• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 07 أبريل 2014 على الساعة 15:39

رجاء لا تغضبوه

رجاء لا تغضبوه يونس دافقير [email protected]
يونس دافقير dafkirt@yahoo.fr
يونس دافقير
[email protected]

لا نفهم شيئا في السياسة والدستور، نحن معشر الصحافيين والمعارضين والنقابيين، ولم ننضج بعد بما فيه الكفاية، كي نكون مؤهلين لانتقاد رئيس حكومتنا، هو وحده يعرف الحقائق، ما ينبغي أن يكون وما يجب ألا يكون، ما علينا سوى التسليم بهذا القدر وهذه الحقيقة الموجعة…

لم نقرأ الدستور جيدا، ولذلك نحن لا نفهم متنه وحواشيه، وحده رئيس الحكومة يفهم عمق الفصول، منطوقها ومضمرها، هكذا إذن، وبعد سنتين من الاستفتاء نكتشف مع معلمنا الكبير أننا صوتنا لصالح وثيقة لم نقرأها جيدا، ولم نستوعبها بما يكفي من فهم لبواطن الأمور وليس لظواهرها..

كم نحن مغالون حين نطالب رئيس حكومتنا بممارسة صلاحياته، لا، لسنا مغالين فحسب، نحن مشوشون بامتياز ويا للعار، الرجل يبحث عن الثقة مهما كلفه ذلك من ثمن، يكد ويجتهد ويتنازل ويفوت، ونأتي نحن الأطفال الجاهلون العاشقون للعب والتلاعب، لنهدم كل هذا الجهد…

نحن أطفال مشاغبون متآمرون، تفرغنا لوظيفة واحدة ووحيدة هي الهجوم على الحكومة، وعلى رئيسها بالضبط، لكنه أب متسامح، وهذا من أفضاله علينا، يجب أن نحمد الله ألف مرة في الساعة أو الدقيقة، لأنه لم يجرجر أحدنا في المحاكم، لم يعتقل صحافيين، ولم يختطف سياسين معارضين ولم يمنع النقابات من التظاهر، ماذا نريد أكثر من ذلك، يبدو أتنا نحن لأيام درب مولاي الشريف وتازمامارت…

إننا حقا لطماعون، يدعنا الرجل نفعل ما نشاء، ولا نريد أن ندعه يفعل هو أيضا ما يريد، أن يطبق الدستور أو لا يطبقه، أن يمارس صلاحياته أو لايمارسها، ذاك ليس شأننا، حقا نحن لسنا عادلين، نريد حريتنا في الفعل والقول، ونسعى للوصاية عليه في السلطة والوظيفة…

منذ اليوم، ما عاد من حقنا النقد، علينا أن نلتحق بالأطفال الآخرين داخل حزب رئيس الحكومة، أن نجلس جميعا إلى الطاولة، ونحضر لوازمنا الدراسية، ألم يقل لنا الرئيس والأستاذ والمعلم والأب، إننا نحتاج لأن يعلمنا «ألف باء تاء السياسة»..

لقد قالها حقا، وما علينا سوى الطاعة والاتنضباط، وإلا فإن للصبر حدودا، وإذا ما تمادينا وغالينا، سيغضب عبد الإله، سيترك منصب رئيس الحكومة، سيدعنا يتامى، ولن ينجح عبد الله باها هذه المرة في إقناعه بأن يمن علينا ببقائه رئيسا لحكومتنا… فرجاء لا تغضبوه ، فقد ينفذ صبره.