• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
السبت 28 أكتوبر 2023 على الساعة 23:30

فشل البيجيدي في انتخابات 2021.. موضوع مناقشة أطروحة دكتوراه نوعية بكلية الحقوق بالرباط

فشل البيجيدي في انتخابات 2021.. موضوع مناقشة أطروحة دكتوراه نوعية بكلية الحقوق بالرباط

جرت، اليوم السبت (28 أكتوبر)، عرفت كلية الحقوق أكدال بجامعة محمد الخامس بالرباط مناقشة أطروحة لنيل الدكتوراه في العلوم السياسية، حول موضوع “استعمال المتغير الديني في التواصل السياسي بالمغرب، دراسة حزب العدالة والتنمية”، للباحث إدريس بنيعقوب.

وتمت المناقشة أمام لجنة مكونة 7 أساتذة هم؛ الدكتور عبد الله بوصوف والدكتور عبد الرحيم المنار اسليمي بصفته، مشرفا، والدكتور أحمد بوجداد، رئيسا ومقررا، والدكتور عبد الحافظ أدمينو، مقررا، الدكتور محمد الغالي، عميد كلية الحقوق بقلعة السراغنة، والدكتور سعيد الصديقي، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، والدكتور عمر الشرقاوي، والدكتور امحمد جبرون.

وأجازت اللجنة هذه الأطروحة بعد مناقشة مستفيضة ومعمقة، ومنحت الباحث صفة دكتور في العلوم السياسية بميزة مشرف جدا مع التوصية بنشر هذه الدراسة.

وتسلط هذه الدراسة الضوء على أسلوب تواصل قيادة حزب العدالة والتنمية، وتأثيره على تقاليد الخطاب والتواصل السياسي بالمغرب، من خلال البحث في اللقاءات المفتوحة التي نظمها حزب العدالة والتنمية كمصدر للتعبئة الجماهيرية وكمصدر لتفاعل وسائل الإعلام، باعتبارها الوسيلة الأهم للحزب لإدارة الصراع السياسي مع باقي الفاعلين، فهي ليست مجرد لقاءات لنشر أفكار التنظيم السياسي، وإنما أداة لمهاجمة الخصوم للتأثير على الجمهور. من تم شكلت هذه اللقاءات منصة لخلق الجدل والنقاش العام مما جعلها تحظى بتغطية إعلامية، رافقتها تعليقات وجدالات، حتى أصبحت ربما أحيانا أكثر أهمية حتى من بلاغات وبيانات المؤسسات الرسمية بما في ذلك الحكومة والبرلمان.

وتركزت إشكالية الموضوع حول التزايد الملحوظ لتوظيف اللغة الدينية الإسلامية منذ ما اصطلح عليه باحتجاجات الربيع العربي في المجال العام وتحديدا في التواصل السياسي للأحزاب في ظل تبني الدولة لنموذج تدبيري لأمور التدين تصفه الدولة بالوسطية و الاعتدال. هذا التوظيف للدين قد ينتج عنه عدم توازن في تدبير العلاقات فيما بين الفاعلين السياسيين، وفيما بينهم و بين الدولة و المجتمع ككل.

وتبحث هذه الأطروحة في الملامح والسمات العامة لتواصل قادة حزب العدالة بغية الكشف عن القوى العاملة والعناصر المؤثرة في إنتاج هذا الخطاب، وتحليل أساليب الخطاب الاستعاري المضمر، والأفعال الكلامية التي تم توظيفها في تقديم الخطاب في ضوء الصفات والتكوين الذي يتوفر عليه قادة وأطر الحزب، خاصة وأن خرجات عبد الإله ابن كيران واستعمال شبكات التواصل الاجتماعي لنشرها، تعد حالة جديرة بالاهتمام العلمي في علاقاتها بتدعيم الروابط في الاتصال السياسي بين القادة والرأي العام. ويستعمل القادة السياسيون لحزب العدالة والتنمية الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والفضاءات العمومية المفتوحة كوسيلة للخطاب العام، باستعمال استراتيجيات بلاغية معينة، قد تهدف إلى صناعة “علامة تجارية” سياسية، وإلى بناء صورة أيديولوجية متميزة. كما ناقشت الأطروحة علاقة خطاب وتواصل حزب العدالة والتنمية بالفشل في انتخابات سنة 2021، مبرزة أهم العناصر التواصلية التي قد تكون وراء هذا التقهقر الانتخابي.

ومن بين أهم التساؤلات التي حاولت الأطروحة الإجابة عنها هي: ما هي الاستراتيجيات التي تبناها خطاب حزب العدالة والتنمية في تواصله مع الجماهير لاسيما منذ فترة الربيع العربي سنة 2011، إلى نهاية ترؤسه الحكومة 2021؟ ما هي أهم آليات التعبير المجازي والخطاب المضمر التي وظفها بنكيران في مواجهة خصومه؟ ماهي السياقات والظروف والمراجعات التي ساهمت في تشكل حزب العدالة والتنمية؟ ما هي حدود العلاقة بين الديني والسياسي في النسق السياسي المغربي، وما هي نقط التماس ونقط التنافر وما مدى مشروعية استعمال الأحزاب لخطاب ديني منافس لخطاب الدولة الديني وما هي أهم أنواع الخطاب الديني بالمغرب؟ هل يرتبط الخطاب السياسي الديني في المغرب بأنساق سياسية وفكرية أجنبية؟ ما مدى تأثير المصطلح والقاموس الديني على توجهات الرأي العام وعلى مختلف فئات المجتمع؟ هل النصوص القانونية والتنظيمية، بما في ذلك قواعد تنظيم المجال الديني، كافية لتأطير استعمال الخطاب الديني في التنافس السياسي الحزبي و ما مدى نجاعتها؟ ماهي النتائج المترتبة عن توظيف العامل الديني في الحياة السياسية الحزبية و ما تأثيرها على النسق السياسي ككل؟ وما هي طبيعة التحولات التي أحدثها الحراك الشعبي خلال سنة 2011 على مسار الاسلاميين بالمغرب؟ ولماذا نجح الإطار الفكري للحركة الإسلامية، إبان الثورات في تعبئة الناخبين على حساب التيار العلماني المدني؟ ما هي مسببات وتداعيات الأزمة التي عاشها الحزب الاسلامي بعد “اعفاء” ابن كيران وبعد التراجع في انتخابات 2021؟

وتبنى الباحث مقاربة التحليل النقدي للخطاب من خلال النموذج المعرفي لـ”تيون فان ديك” Teun Van Dijk’s، الذي يعتبر اللغة وسيلة كفيلة بتطويع الخطاب ليصير ممارسة سلطوية سياسية، تتضمن الهيمنة عبر الاختيارات اللغوية المقصودة. ويتكون هذا النموذج من ثلاث عناصر وهي: التحليل الاجتماعي المعني بفحص السياق، ثم تحليل الخطاب المعني بالنص نفسه، والتحليل المعرفي، الذي يعطي أهمية للبعد الأيديولوجي في الخطاب والذي يجعل المتحدث، يرسم عن حزبه وعن شخصياته تمثلا إيجابيا لذواتهم في حين يرسم عن الآخر رسما سلبيا، فيصير حزب العدالة والتنمية ينظر إلى المشهد السياسي ب” أنا والآخر”.

واستعمل الباحث أيضا منهج المسح الشامل في شقه الكيفي باعتباره منهجا يتسق وأهدافها، بما يتيحه من إمكانيات رصد وتحليل وكشف الخصائص العامة لخطابات عبد الإله بنكيران تحديدا، ومن تم استخراج الأطروحات المركزية لخطابه، وتحديد القوى الفاعلة والأدوار المنسوبة إليها من وجهة نظر الخطاب، والاستراتيجيات التي تم توظيفها في دعم خطابه، مع تحليل لبعض الأبعاد السيكو استراتيجية التي تؤثر في إنتاج خطاب عبد الإله ابن كيران واستراتيجيته اللغوية.