• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 18 يونيو 2013 على الساعة 11:47

ماذا لو؟؟؟

ماذا لو؟؟؟ رضوان الرمضاني [email protected]
رضوان الرمضاني ramdanijournaliste@yahoo.fr
رضوان الرمضاني [email protected]

منذ وصل عبد الإله بنكيران إلى رئاسة الحكومة، قبل أكثر من عام ونصف العام، توالت نحوه الانتقادات. بعضها موضوعي، وبعضها فيه الكثير من الافتراء. وحين تأتي هذه الأحكام في ظرف خاص استثنائي، ومن أطراف وأوفاه متعددة، أو متناقضة، فالأمر لا يعني، بالضرورة الإجماع، بقدر ما يؤدي ذلك إلى اخلاط الموضوعي بالذاتي، والصادق بالحاسد، فيتيه الاستنتاج. هو مرة غير أهل للمسؤولية، ومرة لا يملك صفات رجل الدولة، ومرة هو شعبوي، ومرة هو “شيخ” يسعى إلى أن يجعل المغاربة مريدين لا أكثر، ومرة هو ديكاتور صغير، أو كبير، ومرة هو رجل غير كفء، لا يفرق بين التدبير الحزبي والتدبير الحكومي… ومرة هو مستفيد من صدفة الربيع العربي، ومرة هو كائن حربائي يتمسكن حتى يتمكن، ومرة هو إسلامي متطرف قد يقودنا، وحزبه، إلى الهاوية والجحيم، ليذهب هو إلى الجنة… وقس على ذلك ما وُجد من أوصاف. ووسط هذا الكم من الصفات التنقيصية من رجل، شئنا أم أبينا، أثبت قدرته على قيادة حزبه على الأقل، هناك من يمدحه بين الفينة والأخرى، من باب السعي نحو الإيهام بقليل من الموضوعية، لكن هذا الصنف من أصحاب “دوي علي وجي علي” لا يجد لبنكيران، في خانة الصفات الحميدة، غير “الوطني”، وإن أراد المزيد من المجاملة، أضاف ”الصادق”. وبين انتقاد ومدح، يظل الأصل، في الكتمان غالبا، وفي العلن أحيانا قليلة، هو أن عبد الإله بنكيران رجل لا يليق بصفة رئيس الحكومة، أو هي مهمة هو أصغر منها، أو هي أكبر منه، والكثيرون يلعنون الربيع العربي الذي أوصل رجلا من هذه الطينة إلى منصب حساس. لكن لا بأس، لنلعب لعبة التخيل. يقولون إن بنكيران فرط في صلاحيات خولها له الدستور. ولعمري ما رأيت مسؤولا سياسيا يملك جرأته وهو يقول إنه لم يصل إلى رئاسة الحكومة «باش يدابز مع الملك». لنتخيل أن إدريس لشكر، أو مصطفى الباكوري، أو امحند العنصر، أو صلاح الدين مزوار، أو حميد شباط، أو محمد أبيض، أو نبيل بنعبد الله، أو غيرهم من زعماء الأحزاب السياسية، كانوا محله ماذا كانوا فاعلين؟ لا شيء يجزم بأنهم كانوا سيفعلون أكثر، أو أقل، مما صنع بنكيران، مع فارق بسيط، وهو أنهم كانوا سيبحثون عن تأويل آخر… هذا إذا لم يلوذوا بالصمت. ولنتخيل أن من وصل إلى رئاسة الحكومة في هذه الظرفية السياسية الخاصة، هو لشكر، أو الباكوري، أو العنصر، أو مزوار، أو شباط، أو أبيض، أو بنعبد الله، هل كانوا سيتصرفون مع الأزمة الاقتصادية بغير المنطق الذي تصرف به بنكيران أما كانوا سيلجؤون إلى الاقتراض من الخارج؟ هذا الإسقاط جائز على كافة الملفات التي تلتهب بين يدي الحكومة الحالية، من مقاصة وتقاعد وبطالة، بل وحتى كرة القدم. مشكلة نخبنا أنها تتألق في المزايدات والتبريرات… ولا تتعامل إلا بمنطق: إنا عكسنا، وها هو بنكيران نفسه يكتوي بالنار التي أشعلها حين كان حزبه في المعارضة يقلي السم للحكومات