أكد العمراني بوخبزة، عضو لجنة النموذج التنموي، أن اللجنة اشتغلت بدون تحفظات ولا خطوط حمراء طيلة مدة اشتغالها على انجاز التقرير العام الذي تم رفعه إلى الملك، مشددا على أن ما تضمنه هذا التقرير لا يمكن انجازه بعصى سخرية وإنما بدولة قوية ومواطن حر ومستقل.
لا تحفظات ولا خطوط حمراء
وقال العمراني، خلال استضافته في برنامج “بدون لغة خشب” ، أمس الجمعة (4 يونيو)، على إذاعة “ميد راديو”، إن اللجنة اشتغلت على جميع المواضيع دون أي تحفظات، وذلك بناء على توصية الملك، قائلا: “ما خليناس شي حاجة ما تناولناهاش، لأن الملك أوصى بالجرأة، وهذه الكلمة أطلقت العنان لنا للإشتغال””.
وأضاف الأستاذ الجامعي: “حنا سبقنا الملك وكان جريء فخطاباتو، وقال داك الشي اللي كيقولوه المغاربة فالقهاوي، وتحدث على الفساد والريع، وسول سؤال كبير أين الثورة؟، فاش كتسمع هاد الخطاب من أعلى سلطة ما كاين علاش يكون التحفظ”، مشددا على أن اللجنة تضم “بروفيلات ما تقدرش تلجمها ولا تجعلها محافظة، وكان الاشتغال بحرية مطلقة”.
كما أكد بوخبزة أن اللجنة اشتغلت دون أية خطوط حمراء، معتبرا أن “الخطوط الحمراء هي اللي خلات المغرب يتعثر”، مستدركا “الحرية لا تعني التحرر من الثوابت، المغرب ماشي دولة جديدة، المغرب عندو ثوابت وقيم، وحنا كلجنة نشتغل بناء على طلب الملك، وفي إطار دولة المؤسسات في اطار الدستور”.
الحل ماشي بعصى سحرية
واعتبر المتحدث أن تقرير اللجنة جاء خاليا من أية مساحيق تجميلية، لغة ومضمونا، مشيرا إلى أن لم يخفي شيئا في تشخيصه، وقال: “كاينين حوايج اللي ما فيها ما تخبي، الفساد كاين والريع كاين وجيوب مقاومة التغير، وما يمكنش نقولو بأن كلشي كيتقال بشكل مباشر، واللي غيقرا التقرير خاصو يقرا ما بين السطور، الوثيقة ما موجهاش لطرف واحد، موجه لجميع فئات المجتمع المغربي وحتى للخارج… وكان مجهود كبير في اختيار القاموس اللي استعملناه في التقرير، وهو موجه لجهات متعددة”.
ولفت ضيف “بدون لغة خشب” إلى أن عمل اللجنة لم يخلو من تشنجات بين أعضاء اللجنة “اللي عندهم توجهات وقناعات مختلفة”، يقول بوخبزة، موضحا أن منهجية اشتغال اللجنة “ما كانتش سهلة، وكوفيد سهلات علينا مؤمرية الإقناع، وحتى واحد ما غيتزايد علينا يقول لينا أن التعليم أو الصحة ماشي أولوية وأن السياحة والفلاحة خاص يتعاد فيها النظر، الآن كنهضرو على السيادة الاقتصادية حيت بان أن أزمة كوفيد ماشي عابرة وممكن تجي أزمة مماثلة، وفالعالم بانت النزعة الفردانية وشفنا دول تمارس البلطجة، هادا كيعني أن الدول والعالم ما بقاش فيه داك الشي ديال دولة صغيرة، والمغرب من حسن حظيه لقى راسو بفضل داك الشي اللي دار قدر يخرج بأقل الأضرار”.
وقال بوخبزة: هادا واقعنا ويلا ما نطلقناش منو كنا غنبداو نحلمو، وهاد المؤمرية اللي تعطاتنا ما فيهاش حيز للأحلام، فبالتالي حاولنا نوضعو الأساس باش نعالجو هاد الوضع، وهاد الشي ماشي بعصى سحرية، ولكن فيها الحاجة اللي ممكن تخلي هاد الناس يلقاو فيها راسهم”.
النساء والشباب
وعن الانتقادات التي وجهت للجنة بشأن “إغفال” النساء في تقريرها العام، قال عضو لجنة النموذج التنموي، “كاين نوع من الخطاب اللي كيروج فمرحلة الانتخابات منها هادو اللي كيبقاو يعمرو الشوارج على النساء”.
وأضاف: “وقع نقاش حول هاد النقطة، واش غنجيبو موضوع النساء ونناقشوه مستقل ولا العكس، وبما أنه كاين مواضيع مشتركة، هنا درناهم بجوج، وكنجبدو موضوع المرأة فجميع المواضيع، مثلا في إطار مغرب الإدماج ملي كنقولو إستقلالية المرأة راه فيها محاور متعددة، والتمكين الاقتصادي للمرأة، ومقاربة النوع، ومشاركة المرأة في الحياة السياسة، وهادي مشاريع دارت انجازات”.
وفيما يخص إدماج الشباب، كشف بوخبزة عن معطى “خطير”، يتعلق بكون “أزيد من 4 ملايين ونص من الشباب لا محل لهم من الإعراب، ما كاينين لا فمدرسة ولا فالتكوين ولا فالجامعة ولا خدامين ولا كيديرو شي نشاط رياضي”.
2035 غنكونو سالينا
وخلال اللقاء، أوضحت عضو لجنة النموذج التنموي أن اللجنة “ناقشت كيفاش غينعكس التقرير على الناس اللي هتمينا بهم، كاين مجموعة من الرؤى اللي تدارت ولكن ما كانش عندها نتائج، وسولنا علاش هاد الشي ولقينا أنه كنوضعو المخططات وما كنديروش ليها التقييم والتتبع وما كتتقاطعش مع المخططات السابقة”.
لذلك، يضيف المتحدث، “كان الجديد ديال اللجنة أنها جابت وثيقة مرجعية غيتبناها المجتمع، وقلنا أنه سيتم خلق آلية للتتبع والتقييم وتكون تحت وصاية الملك، باش ما تحلش محل الحكومة والمؤسسات الدستورية”، مردفا “الزمن الحكومي والزمن الاستشرافي شيء ووظيفة هذه الآلية استشارية ماشي تقريرية، وغتشتغل الى جانب المؤسسات، وما غنتجاوزوش الدستور”.
وفي هذا السياق، أوضح بوخبزة أن تنزيل النموذج التنموي “فيه ترتيب زمني، كاينة أمور فيها 2022 وأمور فيها 2025، كاين اللي وقع ليه خلط بأن النموذج ما غيتحقق حتى لـ2035 راه 2035 غنكونو سالينا”.
مجتمع قوي ومواطن ما خوافش
وقال بوخبزة إن لجنة النموذج التنموي تحدث عن ضرورة توفير الشروط لانجاح النموذج التنموي، وعلى رأسها وجود دولة قوية ومجتمع قوي ومواطن “ما خوفاش”.
وتابع: “دولة قوية مع مجتمع قوي، راه لكي نصل لأفق 2035 ما يمكنش تتحق يلا ما نطلقناش من هادا المنطلق ديال ديال دولة قوية يعني دولة المؤسسات، مؤسسات قوية بشرعيتها ووظائفها… وبغينا مواطن مغربي حتى يلا مشا على برا يراكم الخبرة ويرجع، مواطن مغربي اللي عندو من القدرات اللي تسمح ليه ماشي غي يسجل الحضور ولكن يبصم على دوره فالمجتمع، ما بغيناش مواطن خواف بغينا مواطن حر مستقل، ولكن يجعل المصلحة العام تعلو على كل المصالح”.
