• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 21 يوليو 2016 على الساعة 11:21

انحرها ولك الأجر!!

انحرها ولك الأجر!! رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

قد تبدو الكتابة عن واقعة تافهة مثل تجميد حساب على الفايس بوك أمرا غير ذي أهمية. هذا يحدث كثيرا، من باب التسلية أو على سبيل تصفية الحسابات الصغيرة، لذلك من الطبيعي أن يعتبر البعض العودة إلى هذا الموضوع مضيعة للوقت فحسب. قد يقول قائل: وزدتي فيه أصاحبي مالهم بلوكاو ليك الحساب ديال البانكة!
قد يكون في هذا القول بعض الحق، لأن أصحاب هذا الطرح، ربما، لا يرون في هذا الفضاء الأزرق إلا مجرد وسيلة لتقرقيب الناب و”التعناب”، بلغة الوقت، وبالتالي لا داعي إلى التهويل، فإقفال حساب، أو أكثر، على الفايس بوك ليس إزهاقا لروح عند الله عزيزة. جزء كبير من الرأي العام بحالو بحال البوليس لا يتدخل إلا “يلا سال الدم”!
في الواقع، الأمر أخطر من ذلك. هو أبعد ما يكون عن التسلية. لذلك لا بد من دق ناقوس الخطر: “وحش” مفترس خطير يتربى على الفايس بوك “المغربي”. وهذه الخطورة لم تظهر مع حملة التبليغ ضد بعض الحسابات التي تمت في الآونة الأخيرة، بل هي واضحة منذ سنوات.
كلما مر الوقت تضاعفت شراسة هذا “الوحش” الافتراضي. “وحش” يستمد وحشيته من الواقع، وقد يرد “الدين” إلى هذا الواقع فيعيد إليه هذه الوحشية، بعد تقويتها، بطريقة أخرى. “وحش” يقتات على كثير من العنف، والعلف، اللفظي، وعلى كثير من السطحية، وعلى كثير من الحقد اللامبرر، وعلى كثير من العدوانية غير المفهومة.
هنا نكتب من باب الانطباع لا أكثر. قد يكون ما نكتب محفوفا ببعض المبالغة، لكن التشخيص والتدقيق مهمة السوسيولوجيين، فيما هم غائبون. لا دراسات، ولا قراءات، ولا خلاصات. لأهل السياسة أيضا دور، لكن أغلبهم يفضل صب الزيت على النار في الفايس بوك، أو ترك الجمل بما حمل، خوفا أو اتقاء لشر لا يعلمون أين ومتى قد يبدأ وأين ومتى وكيف قد ينتهي.
السياسيون كانوا أول ضحايا الفايس بوك. وربما مع مرور الوقت سيتضح أن بعضهم كان ضحية “شطط” في استعماله من طرف البعض. لولا الفايس بوك لكان محمد أوزين في مكانه. ولولا الفايس بوك لكان الحبيب الشوباني وسمية بنخلدون تزوجا واحتفظا بالوزارتين. هل كان “حكم” الفايس في الحالتين عادلا؟ لا يمكن الجزم بذلك. وفي المقابل، يمكن القول، بعد أن مرت الزوابع، إن الجميع خضع للضغط، وأن “الغزوات” الفايسبوكية حركتها، في بعض الحالات، رغبة في التشفي تسكن جيشا من أصحاب “الهويات” المزيفة.
حملات التبليغ ضد بعض الحسابات الفايسبوكية، التي تمت أخيرا، تسير في هذا المنحى. الحقيقة التي يستسهلها الكثيرون هي أن قوة الفايس بوك صارت رهيبة مدمرة، لأن القوة لا تعني دائما أن أصحابها على حق، مثلما لا تعني أن ضحاياها شياطين بالضرورة! لهذا تحدثنا عن الشطط في استعمال الفايس بوك.
تبدأ الغزوات بتعاليق غارقة في السوداوية. أصحابها، وهم كثر، مستعدون لشتم أي كان في أي وقت كان ولأي سبب كان. تحول الأمر إلى توجه إقصائي. نوع جديد من “الجهاد”، له مفتيوه والمنظرون له والمنفذون، وله وسائله أيضا.
هذا مؤشر على عقلية متطرفة كافرة مكفرة تسربت إلى المغاربة. والتطرف والكفر ليسا دينيين بالضرورة. تطرف يبدأ ب”انشرها ولك الأجر”، وقد يتطور إلى “انحرها ولك الأجر”. ولكل في النحر طريقته!

‫#‏مجرد_تدوينة‬