نفى الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، بشكل قاطع أن تكون حشرات “بق الفِراش” المنتشرة في الآونة الأخير بشكل سريع في فرنسا، ناقلةً للأمراض والأوبئة، في وقت تُروّج فيه عدد من منصات التواصل الاجتماعي، معلومات مُضللة، من أن هذا النوع من الحشرات قد ينقل أمراضًا مُعدية وخطيرة، مثل الكبد الفيروسي أو داء المناعة المكتسبة السيدا.
ووفقا للدراسات العلمية، يقول الدكتور حمضي في تصريح خصّ به موقع كيفاش : “إن حشرات بق الأفرشة لا تنقل الأمراض من إنسان لإنسان، ولا تُصيب بالعدوى لا البكتيرية أو الفيروسية أو حتى الطُّفيلية من إنسان مصاب إلى إنسان آخر”.
وبالنسبة لتأثيرها الصحي، قال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية،: “التأثير ديالها هو العضّ اللي كيعطي تهيّج في الجلد، وكاتبعو الحكة الشديدة، وِيلا عدد الحشرات من هاد النوع كثير في المنزل، المشكل يتفاقم وتقدر تظهر بسببها التهابات أو التقرحات الجلدية”.
احتياطات الأفراد قبل الدول
وبعد أن وصف الدكتور حمضي”بقّ الفراش” بـ الوباء، لم يستبعد قدرته على الانتشار في بلدان أخرى غير فرنسا، قائلا:” إن احتياطات الأفراد خاصها تكون قبل من احتياطات الدول، هاد النوع من الحشرات يقدر يدخل للمنزل بسبب باب قديم ولا مكتب قديم، وكيقدر ينتقل للمنازل من صاك ديال مسافر أو من شي أوطيل”.
وأضاف، أنه من مُسببات انتشار حشرة الأفرشة السريع، هو ظهور سلوكيات جديدة في عدد من الدول الغربية، وهو ما يفسّر بشكل أو بآخر انتشارها في فرنسا، منها الميل من الناحية البيئية والثقافية، إلى اقتناء الأثاث المنزلي القديم، و”الروسيكلاج”، بإعادة استعمال عدد من المواد خصوصا الخشبية منها، مثل الأبواب والأقمشة “واللي تقدر تكون عاااامرة حشرات”.
من جهة أخرى، يؤكد الخبير أن “السفر الدولي انتشر بزاف وأصبح في المتناول، وكيقدر يكون بقّ الأفرشة غير في بلاصة وحدة في العالم، وينتقل إلى دول أخرى بكل سهولة”.
التأثير النفسي الكبير
وتابع أن التأثير الكبير لهذه الحشرات الصغيرة يكون نفسيا: “الناس اللي كيكون عندهم في الدار البقّ وكيديرو محاولات باش يتخلصو منها وما كيقدروش، وكيشوفو هاد النوع من الحشرات في الحيوط ديالهوم وفي الفراش ديالهوم، وكيشوفو حتى البقايا ديالها، كيولي عندهم مشكل نفسي أكثر منه عضوي”.
وعن أسباب ظهور حشرة البق المنزلي في فرنسا، قال: ” الموضوع ماشي ديال أسبوع أو عشرة أيام، المبيدات الحشرية كانت قضات على هاد النوع من الحشرات تقريبا قبل سبعين سنة، ولكن هادي سنوات بدات كاترجع هاد الحشرة، لكندا والولايات المتحدة الامريكية في التسعينيات، ولكن بقوة هادي 15 سنة رجعت لدول منها فرنسا”.
واش المبيدات ما كافياش؟
وعن فعالية المبيدات الحشرية أمام حشرة بق الأفرشة، قال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي: “مابقاش الاستعمال ديال المبيدات اللي كانت فعالة جدًّا، وسبق المنع ديالها، واللي بقاو هوما المبيدات اللي كاتستعمل في العالم ككل ولجميع الحشرات، وهاد البق ديال الأفرشة اكتسب أيضا مناعة ضد هذه المبييدات”.
فين واصلة هاد الحشرة في فرنسا؟
وقال المتحدث: ” فرنسا فيها دراسة للفترة ما بين 2017 و2022، كاتقول باللي فهاد المدة ديال خمس سنوات، حوالي 11 في المائة من الأسر الفرنسية كانت كاتعاني من مشكل البق ديال الأفرشة، بمعنى أُسرة من عشرة أسر كلها متضررة”.
وتشير دراسة أخرى فرنسية، يضيف المتحدث، أن : “400 ألف مكان في فرنسا لقاو فيه حشرات البق ديال الأفرشة في سنة 2018 وهذا رقم كبير بزاف، ولكن اللي أكبر منه أن 400 ألف هو الضِّعف ديال اللي لقاو في 2017، أي أن هناك انتشارا كبيرا وسريعا في فرنسا لهذه الحشرة وهادشي كيتزاد سنة على أخرى”.
