• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 26 مارس 2013 على الساعة 16:40

دروس دار السلام

دروس دار السلام لمختار لغزيوي [email protected]

لمختار لغزيوي [email protected]
وإن كان الأمر مؤلما، وإن كان باعثا على الكثير من الإحباط، وإن كان فقط دافعا للتشاؤم واليأس إلا أننا ملزمون بالحديث عما وقع للمنتخب المغربي يوم الأحد الفارط في دار السلام أمام نظيره التانزاني. وقصدا تفادينا أمس الكلام لكي تبرد القلوب والعقول بعد النكسة الجديدة، لكي يكون للقول بعض المعنى حقا، ولا يكون مجرد اجترار لعبارات التعبير عن الخيبة، وترديدا لما ألفنا جميعا أن نقوله بعد كل هزيمة، علما أن هزائمنا كثرت بحمد الله ورعايته وهو الذي لايحمد على مكروه سواه.
في التالي نقاط أساسية لفهم ماوقع، بعيدا عن حديث من يفهم ومن لا يفهم في الموضوع الكروي المعقد حقا في المغرب حد السهولة المطلقة.
أولا: جامعة كرة القدم في شكلها الحالي. هذه الجامعة يجب أن يمتلك أهلها القليل من النخوة وحب الذات لكي يقدموا استقالاتهم فورا، ويلتزموا أمام الشعب المغربي بعد التقدم لأي مسؤولية كروية أبدا. أناس مثل الفاسي الفهري وعالم وغيبي وناجم والنيبت والبقية، بما يعني كل طاقم الجامعة الحالي يجب أن يراعي مشاعر المغاربة بعد أن جرب في كرتنا المحلية كل أنواع التجارب الممكنة وغير الممكنة، وأوصلنا اليوم إلى القناعة التي لطالما قلناها ورددناها: فاقد الشيء لا يعطيه، وهؤلاء الذين عهد إليهم بتسير كرة القدم المحلية تمكنوا من الوصول بنا جميعا إلى مصيبة حقيقية لن نبدأ في إصلاحها مادام وجه أي واحد منهم متصدرا للمشهد الكروي المحلي.
ثانيا: مدرب المنتخب المغربي الحالي. مدربنا اليوم رجل يسمى رشد الطاوسي اختار المراهنة بل المقامرة بمستقبله الكروي من خلال تحقيق حلمه الأول والكبير بتدريب المنتخب المغربي حتى وإن لم تتوفر له ظروف تدريب ملائمة، وحتى وإن لم يتوفر هو على مؤهلات تمكنه من تولي هذا المنصب الأكبر منه بكثير.
صديقنا رشيد الطاوسي حاول بمايمتلك من قدرات _علما أنها قليلة فعلا_ أن يفعل شيئا، لكن وأمام انعدام الشخصية وضعفها الذي جعله يقبل مثلا لا على سبيل الحصر بأن يكون مساعده وليد الركراكيي متوفرا على عقد بسنتين فيها عقده هو لا يتعدى السنة الواحدة، وصل اليوم إلى الباب المسدود، خصوصا وقد ارتكب خطأ خرافيا وهو يستمع لبعض الجهلاء من الصحافة الرياضية الذين يكتبون ويقولون ما يقال لهم أن ينقلوه إلى الناس، والذين طالبوا بالاعتماد على اللاعب المحلي وإن كان غير جاهز, وإن كان غير مستعد للقاءات دولية، وهو ما رأيناه بالملموس يوم الأحد الماضي حين تأكدنا مرة أخرى أن دوريا مثل الدوري المغربي الأعرج لا يمكنه أن ينتج لاعبين حقيقيين مهما غيرنا التسميات لهذا الدوري من البطولة برو إلى البطولة “برو برو”
ثالثا: فرقنا المحلية. من الرجاء إلى الوداد, ومن الجيش إلى المغرب الفاسي، ومن الفتح الرباطي إلى المغرب التطواني ومن أول ناد في المغرب إلى آخر ناد فيه، مكان هذه الأندية الحقيقي اليوم هو برنامج الرياضية الشهير “هواة”. ومن يقولون كلاما غير هذا منافقون لا يفقهون في الكرة أولا مثلما تمارس في العالم، ويريدون إبقاء الوضع على ماهو عليه لأنهم يستفيدون منه.
وحين نسمع بعض علمائنا الفارغين يضحك من دوريات في الخليج ويعتبرها مقبرة للاعبين ومكانا يشتري بالمال أسماء كبيرة من أجل أن يستقدمها لقتلها لديه، نذكر هؤلاء التافهين أن المغرب الذي أدمن الكلام طيلة هذه الفترة لن يكون قادرا على هزم منتخب مثل منتخب الإمارات الذي فاز بكأس الخليج الأخيرة وقدم كرة حديثة ورائعة، ولن يفوز حتى على قطر التي انتصرت على مصر بجلالة قدرها بثلاثية تشبه ثلاثية تانزانيا فينا، ولن يستطيع مجاراة أي فريق خليجي اليوم.
رابعا: صحافتنا الرياضية. أحسن فعلا الزملاء في راديو مارس يوم الاثنين الفارط وهم يصفون خلال برنامج “ديما مارس” لأسامة بنعبد الله صحافتنا الرياضية بأنها “رديئة ودون كفاءات”. لن نعمم ونحن نعرف أن لدينا أقلاما نقية لكن الغالب الأعم مصيبة حقيقية. وأحد المتدخلين في البرنامج المذكور قال إنه جلس مع رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري لمدة ساعة ونصف وأقنعه بمرافقة هاته الصحافة الرياضية ودفعها نحو احترافية مطلوبة لكي تكون قادرة على مخاطبة الرأي العام في موضوع حساس مثل الكرة نعرف أن الكل يريد الإدلاء بدلوه فيه، لكن علي لم يفهم ومن سيأتون بعده إلى جامعة الكرة لن يفهموا دور الصحافة الفعلي، وسيحافظون لها على “تحياحت” التي تصنع مصلحتهم، والتي تضمن لهم الاستمرار.