
وبعد حادث إنزكان بأيام قليل، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر شابا مثليا من مدينة فاس، وهو يتعرض للاعتداء من قبل عشرات المواطنين الذين اجتمعوا حول سيارة أجرة كانت تقله، وانهالوا عليه بالرفس والضرب.
وإثر ذلك، أمرت النيابة العامة في المحكمة الابتدائية بفاس بفتح تحقيق حول الحادث، وهو ما أسفر عن توقيف شخصين، يبلغان من العمر 30 سنة، للاشتباه في تورطهما في الاعتداء بالضرب والجرح على “مثلي فاس”.
ومباشرة بعد ذلك، أكدت وزارة العدل والحريات ووزارة الداخلية، في بلاغ مشترك، أن أي فعل أو عمل يهدف إلى أن يحل محل العدالة أو قوات الأمن يعد أمرا “غير شرعي تماما”، مهددتين كل من يحاول تطبيق العدالة بنفسه بالمتابعة القضائية.
بعد إنزكان وفاس، ستتجه الأنظار نحو مدينة الجديدة، إثر انتشار خبر اغتصاب فتاة مصابة بإعاقة جسدية وذهنية، وإنجابها مولودا ذكرا في المستشفى الإقليمي في المدينة نفسها.
وأسفر تحقيق الضابطة القضائية لدى الفرقة الترابية للدرك الملكي في مركز مولاي عبد الله، جنوب الجديدة، عن اعتقال مغتصب فوزية، وهو ابن شقيقها، البالغ من العمر 21 سنة، وجاء التعرف على الجاني بعد توصل المحققين بنتائج التحاليل التي أجراها مختبر التحاليل العلمية التابع للقيادة العامة للدرك الملكي بالرباط.
وتزامنا مع اعتقال المعني، نظمت وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان في الرباط، شاركت فيها جمعيات، كما نظمت جمعية حملة تضامنية مع فوزية، بهدف جمع مبلغ مالي لاقتناء شقة لها ولوالدتها المسنة، إلا أن الحملة توقفت بعد تبرع إحدى شركات العقار بشقة، على أن تخصص الأموال التي تم جمعها لإنجاز مشروع تستفيد من عائداته فوزية وأسرتها الصغيرة.
وفي يوم الجمعة 3 يوليوز الجاري، فوجئ المغاربة، وخاصة الجسم الصحفي، بتدوينة كتبها الصحافي المصري أحمد منصور على حسابه الرسمي على تويتر وفايس بوك، يسب فيها الصحافيين والإعلاميين المغاربة، بعد أن كتب البعض عن “زواجه السري” من سيدة مغربية قيل إنها تنتمي لحزب “العدالة والتنمية”.
وأثارت هذه التدوينة الكثير من ردود الفعل التي استنكرت العبارات التي نعت بها منصور الصحافيين المغاربة، قبل أن يكتب صحافي الجزيرة تدوينة جديدة في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، تدوينة عنونها بـ”أعتذر… بشجاعة”، قال فيها إن تدوينته السابقة “فهمت بشكل خاطئ من كثير من الصحفيين والإعلاميين المغاربة ومن الشعب المغربي” الذي قال إنه “يكن له كل احترام ومودة وحب وتقدير”.
ومع بداية الأسبوع الثالث من رمضان، انتشر خبر إيقاف أربعة أشخاص بمراكش، بتهمة “التجاهر بالإفطار في نهار رمضان في مكان عمومي دون عذر شرعي وصحي مع استهلاك المخدرات، طبقا للفصل 222 من القانون الجنائي”.
وتم اعتقال المعنيين إثر ضبطهم وهم يحتسون عصير الليمون في ساحة جامع الفنا، في نهار رمضان، وضبط أحدهم في حالة سكر، فيما تم حجز كمية من مخدر الشيرا بحوزة صديقه.
وفي يوم الثلاثاء 14 يوليوز، قضت غرفة الجنح التلبسية في ابتدائية مراكش بحبس المتهمين الأربعة، الذين أفطروا علنا في رمضان في ساحة جامع الفنا، شهرين موقوفة التنفيذ، وبرأت القاصر الذي كان رفقتهم، وإسقاط تهمة حيازة المخدرات عن المتهمين لعدم كفاية الأدلة.
الأسبوع الأخير من رمضان بدأ بقصة “ريبيكا”، الفتاة الأمريكية التي قدمت إلى الدار البيضاء، للقاء صديقها المغربي محمد العدالة، المعروف بـ”السيمو”، والذي تعرفت عليه عبر شبكات التواصل الاجتماعي وجمعت بينهما علاقة حب لمدة سنتين.
وبعد الضجة التي رافقت هذا الخبر، قررت البعثة الدبلوماسية الأمريكية في المغرب ترحيل المراهقة الأمريكية ريبيكا آرثر إلى بلدها، بدعوى مغادرتها لأمريكا دون علم والديها، خاصة أنها لم تبلغ بعد السن القانوني الذي يخول لها السفر بمفردها.
آخر أسبوع من شهر رمضان تميز بالحادث الطريف الذي شهده مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء فجر يوم الثلاثاء 14 يوليوز الجاري، وتحديدا في الساعة الرابعة صباحا، حيث خرج المئات من المصلين في حالة من الرعب بعد سماع صراخ في جناح النساء، بعدما تناقل المصلون خبر هيجان البحر، قبل أن يتم اكتشاف أن من كان وراء هذه الحالة من الذعر ليس سوى فأر دخل جناح النساء، وتسبب في حالة من الرعب بين صفوف المصليات، نتجت عنها فوضى عارمة داخل وخارج المسجد، وإصابة أزيد من 81 مصل، نقلوا إلى مستشفى الصوفي القريب من المسجد.