• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 01 فبراير 2016 على الساعة 14:42

على هامش تدوينة “ليس لأنهم صحراويون سنسمح لهم بقتلنا”.. طلبة “الريع المسلح”!!‬

على هامش تدوينة “ليس لأنهم صحراويون سنسمح لهم بقتلنا”.. طلبة “الريع المسلح”!!‬ رضوان الرمضاني [email protected]

رضوان الرمضاني ramdanijournaliste@yahoo.fr
رضوان الرمضاني [email protected]

‫ ‬

‫أثارت تدوينة صغيرة، من جملة واحدة، الكثير من اللغط على الفايس بوك. كان يكفي أن أكتب، على الفايس بوك، جملة: “ليس لأنهم صحراويون سنسمح لهم بقتلنا” لأتلقى سيلا غير متوقع من التعليقات، جزء منه يتفق مع المضمون، وجزء منه يعلق عليه ويوضح، وجزء منه يسب ويشتم صاحب التعليق ويبصق عليه، وجزء آخر تفوح منه نتانة التعالي العرقي، وجزء منه، وهذا هو الأخطر، يتوعد ويهدد بأسلوب واضح ومباشر.‬
‫ولحسن الحظ أنه كان بين المعلقين صنف من المؤدبين المتعقلين، ممن ينتقد ويصحح ما يعتقد أنه في حاجة إلى التصحيح، حتى وإن كان القصد من التدوينة عكس ما فُهم منها أو شاء البعض أن يفهم.‬
‫للتوضيح، التدوينة موضوع الجدل جاءت تعليقا على حادث مقتل شاب ذو أصول أمازيغية على يد بعضٍ من ذوي الأصول الصحراوية. قبل أن يكون الضحية أمازيغيا فهو مغربي، وقبل أن يكون مغربيا هو إنسان. وقبل أن يكون المشتبه في وقوفهم وراء الجريمة صحراويين، المفروض أن يكونوا مغاربة، أما إن كانوا يعلنون عكس ذلك، أو يجهرون بأنهم مغاربة وفي العمق هم في الضفة الأخرى، فالحكاية ستتخذ مجرى آخر، لكنه لن يكون مجرى الدم والعنف والقتل مهما كان.‬
‫التعليق كان عابرا. فلا هو كان تحليلا، ولا هو كان تقريرا، ولا هو كان اتهاما لعرق صحراوي، هو جزء من المغرب في نهاية المطاف، ولا كان تبرئة لعرق آخر، هو الآخر مغربي في نهاية المطاف. ‬
‫العبارة، ولأنها كانت عابرة، فهم الكثيرون أن القصد منها هو الطعن في المواطن الصحراوي، واتهامه بالقتل والعنف، فيما الواقع أن المعنى بسيط للغاية: أن تكون صحراويا (سواء اللي معانا أو اللي مع لْخرين) لا يمنح الحق في حرمان الآخر من الحق في الحياة مهما بلغت درجة الاختلاف، والتعرض للعنف، في حالة حدوثه، لا يبرر اللجوء إلى العنف، والقصاص مفهوم همجي وحشي، وهذا من صلب ما يفترض أن يدرسه الطلبة في الجامعة التي حولوها إلى ساحة حرب لا أحد يفهم سرها ولا محركها ولا الخاسر ولا الرابح فيها.‬
‫ليس مهما أن ندخل في تفاصيل ما يحدث في “الحرم” الجامعي، خصوصا في المواقع حيت تجري معارك ضارية بين فصيلين، الأول يسمى “أمازيغيا” والثاني يوصف بـ”الصحراوي”. الواقع معقد للغاية، تختلط فيه الإيديولوجيا بالعرق وبالانتماء وبالمصالح أحيانا. وبين تلك المفاهيم يختفي طلب العلم، وتحضر العصي والأسلحة البيضاء وكثير من العنف اللفظي والجسدي.‬
‫وليس مهما أن نصطف إلى جانب هذا الفصيل أو ذاك، لأن هذا ليس من صميم مهمتها، ففي نهاية الأمر هي معركة خطأ في المكان الخطأ. ‬
‫المهم في الحكاية هو ما عكسته مئات التعليقات على التدوينة سالفة الذكر، وما حملته من عبارات عنف لفظي غريب، وتهديدات بالعنف الجسدي أيضا، يعكس واقعا نتهرب من الاعتراف به. واقع أن بعض أبناء الصحراء في الجامعات (أؤكد على البعض تفاديا لتأويلات خاطئة مرة أخرى) يتعامل بمنطق “نحن أولا” و”الأسبقية لنا” و”نريد ثمن مغربيتنا”، بتبريرات مختلفة. هذا واقع يمكن أن يشهد عليه كل من عاش في الجامعة. هو أسلوب، تبنته الدولة نفسها، وأثبت الوقت أنه كان خاطئا، وقد ساد في مرحلة ما لـ”تطييب الخواطر”، غير أنه أنتج عكس ما كانت الدولة تسعى إليه، لذلك يستمر ذاك البعض في التعامل معها بأسلوب “لي الذراع”. والنتيجة هي أن هذا “الريع الصغير”، عوض أن يقنع “البعض” بأنهم مغاربة، جعلهم انفصاليين يشهرون ذلك، باللسان أو بحمل الراية إياها، ويخوضون “المعارك” باسم الدولة الوهمية، لتتحول “المطالب” في الحرم الجامعي إلى “كفاح مسلح”، فيما الأمر ليس غير “ريع مسلح”.‬
‫هذا التنبيه ليس إثارة للفتنة، ولا تعبيرا عن نظرة عنصرية، فالصحراء جزء من المغرب، وأبناؤها جزء من هذا الشعب (من أراد منهم طبعا)، وما على أهل جهات الشمال والشرق والغرب على أهل جهات الجنوب، وما لأهل جهات الشمال والشرق والغرب لأهل جهات الجنوب. هذا هو المغرب الذي نسعى إليه. الوصول صعب صحيح، لكنه ليس مستحيلا. يكفي أن نتفق على أننا مغاربة، وبعد الاتفاق كل شيء يهون. فاتركوا عصيّكم وسكاكينكم جانبا… ومرحبا بالاختلاف… مرحبا بالنقاش.‬