أثارت واقعة رفع علم المثلية في مظاهرة نظمتها حركة “هي” النسوية، يوم الأحد الماضي (25 يونيو)، في ساحة الأمم المتحدة في الدار البيضاء، جدلا واسعا وغضبا عارما بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
واستنكر الرواد حمل شابة لعلم المثلية في وقفة الغرض الأساسي منها إحقاق حقوق النساء داخل المجتمع.
وتساءل عدد من المعلقين عن ماذا يقول القانون عن مثل هذه الأفعال.
آشنو كيقول القانون؟
وفي تعليقه على الموضوع، أكد محمد آلمو، محامي بهيئة الرباط، أن القانون الجنائي المغربي لا يجرم حمل الهوية الجنسية المثلية ولا التعبير عن هذه الهوية أو إبرازها أو الاعتراف بها.
وقال آلمو في تدوينة توصل بها موقع “كيفاش”، إن “القانون اقتصر في إطار تعاطيه مع هذه المسألة بتجريم أفعال ممارسة الشذوذ الجنسي بين شخصين من نفس الجنس فقط”.
وأضاف المحامي بهيئة الرباط أن “المشرع في الفصل 489 من القانون الجنائي استعمل عبارة أفعال الشذوذ الجنسي بصيغة الجمع، لتستوعب كل الممارسات الشاذة عن الفعل والغريزة الجنسية الطبيعية بين ذكر وأنثى”، وبالتالي يضيف آلمو “لا يدخل في قائمة هذه الجريمة الممارسة الجنسية المباشرة فحسب بل أن تبادل القبل والملامسات الحميمية الجنسية وكل المقبلات ذات الطابع الجنسي تدخل في نطاق الأفعال الشاذة المجرم اتيانها بمقتضى الفصل 489 أعلاه”.
وتابع “في المحاكمة الشهيرة بما يسمى زواج مثليي القصر الكبير ربما سنة 2007، كنت ضمن هيئة الدفاع وكان النقاش العام الذي أطر المرافعات أمام الهيئة القضائية يتمحور حول غياب الصفة الجرمية عن فعل إعلان الأشخاص عن حملهم لهوية جنسية مثلية أو التعبير عن ذلك”.
وينص الفصل 489 من القانون الجنائي المغربي، يضيف المحامي، على أنه “يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وغرامة من مائتين إلى ألف درهم من ارتكب فعلا من أفعال الشذوذ الجنسي مع شخص من جنسه، ما لم يكون فعله جريمة أشد”.
مجرد حادث!
وكشفت كريمة ندير، ناشطة حقوقية وعضو في حركة “هي”، أن ما وقع هو مجرد حادث، مؤكدة على أن تصرف الشابة لا علاقة له بمنظمي الوقفة.
وقالت كريمة في تصريح لموقع “كيفاش”، إن “الوقفة كانت فيها 45 دقيقة وكانوا فيها بزاف ديال الشعارات اللي كانوا كيعبرو على مطالب بينها المساواة وإلغاء القوانين التمييزية وإحقاق العدالة وما بغاش يتفهم ليا علاش الناس اهتموا أكثر برفع شابة لعلم المثلية وماشي بالموضوع الأساسي للحملة”.
واعتبرت ندير أن رفع شابة لعلم المثلية مجرد حادث لا علاقة للمنظمات به.
وأضافت: “وقع هاد الحادث وحاولنا كمنظمين أننا نداركو الموقف وما يكونش هناك عنف ولا يضربوا المشاركات في الوقفة اللي بيناتهم نساء كبار وأطفال صغار”.
واعتبرت الناشطة الحقوقية، أن “الدفاع عن المثلية حتى هو داخل فالحريات الفردية”.
وتابعت: “السيدة اللي هزات الشعار ديال المثلية الجنسية ما عضو لا فجمعية “كيف ماما كيف بابا” وهداك الفعل اللي دارت البنت ما كانش عندنا علم بيه وما عندنا علاقة بيه وما تشاوراتش معانا باش ديرو… وقنعناها باش تهبط العلم ديال المثلية”.
واسترسلت: “وهاد التصرف ما داخلش فكيفاش حنا كنطالبو بالحقوق اللي كندافعو عليها… وهو حادث عرضي”.
