دق المهندس محمد بنعبو، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة ناقوس الخطر بخصوص النقص الكبير في الموارد المائية الذي تسجله سدود وأحواض المملكة.
ووصف محمد بنعبو، في اتصال هاتفي مع موقع “كيفاش”، الوضع المائي الحالي في المغرب بـ”المقلق جدا”، وأضاف: “اليوم نسبة ملئ السدود الوطنية لا تتعدى 38 بالمائة، ومعظم الأحواض المائية وأكبرها، تعيش على وقع إجهاد مائي كبير، في مقدمتها حوضي أم الربيع وأبي رقراق، مع العلم أن هذه السنة الخامسة التي نعيش فيها على وقع الجفاف”.
أزمة عطش
وأرجع الخبير في المناخ الأزمة المائية التي يعيشها المغرب حاليا، للتأخر الكبير في التساقطات المطرية على امتداد السنوات الخمس الماضية، إلى جانب الإجهاد المائي الكبير الذي تعيش على وقعه كبريات الحواضر.
وأبرز المتحدث ذاته، أنها مؤشرات تهدد بحدوث نقص في صبيب المياه خلال الفترة الصيفية المقبلة، خاصة في محورالدار البيضاء مراكش.
الحل
ودعا خبير التنمية المستدامة إلى ضرورة استدامة الموارد المائية في بلادنا، واستعمال هذه المادة الحيوية بترشيد وعقلانية.
كما دعا إلى ما أسماه “التضامن” بين الجهات، عبر تسريع الربط بين الأحواض المائية، خاصة مشروع الربط بين الأحواض المائية لسبو وأبي رقراق وأم الربيع، وتحدث أيضا عما أسماه “التضامن بين المواطنين”، خاصة في المدن الكبرى لترشيد استهلاك المياه.
النهر “العظيم”
وبالعودة إلى مشروع الربط بين الأحواض المائية لسبو وأبي رقراق وأم الربيع، قال الخبير بنعبو إنه “نهر عظيم”، سيربط بين سبو وأبي رقراق وأم الربيع من أجل تحقيق الأمن المائي والغذائي لساكنة المدن الكبرى خاصة مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش، واعتبر هذا المشروع هيكليا من شأنه أن يجنب مدنا عديدة شبح العطش.
يذكر أن جلالة الملك محمد السادس، ترأس أمس الثلاثاء، جلسة عمل خصصت لتتبع البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027.
وخلال هذه الجلسة، قدم وزير التجهيز والماء نزار بركة عرضا بين يدي جلالة الملك حول الوضعية المائية وتقدم تنفيذ مختلف مكونات هذا البرنامج.
وتمت الإشارة في هذا الإطار إلى تسريع مشروع الربط بين الأحواض المائية لسبو وأبي رقراق وأم الربيع، حيث يتم حاليا إنجاز الشطر الاستعجالي لهذا الربط على طول 67 كلم؛ وبرمجة سدود جديدة، وتحيين تكاليف حوالي 20 سدا يتوقع إنجازها، والتي ستمكن من الرفع من قدرة التخزين ب 6.6 مليار متر مكعب من المياه العذبة؛ وتسريع مشاريع محطات تحلية مياه البحر، والرفع من حجم إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، فضلا عن تعزيز التزود بالماء الصالح للشرب في العالم القروي.
من جهة أخرى، وبالنظر إلى الوضع المناخي والمائي الذي أثر بشكل سلبي، على سير الموسم الفلاحي وتوفر المراعي، أعطى جلالة الملك تعليماته للحكومة لتفعيل الإجراءات الاستعجالية لبرنامج مكافحة آثار الجفاف، حيث تم لهذا الغرض تخصيص ميزانية تصل 143 مليار درهم.
وحث جلالة الملك القطاعات والهيئات المعنية، إلى مضاعفة اليقظة في هذا المجال الحيوي، والتحلي بالفعالية في تنفيذ المشاريع المبرمجة وفقا للجدول الزمني المحدد.
