• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 03 فبراير 2017 على الساعة 19:04

في برنامج خاص على ميد راديو.. العجلاوي يفكك قرار المغرب العودة إلى الاتحاد الإفريقي

في برنامج خاص على  ميد راديو.. العجلاوي يفكك قرار المغرب العودة إلى الاتحاد الإفريقي تـ: وراق
تـ: وراق

فرح الباز
اعتبر الأستاذ الباحث في معهد الدراسات الإفريقية والباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي، أن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي “أبرز حدث دبلوماسي للملكة خلال السنوات الأخيرة”.
وحاول الأستاذ العجلاوي، خلال استضافته في “برنامج خاص” بثته إذاعة “ميد راديو”، مساء اليوم الجمعة (3 يناير)، تفكيك عناصر هذا الحدث السياسي، المتمثل في عودة المملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي بعد غياب دام 33 سنة، وقراءة تفاصيله والرجوع إلى منطلقاته، وكذا توقع انعكاساته.
وفي بداية حديثه، ذكر الباحث بأن رئيسة مفوضية الإتحاد الإفريقي، نكوسازانا دلاميني زوما، “وظفت باسم أقلية داخل الاتحاد الإفريقي، هذه المنظمة لإنتاج وثائق فرضتها كوثائق رسمية في مجلس الأمن عندما يناقش قضية الصحراء”، لافتا إلى أن زوما تنتمي إلى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الحاكم في جنوب إفريقيا ولها ارتباط بما يسمى بجماعة اليسار داخل الحزب الديمقراطي، وهي الموجودة في الأمم المتحدة والمكلفة بملف الصحراء.
وأرجع العجلاوي بوادر تغير المعالجة الدبلوماسية للوضع والتي توجت بعودة المغرب للاتحاد الإفريقي، إلى سنة 2003 عندما بعث الملك خطاب إلى قمة تجمع الساحل والصحراء، “وهو الخطاب الذي أظهر التوجه الإفريقي لدى العاهل المغربي، الذي لعبا دورا كبيرا في تحويل المسار من دبلوماسية منكمشة إلى دبلوماسية مبادرة وجريئة”.
وقبل ثلاث سنوات، يضيف الباحث، تبين للمغرب أن الاتحاد الإفريقي “يشكل مصدر للمتاعب في القضية الوطنية، وهو ما تمت معالجته بالعمل الميداني الذي قام به الملك من خلال زيارته للعديد من الدول الإفريقية”، مبرزا أن “البراغماتية الدبلوماسية للملكية والواقعية دفعته إلى أن يخترق مجالات محسوبة على خصوم المغرب، وهذا ما يفسر عقد المغرب لعدة اتفاقيات” مع بعض الدول رغم مواقفها من قضية الصحراء.
وكنموذج، تحدث الباحث عن الزيارة الملكية الأخيرة لجنوب السودان، التي تعد من بين الدول التي رفضت في بداية الأمر عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، معتبرا أن هذه الزيارة “وفي ظل الظروف التي تعرفها جوبا بمثابة إشارات لهذه الدول”.
أما عن روندا، التي دعمت عودة المغرب رغم اعترافها بالبوليساريو، فأبرز المتحدث أن تغيير موقفها جاء نتيجة لهذه الدبلوماسية الملكية.
وأشار الأستاذ العجلاوي إلى أن المغرب “يقدم مقاربة جديدة ليس مرتبطة بالغاز والبترول، أي شراء الأصوات، ولا هي مرتبطة بضغوط، بل هي تقدم نموذج جديد”. معتبرا أن مساندة 39 دولة لعودة المغرب للاتحاد الإفريقي “بدون قيد أو شرط”، “دليل على قبول هذه الدول عودة المغرب بخريطته الحالية وبتاريخه وبجغرافيته، بمعنى أنها تقبل بوجود المغرب في الصحراء”.
ولفت المتحدث إلى أن “المواقف الصرامة” التي أظهرها المغرب خلال أزمته مع فرنسا والتي دامت قرابة السنة، وأزمته مع الأمين العام للأمم المتحدة، أظهرت للعالم بأن “المغرب أصبح قوة حقيقة”.
وعزا المحلل السياسي اختيار المغرب لهذه الظرفية بالضبط للرجوع إلى الاتحاد الإفريقي، بعد غياب دام 33 سنة، إلى العديد من التغيرات في موازين القوى داخل عدد من الدول داخل القارة الإفريقية وخاصة دولة إفريقيا الجنوبية المعترفة بجبهة البوليساريو، وأيضا في كل من نيجيريا والجزائر.
وقال العجلاوي متحدثا عن هذه الدول: “هذه الكتلة التي كانت قوية وكانت تصدر أحكام باسم الاتحاد الإفريقي، رغم أنها أقلية، تفككت اليوم، ولو لم يعد المغرب في هذه الظرفية لن تكون هناك فرصة أخرى، المغرب اختار لحظة قوية وسياسية واستراتيجية لهذا التحول”.
وعن المكاسب التي يمكن أن يجنيها المغرب بعودته إلى الاتحاد الإفريقي، قال العجلاوي: “الربح هو ربح وطني أولا، بحال يلا شي حد كان كيرمي عليك الحجر من شي دار ودابا نتا دخلتي عندو للدار، دابا الاتحاد الإفريقي هل سيدين عضوا فيه؟ لا ما يمكنش”.
وفي هذا السياق ذكر المحلل بشهر مارس من السنة الماضية، خلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمخيمات تيندوف، “وبفرض زوما لممثل عن الاتحاد الإفريقي مكلف بملف الصحراء في جميع المحافل، والذي كان همه الوحيد الباحث عن إدانة المغرب، إضافة إلى تقارير مجلس الأمن والسلم التي تؤكد أن الاتحاد الإفريقي أصبح قوة وبدأ يستقر في وثائق الأمم المتحدة”.
وأكد العجلاوي أن المغرب “حقق ربحا كبيرا واستراتيجيا وسياسيا، وربح فضح الطرف الأخر.. المغرب يريد من الاتحاد الإفريقي أن يصبح أداة لحل هذا النزاع لأن التناقض الجاري الآن في الاتحاد الإفريقي، هو أنك نعترف بدولة وفي الوقت نفسه تطلب بتقرير المصير، والمغرب يبحث عن حل لهذا التناقض، ويطالب برفع الرقابة الجزائرية على قيادة البوليساريو ومخيمات تيندوف، لأنه لو لم تكن هذه المراقبة لا أمكن منح صفة لاجئ وحرية التنقل لسكان المخيمات، وأنا متيقن أنه لن تمر سنة واحدة دون أن تعود الأغلبية إلى المغرب، ولهذا تتفادى الدولة الجزائرية إجراء الاستفتاء في الصحراء”.
ورفض الباحث قراءة عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي بمعزل عن خطاب العاهل المغرب في كيغالي، ودون ربطها الخطاب الملكي في دكار، فالمغرب، يقول العجلاوي، “يعود للاتحاد الإفريقي لمعالجة الداء من الداخل”، مشددا على أن عودة المغرب إلى الاتحاد وجلوسه جنب إلى جانب مع جبهة البوليساريو “لا تعني أبدا أنه يعترف بهذه الأخيرة”.
وأوضح المتحدث أن حالة البوليساريو داخل الاتحاد “حالة غريبة، لأن الدول المعترفة بها توجد في جنوب القارة، ويتراوح عددها ما بين 13 و18، حسب انخفاض أو ارتفاع أسعار البترول، والباقي لم يعترف قط أو جمد أو سحب اعترافه، فهل جلوس هؤلاء إلى جانب البوليساريو يعني أنهم يعترفون بها؟”.
وحول إمكانية “نشوب معركة داخل الاتحاد لطرد جبهة البوليساريو”، قال العجلاوي إنه “يستحسن أن تذهب الدبلوماسية المغربية بالوتيرة نفسها التي كانت عليها خلال السنوات الأخيرة، أي النفس الطويل أو المدى الطويل، وأن تعمل على تحويل الـ39 دولة التي ساندته إلى نواة صلبة داخل الاتحاد، والعمل على أفق استراتيجي لتغير موازن القوى إلى حين الانتهاء من هذه الجمهورية، لأن المطلوب هو تجميد عضويتها إلى حين بث الأمم المتحدة في مصيرها”.
وتوقع المتحدث أن تضع عودة المغرب للاتحاد الإفريقي المملكة في “معارك قوية وجديدة على المستوى القانوني والسياسي والحقوقي، ولكن المغرب الآن”، يقول العجلاوي، مضيفا: “لديه أوراق قوية، ويجب أن ينتزع ورقة البوليساريو من الرقابة الجزائرية.. وإن استطاع المغرب سحب هذه الورقة من الجزائر، ستكون جزء من الحل”.
وفي ختام اللقاء طالب المحلل السياسي بأن يكون يوم 30 يناير “يوم إفريقيا” بالنسبة للمغرب، “لنتذكر دائما قوة تلك اللحظة وذلك الحدث، ويوم للتوقف عند ما حققه المغرب من إنجاز، لا أحد يستطيع سواء تاريخيا أو سياسيا أو دبلوماسيا أو استراتيجيا أن يتصور قوة هذا الحدث الكبير عندما وقف الملك وخاطب الجميع بالعقل والقلب”، على حد تعبيره.
وأكد الباحث أن الخطاب الملكي أمام القمة الإفريقية الـ28 في أديس أبابا “فتح آفاقا جديدة، ولم يجف حبره، فالملك مباشرة بعد خطابه سفر إلى جوبا، وهذا خير دليل على ذلك، فالمغرب الآن يعلن بداية الزمن الإفريقي”، داعيا الأحزاب السياسية والنقابات والمجتمع المدني وجميع الفاعلين السياسيين إلى مواكبة “هذه الدينامية الجديدة ليكون التأثير المغربي قويا في الساحة الإفريقية”.