حفصة الحجام-صحافية متدربة
يحيي المغاربة شهر رمضان بكثير من العادات والتقاليد، منها ما هو متداول بين العديد من الدول العربية، ومنها ما هو أكثر خصوصية، مثل عادة “حق الملح”، وهي قيمة من قيم المغاربة الأصيلة، متأصلة في الثقافة المغربية، تحيل على أخلاق الكرم والعطاء والوفاء بين مكونات المجتمع عامة وبين أفراد الأسر.
“حق الملح” عادة مغربية يكتنفها اعتراف وتقدير لتضحيات النساء خلال شهر رمضان، حيث يقدم رجال الأسرة هدايا لهن أواخر شهر رمضان الفضيل أو صبيحة يوم العيد كنوع من العرفان.
ومن المعروف أن الملح في المغرب يحيل إلى “العشرة” فدائما تسمع عبارة “شركنا الملح والطعام” مما يشير إلى دور مشاركة وتقديم الطعام وفق العادات المغربية في توطيد العلاقات الاجتماعية، والعشرة هنا هي سنين الحياة التي جمعتهم بحلوها ومرها، بمعنى أن هذه الهدية هي بمنزلة اعتراف بحق العِشرة.
عرفت هذه العادة عند جميع سكان شمال إفريقيا؛ لهذا نجد أن هناك اختلافا في التسمية بين الدول المجاورة كالجزائر وتونس وليبيا، فهناك من يطلق عليها حق الملح أو حق الطعام أو التكبيرة، وعلى الرغم من الاختلاف في التسمية فإن مضمونها يظل نفسه.