• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 23 نوفمبر 2015 على الساعة 14:33

سياسة “فورفي المتحكم فيه”.. تِعرف إيه عن المنطق يا مرسي!!

سياسة “فورفي المتحكم فيه”.. تِعرف إيه عن المنطق يا مرسي!!

سياسة "فورفي المتحكم فيه".. تِعرف إيه عن المنطق يا مرسي!!

رضوان الرمضاني
يصفق الكثيرون للمواقف الأخيرة لحزب الاستقلال. تكاد تكون الفرحة عندهم في أقصى درجاتها. يراقبون وينتظرون ويتوقعون. الفرحة النابعة من الشماتة. أو التسلية. لا أقل ولا أكثر. إنه مبدأ عدوّ عدوّي صديقي، حتى لو كان هذا الصديق، الجديد القديم، صديقا لِعدوي، قبل حين، وبالتالي عدوي، قبل حين.
يعتقد المصفقون، الفرحون، المنتشون، المتشفّون، أن الحزب التاريخي عاد عن “غيّه” وتاب. إنه المنطق السياسي، الجديد القديم، السائد في هذه البلاد. لا تهم الإيديولوجيا، بل لا حاجة إليها. لا تهم البرامج، بل لا حاجة إليها. لا يهم التقارب ولا التباعد. لا يهم التاريخ ولا الجغرافيا. لا تهم المبادئ، ولا الأفكار. لا يهم أي شيء. لا الشخصيات، ولا التصريحات، ولا أي شيء. ما يهم هو أن تبتعد عن البّام.
اللسان ما فيه عظم. والبادئ أظلم. وساعة الغضب كَتْفوت. والمْصارْن فالكرش كيدّابزو. وما علينا إلا أن نصدق. لا نستحق أي تفسير، ولكن هذا سرّْنا.
الخلاصة أننا في مسرح كبير. يتبادلون فيه، علينا، الأدوار. ويعوّلون على ذاكرة المتفرجين الضعيفة لينسوا السابق من الأحداث. الآن مع هذا هنا، وبعد قليل مع الآخر هناك، والآخر الذي كان هناك مع ذاك، قبل قليل، صار هنا مع الآخر… وهكذا دواليك.
تمر ولاية برلمانية وحكومية، وتأتي انتخابات تشريعية وجماعية… وسير ضّيم، واللي بغا يربح العام، أو البال، طويل.
هو، بالأحرى، سِيتكوم. الحلقة لا تمت بصلة لسابقتها ولا للاحقتها. وحدها الشخصيات تستمر في “لعب” الدور. مع ضيوف شرف، بين الحلقة والأخرى.
تِعرف إيه عن المنطق يا مرسي؟؟ تعرفون الجواب. وتعرفون ملامح “مرسي الزناتي” كيف كانت في مدرسة المشاغبين وهو يسمع السؤال ويحاول الجواب. إنها، بالضبط، ملامح مواطن ظل، منذ أكثر من عامين، يسمع تبادل “تخسار الهضرة” بين عبد الإله ابن كيران وحميد شباط، ليأتيه شباط، اليوم، ويخرج، مثل عادته، بتفاسير لموقف جديد. ألم يعد ابن كيران داعشيا يساند النصرة والموساد؟ ألم يعد سيفا على رقبة الضعفاء؟ ألم يعد عدوا للطبقة العاملة؟ وزيّرو معانا…
أما الآخرون فيكفي أن تفك “الارتباط” مع حزب يسمى الأصالة والمعاصرة، حتى تتحول من “فاسد” و”مسخّر” إلى مجرد “مغرر به”. باب التوبة مفتوح. المهم ألا “تٌشرك”. هذا هو المنطق. وكلنا مرسي الزناتي.
عند هؤلاء هي عودة لـ”الابن الضال”. لا يهم كيف ولماذا وأين ومتى. المهم أن يفك الحزب ارتباطه بالبام. هذا هو “المنطق” الوحيد عندهم، الآن على الأقل. أما الاستقلال، وعلى رأسه شباط، ومع شباط الكثير من القياديين، فلن يجدوا عناء في تفسير ما لا يفسر. مع أن التفسير الوحيد أمر من ثلاثة، إما أنهم كانوا جزءا من “التحكم”، إن كان هذا التحكم، وبالتالي يستحقون الحساب، وإما أنهم “أغبياء” لا يكتشفون “التحكم” إلا حين يصيرون من “ضحاياه”، إن كان، وهنا أيضا يستحقون الحساب، وإما أنهم “أذكياء” أكثر من اللازم حتى أنه بمقدورهم أن يكتشفوا “التحكم” في ظرف وجيز فينقلبون عليه، وهنا يستحقون “التنويه”.
ما الأمر الراجح يا ترى؟ لكل أن يجيب كما شاء، لكن بالتأكيد هناك شيء ما على ما لا يرام.
الحقيقة مُرة. لا تعني الاستقلال فحسب. أحزاب كثيرة تكتفي بـ”الفورفي المتحكم فيه” في العمل السياسي، ولا تقوى على المغامرة بـ”الانخراط”، لأنها غير قادرة على “تكاليفه”. ما أن ينتهي “الفورفي” حتى تشرع في سب “الفاعل”، ناسية أن سبب انقضاء “الفورفي” هو أنها تكلمت كثيرا، وأرسلت “رسائل” كثيرة، فأنهت “حصتها” قبل نهاية الشهر… أو الولاية.
“الفورفي” ينتهي حتى لو كان “متحكما” فيه، فلا مبرر لمن كان ينتظر “ساعات كلام” بالمجان… والاستقلال منهم.
لحسن حظكم… نحن، في السياسة، أبرياء… لحسن حظكم… نحن في السياسة أغبياء!!!