جواد الطاهري
الانتخابات الجماعية والجهوية، التي عاشتها بلادنا الجمعة الماضي (4 شتنبر)، أحدثت زلزالا سياسيا كبيرا، رغم كونها بوأت حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال المرتبتين الأولى والثانية على التوالي، غير أن ملاحظين أجمعوا على كون حزب العدالة والتنمية هو الرابح الأكبر في هذه الاستحقاقات.
الحسان بوقنطار، أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس في الرباط، قال، في تصريح خص به “كيفاش”، إن البيجيدي حقق انتصار نوعيا يوم 4 شتنبر، رغم تموقعه ثالثا، لأنه حصد أزيد من مليون ونصف مليون صوت انتخابي، وضاعف غلة 2009 ثلاث مرات.
بوقنطار حاول وضع تفسيرات لما أسماه “الاكتساح” الكبير الذي حققه حزب المصباح، متسائلا: “هل يتعلق الأمر بتزكية للسياسة الحكومية التي مارسها الحزب الحاكم مع حلفائه خاصة أن المعارضة التي حاولت أن تجعل من الاقتراع (المحلي) نوعا من المحاسبة التي نهجها حزب المصباح في الحكومة؟ أم يمكن قراءة الأمر على أنه نوع منالزحف للقوى المحافظة على المدن الرئيسية، مقابل تراجع ما يسمى القوى الحداثية التي بقيت متقوقعة ومحصورة في القرى والأرياف؟ أم يتعلق الأمر بما يحلو للبعض أن يسميه الظاهرة البنكيرانية نظرا لجمعه بين رئاسة الحكومة والأمين العام لحزبه؟”.
أستاذ القانون العام قال إنه على ضوء ما أفرزته انتخابات 4 شتنبر، فإن أحزاب المعارضة مطالبة بمراجعة سياساتها، خاصة فيما يتعلق بموقفها من حزب إخوان ابن كيران. مراجعة اعتبرها بوقنطار ضرورية، خصوصا أننا على بعد سنة على الاستحقاقات التشريعية.
وتساءل بوقنطار: “هل ستشكل الانتخابات الجماعية والجهوية بنتائجها المعلنة نسخة لما ستعرفه الانتخابات البرلمانية؟”. الجواب، على لسان المتحدث، هو أنه “علينا التريث في انتظار ما ستسفر عنه مفاوضات تشكيل مجالس الجماعات ومجالس الجهات”.
