• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 01 يوليو 2013 على الساعة 12:22

سينما.. الفراجة ديال الويل!!

سينما.. الفراجة ديال الويل!! محمد محلا [email protected]
محمد محلا mahlasimo@gmail.com
محمد محلا [email protected]

شووووت.. بعد خمس دقائق: سكات.. بعد خمس دقائق أخرى: خويا الله يهديك سكت شوية الله يخليك.. يرد: مالك مخلص عليا؟ أجيب: راك ما مخليناش نتفرجو، سكت حسن ليك.. ترد صديقته: صافي سكت آ بوجمعة.

ليست هذه هي المرة الأولى التي أجري فيها مثل هذا الحوار داخل قاعة سينمائية، لكنها المرة الأولى التي أصادف فيها شخصا يقوم بالترجمة الفورية لصديقته وسط الفيلم، ترجمة بالدارجة العروبية (حتى أنا عروبي دكالي لا تقولو عنصري). وكم كنت أنتقد من يدخلون السينما لتبادل القبل، لكن في هذه اللحظة كنت أود أن يقفل بوجمعة فاه بإلصاقه على فم صديقته، فالرومانسية في بعض الأحيان رحمة من الله لعباده الضعفاء.

إلى حدود اللحظة يحاول هذا العبد الضعيف والمغلوب على أمره في هذه البلاد المغلوبة بسياستها (أعتذر لا أنوي الحديث في السياسية بل في السينما، إذ أصابني الملل من الشباطيات والبنكيرانيات)، يحاول أن يمتلك أعصابه داخل قاعات السينمائية التي سارت جوطية.

نرجعو للسينما. في اليوم نفسه يمر بعض الأشخاص يبحثون عن مكان للجلوس. شعلو “بيل” الهاتف لإنارة الطريق المظلم، ثم جلسوا بعد أن وجهوا الضوء صوبي ثلاث مرت ولم أعد أرى بوضوح. بعد بضع دقائق قرروا تغيير مكانهم، شعلو لبيل مرة أخرى، ووجهوه صوبي من جديد، وجدوا مكانا بجانبي فجلسوا. بعد دقائق قرروا مجددا تغيير المكان، شعلو البيل عاوتاني، كأن لا شغل لهم إلا إزعاجي، فتوجهوا إلى مكان آخر.. الله يصبرني.

بوجمعة يريد التوجه إلى المرحاض. فبعد أن أكل وشرب وسَمَّعَنَا ديك “خررررر” ديال آخر قطرات المشروب، قال لرفيقته أنا نمشي لطواليت ونجي. قررتُ الرد: حشاك آ الأخ، لم يجب هذه المرة فخرج، ليعود بالفوشار، ويبدأ صوت آخر مزعج، صوت يملأ القاعات السينمائية، ولأسأل نفسي: كيف يمكن لشخص أن يركز في مشاهدة فيلم وهو يأكل الفوشار؟؟؟ العجب.

وفي الوقت الذي نسيت الفيلم ودخلت في حوار مع نفسي، انطلق التصفيق والصفير داخل القاعة. البطل دار شي لعبة بالسيارة ديالو في فيلم faste andfurious. ماذا أقول؟؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.

قررت الرجوع إلى آخر صف، لأصادف بوجمعة قد تحول بدوره هربا من نكيري، فابتعدت عنه لأسلم شره وليسلم لساني. دقائق معدودة سمعت أصوات شفط وتنفس سريع، التفت لأجد حبيبين في قمة النشوة، بوسني نبوسك، ليقترب منهم شخص ثالث ويطلب منهم أن يحترموا المشاهدين الذين يحيطون بهم، لأكتشف أن مركب ميغاراما وضع حراسا يجوبون القاعات لمحاربة البواسين، زعما باش يدريسيو المشاهدين وليذكروهم أن هذه قاعة سينمائية وليست ماخورا ولا دار باهم.

عدت لأكمل الفيلم، والحمد لله أنه من الأفلام التي لا تستوجب أن تتابعه لمعرفة القصة، فيلم faste andfurious فيلم تجاري، تشاهده للاستمتاع بالسرعة أكثر من أي شيء آخر. كما أنه من أفلام الدرادي الصغار، فالقاعة ممتلئة عن آخرها بأولئك الذين يتوجهون للمراحيض عدة مرات في عرض واحد، وهو ما يدفعني إلى تصنيف مثله هذه الأفلام في خانة “فيلم للبوالين فقط”، حشا بوجمعة.

وحين هداني الله وركزت بضع دقائق في الفيلم، تشاجرت شابتان داخل القاعة، سبني نسبك ووعيد بسلخة ديال العصا، ليخرجهما الحراس ومولات البيل.

وسط كل هذه الأحداث هناك من يجري وسط القاعة، وهناك من يتحدث في الهاتف، وهناك من يخرج هاتفه فيزعجك الضوء، وهناك من يضرب كرسيك برجليه، وهناك من يضحك بغرابة… وهناك من يتثاءب حين تدخل شخصيات الفيلم في حوار، والحمد لله أنني لم أجد هذا النوع من الجمهور في فيلم “دجانغو” حين دام الحوار بين الشخصيات حوالي نصف ساعة في مزرعة “كالفين كاندي”.

هذا هو جمهور السينما في المغرب، فهل تعرفون الآن لماذا يشكرون أفلام البانضية؟

اللي ما عرفش يسول بوجمعة.