وضع رئيس الحكومة والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، نفسه في فوهة بركان انتقادات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد حصوله على تقاعد استثنائي، قيل إن قيمته بلغت 9 ملايين سنتيم.
ابن كيران يقر
ابن كيران، الذي فرض على المغاربة القبول بإصلاح صناديق التقاعد على حساب جيوب الموظفين، أقر، خلال اجتماعه مع أعضاء حزب العدالة والتنمية في الخارج، يوم الأحد الماضي (13 يناير)، عن استفادته من معاش عن سنوات توليه لرئاسة الحكومة.
وقال ابن كيران: “تقاعدي كرئيس للحكومة كان يلزمني وقت كي أطالب به، لم يكن يمكنني أن أطالب به مباشرة بعد خروجي من الحكومة، والحمد لله لم أكن بحاجة إلى طلبه”.
موقف سابق.. غرغرة سيدنا عمر
تصريح ابن كيران أثار الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعاد بعضهم ترويج فيديو لتصريحات سابقة لابن كيران، حول معاشات الوزراء، عندما كان البيجيدي في المعارضة خلال حكومة عبد الرحمن اليوسفي.
ويظهر في الفيديو سعد الدين العثماني، إلى جانب نواب من فريق “المصباح”، ويتعلق الأمر بالمصطفى الرميد وسعد الدين العثماني وعبد الإله ابن كيران وعبد العزيز أفتاتي، وهو يطرح سؤالا على وزير المالية آنذاك فتح الله ولعلو، يشير فيه إلى أن ميزانية الدولة تصرف 8 ملايير سنتيم سنويا على المعاشات الاستثنائية والتكميلية الخاصة بالوزراء والموظفين السامين، وتساءل عن عدد المستفيدين وشروط الاستفادة والمساطر المتبعة للتأكد من أحقية الاستفادة.
وبعد جواب ولعلو، الذي أكد فيه أن المرجع فيما يخص معاشات الوزراء السابقين ظهير شريف صادر في 10 شتنبر 1993 وهو معاش يهم وزراء منذ الاستقلال (82 ملفا) يعمل به إذا طلبوا ذلك، عقب ابن كيران على رد وزير المالية بالقول: “نحن بكل صراحة دولة إسلامية ومبادئ الإسلام تبنى على أن الدولة أول ما تهتم به هم الضعفاء والفقراء المحتاجين وسيدنا عمر كان كيقول لكرشو مللي كتبدا تغرغر غرغري أو لا تغرغري فلن تذوقي سمنا ولا زيتونا حتى يشبع فقراء المسلمين، ولهذا مزيان الاهتمام بالوزراء السابقين، ولكن يجب أولا وقبل كل شيء الاهتمام بعموم المواطنين الذين ليس لهم أي شيء. فالقضية سياسية وبغينا المواطنين يعرفوا هذا الشيء لأن الكلام كثير عن أجور الوزراء وتعويضاتهم في الوقت اللي بلاد في هذه الوضعية والفقر في هذه الوضعية”.
يأكلون أموال الشعب بالباطل!
وانتشرت على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك تعليقات كثيرة تنتقد تغير خطاب ابن كيران، بين الأمس واليوم، بين المعارضة والحكومة، وكتب مصطفى شايب: “الانزلاق الأخلاقي فيه وفيه.. ما بين اليد والكرش.. ابن كيران يستفيد من تقاعد ريع الفساد الحكومي. هكذا وجد ابن كيران الجواب الحقيقي عن سؤال لماذا وكيف وهل حقا أفلس صندوق التقاعد؟؟ وحصل على تقاعده المريح جدا كرئيس حكومة سابق 9 ملايين، حتى دون أن يطلبه”.
وتساءل: “فهل تكون له الجرأة للاعتراف بأنه كان ضحية حزب الإدارة في حربه على أجره وكرامة وحقوق الموظف المغربي!؟ وهل يراجع مقولته الفاسدة إن كل ما يعطيه القانون فهو حق فخذوه!؟ اليد لم تعد نظيفة والكرش أصبحت عامرة والتفوق الأخلاقي يصارع كل مصائبه”.
ودون هشام الخساطي، معلقا على الموضوع في تدوينة عنونها بـ”يأكلون أموال الشعب بالباطل!”، جاء فيها “ابن كيران الذي يقول إنه لا يترك صلاة الفجر هو نفسه ابن كيران الذي يترك لنفسه الحق في الاستفادة من ريع تقاعدي يبلغ 9 ملايين سنتيم شهريا رغم أنه لم يمكث في منصبه أكثر من خمس سنوات، ولم يساهم بأي سنتيم في صندوق من صناديق التقاعد الوطنية عن منصب رئيس الحكومة الذي كان يشغله، وهو الذي دون رحمة اقتطع من رواتب الموظفين لإصلاح صندوق التقاعد واقتطع لمن أضرب منهم ضد قراره الظالم، وبشكل ساخر وأناني يبرز لهطته ولا يحدث إلا في المغرب أعفى نفسه من المساهمة في هذا الإصلاح مع أن راتبه مرتفع ويجب أن يخضع لضريبة الدخل”.
وزاد المتحدث: “في المقابل هناك متقاعدون خاصة المتقاعدون العسكريون أفنوا عمرهم في خدمة الوطن، والمكافأة تقاعد هزيل لا يبلغ ثمن حذاء. سيقول قائل هذا يسري على كل من سبقه من الوزراء، أي نعم لكنهم لا يظهرون التقية ولا يرتدون رداء الطهرانية ولا يمثلون أدوار الرهبان داخل أحزابهم”.
غرغري أو لا تغرغري
وقال المحلل السياسي والأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي، موجها خطابه إلى ابن كيران، “أنت كنت تعلم في عهد حكومة عبد الرحمن اليوسفي أن المعاشات الاستثنائية يؤشر عليها الملك ومع ذلك استعملت هذه الورقة لإحراج الحكومة وربح بعض النقاط السياسية، وقلتي لوزير المالية انذاك فتح الله ولعلو أن مسألة المعاشات الاستثنائية غير مقبولة سياسيا ومبدئيا، وقد وصل بك التكشكيش إلى حد القول نحن في دولة إسلامية ويجب أن تهتم أولا بالفقراء، مذكرا بمقولة للصحابي عمر بن الخطاب”.
اليوم وبعدما ذاق ملذات السلطة، يضيف الشرقاوي في تدوينة على حسابه على الفايس بوك، “اعتبر ابن كيران انتقاد حصوله على معاش استثنائي بمثابة مسيرة ولد زروال. الله عليك يا فخر المغرب، الله عليك يا قاهر التحكم، الله عليك يا محارب الفساد والاستبداد”.
وزاد في تدوينة أخرى: “غرغري أو لا تغرغري شغلك هداك راه تقاعد 9 ديال المليون”.
