• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 14 سبتمبر 2021 على الساعة 08:30

تراث برلماني عالمي.. عبد الواحد الراضي برلماني لم يغادر مقعده منذ 1963

تراث برلماني عالمي.. عبد الواحد الراضي برلماني لم يغادر مقعده منذ 1963

“يوجد في البرلمان 394 مقعدا زائد عبد الواحد الراضي”، هذا ما جاء في تغريدة من بين آلاف التغريدات التي تفاعل من خلالها المغاربة مع نتائج الانتخابات الشاملة التي نظمت في المغرب، يوم الأربعاء الماضي.

والمقصود بهذه التغريدة هو “شيخ البرلمانيين” المغاربة الذي لم يغادر مقعده النيابي منذ انتخابه في أول برلمان مغربي عام 1963.

وللولاية الحادية عشرة على التوالي، تم انتخاب الزعيم اليساري عبد الواحد الراضي عن دائرة سيدي سليمان (غرب المغرب)، التي تمنحه صوتها منذ أزيد من خمسة عقود ليصبح ممثلها “الدائم” في البرلمان.
وينحدر الراضي من عائلة قروية تعد من أعيان المنطقة، وقد انخرط في العمل السياسي في حقبة كان فيها هذا المجال مقتصرا على أبناء المدن والحواضر.

تراث برلماني عالمي

ولا يشكل قيدوم البرلمانيين (87 سنة) ظاهرة سياسية فريدة، على صعيد المغرب فحسب، بل يعتبر أقدم برلماني في العالم. وقد صنفته منظمة اليونسكو عام 2019 تراثا برلمانيا عالميا لكونه الأكثر مكوثا في المنصب، في تاريخ البشرية.

ويمتد التاريخ السياسي لـ”المعمر” البرلماني لعقود طويلة، انطلقت منذ مغرب ما قبل الاستقلال، ضمن صفوف الحركة الوطنية التي ناضلت ضد المستعمر الفرنسي. قبل أن يسهم في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشبعية، الذي شكل التيار اليساري المنشق عن حزب الاستقلال.

وقد خاض الشاب باسم الحزب الوليد أول انتخابات تنظم في المغرب، وكان ذلك عام 1963، حيث نجح في الحصول على مقعد نيابي في أول برلمان منتخب في تاريخ البلاد. وكان الراضي حينها في سن السادسة والعشرين، حيث اعتبر أصغر نائب برلماني.

ومنذ ذلك الحين لم يغادر الراضي مقعده النيابي، حتى صار يلقب بشيخ البرلمانين.

سياسي مخضرم بقبعة النقابي والأستاذ

وقد تقلد الزعيم اليساري عدة مناصب في السنوات الـ58 التي قضاها تحت القبة، حيث ترأس مجلس النواب لمدة تزيد عن عشر سنوات.

كما تقلد مناصب وزارية بحيازته حقيبة التعاون في عهد الملك الراحل الحسن الثاني وحقيبة العدل في عهد العاهل الحالي الملك محمد السادس وكان ذلك عام 2007.

وعلى المستوى الحزبي، تقلد الراضي مناصب عدة إلى أن تولى قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عام 2008.

وإلى جانب المقعد البرلماني، شغل خريج جامعة السوربون، مقعدا في جامعة محمد الخامس بالرباط والتي درس بها شعبة علم النفس الاجتماعي، بعدما تتلمذ على يد نخبة من المتخصصين الفرنسيين في هذا المجال.

وقد داع صيته البرلماني خارج المؤسسة التشريعية المغربية، حيث انتخب الراضي رئيسا للاتحاد العالمي البرلماني قبل عشر سنوات. كما تولى رئاسة “مجموعة العمل حول السلم والأمن في الشرق الأوسط”.

التشبث بالكرسي السياسي

ورغم التدرج بهذه المناصب المختلفة، لم يفكر الراضي يوما في الاعتزال من العمل البرلماني. وحسب مراقبين فلا أحد على الصعيد العالمي نافس شيخ البرلمانيين في التشبث بالمقعد السياسي سوى الرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو الذي ظل في السلطة منذ العام 1959 وحتى 2008 قبل أن يعلن عن عدم رغبته في الترشح لولاية جديدة.

أما الزعيم اليساري المغربي، فلا يزال مصرا على التشبث بمقعده البرلماني، وهو في سن السابعة والثمانين. وقد جعله هذا الإصرار يتعرض لانتقادات بشأن رفضه تسليم المشعل للخلف.

ويرى بعض شباب المنطقة التي تنتخب الراضي، أن الأخير يقف “بثقله عائقا” أمام فرص الشباب للوصول إلى البرلمان.

وفي تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” يؤكد أحمد المستغفر وهو من أبناء سيدي سليمان أن شيخ البرلمانيين لا يؤمن بفكرة التناوب السياسي، رغم أنه كان من أبرز الشخصيات اليسارية التي رتبت العلاقة والحوار بين الملك الراحل الحسن الثاني واليسار المغربي، وهو ما تمخض عنه انبثاق ما سمي بحكومة التناوب في التسعينيات، وهي التجربة التي فتحت الباب، ولأول مرة، أمام مشاركة المعارضة اليسارية في الحكم.

“المغرب الذي عشته”

وفي كتاب أصدره قبل أربعة أعوام، يحكي السياسي المخضرم عن جزء كبير من تاريخ المغرب وتحولاته منذ ثلاثينيات القرن الماضي وإلى حدود دستور 2011 مرورا بالأحداث الهامة والصراعات التي كان أحيانا جزءا منها، حيث كان من اليساريين الذين تعرضوا للاعتقال.

وفي السيرة التي تحمل عنوان “المغرب الذي عشته” يحكي الرجل بالتفصيل عن الأدوار التي لعبها كحلقة وصل بين القصر واليسار في عز تأزم العلاقات بين الجانبين.