• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 18 أغسطس 2016 على الساعة 19:09

القيامة!!

القيامة!! رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

في خطاب العرش الأخير، استعمل الملك كلمة “القيامة” للتعبير عن حالة نفسية، سلبية، تسود الطبقة السياسية في كل مناسبة انتخابية.
الملك، طبعا، دعا، ضمنيا، إلى أن لا يعطى للانتخابات أكثر من حجمها، وإلى النظر إليها على أنها “مجرد” محطة لاختيار ممثلي المغاربة، أو “خدامهم”، قياسا على عبارة “خدام الدولة” الشهيرة.
الانتخابات نقطة انطلاق فقط، وليست نقطة وصول مثلما يعتبرها الكثيرون. أما الواقع المغربي فعكس ذلك تماما. كثير من المجهود والتدريب، وربما المنشطات، من أجل الوصول، وبعد الوصول يرفعون شعار “باسم الله الرحمان الرحيم لعبنا مقابلة جيدة ولكن الحظ ما ساعدناش، وكنشكرو المغاربة على الدعم، المهم هو المشاركة…”.
على ما يبدو، نعيش “قيامة” جديدة بمناسبة انتخابات 7 أكتوبر، والمؤشرات على ذلك كثيرة للغاية. قد يجوز القول إن المغرب يعيش “قيامة” منذ نونبر 2011، وقبل ذلك بقليل. البعض يبشر بالجنة، والبعض يحذر من جهنم، والشعب واقف حائرا، منتظرا، بين مبشر ومحذر.
المبدأ العام الذي يحكم الانتخابات، بغض النظر عن التفاصيل، الصغيرة والكبيرة، التي تحكم طبيعتها الاستثنائية في المغرب، هو أنها فرصة لاختيار ممثلي الشعب و”خدامه”. انطلاقا من ذلك، المفروض أن تتركز “عروض” الأحزاب السياسية، في مخاطبة هذا الشعب، على التجاوب مع انتظاراته وهواجسه وأحلامه وأمانيه.
الأمر بسيط للغاية، والأسئلة سهلة للغاية. ماذا ستقدمون للشعب؟ هل من مدرسة؟ هل من مستشفى؟ هل من طريق؟ هل من شغل؟ هل من إدارة؟ هل من تأمين؟ هل من سكن؟ هل من قضاء؟ هل من كرامة؟ هل من عدالة اجتماعية؟ هل من حرية؟….
هذه هي الأسئلة. بسيطة. هل من مجيب؟
إلى حدود الآن، لا يبدو ذلك مضمونا. هم بدورهم، عوض أن يشرعوا في تقديم الأجوبة، ينخرطون في ترديد الأسئلة. هم أيضا ينتظرون من يجيب، أو من يملي عليهم الأجوبة، مثلما ألفوا، فإن كان الجواب صحيحا نسبوه إلى أنفسهم، وإن كان خاطئا قالوا إنا منه براء!
المعادلات السهلة (الصعبة) كثيرة، والمغرب في حاجة إلى الأكفاء الأذكياء القادرين على حلها، وليس إلى القادرين على الصراخ، المتفوقين في فنون الكلام، المبدعين في تقنيات البوليميك.
ولأن “النهار الزين كيبان من صباحو” لا يظهر أن محطة 7 أكتوبر المقبل ستختلف عن سابقاتها. الاختلاف قائم على مستوى السياق والشكل والبهرجة والأضواء، بالتأكيد، أما على مستوى مضمون الانتخابات وطبيعة الخطاب السياسي الرائج فلا يبدو أن الأمر يختلف عن محطة نونبر 2011. كل ما زاد وانضاف هو كمية البهارات التي يضعها الفاعلون السياسيون في هذا “الطاجين”.
صحيح أن الأحزاب السياسية لم تكشف برامجها الانتخابية بعد، لكن لا يظهر أن الأمر سيختلف عن السابق. نسبة نمو في حدود… ونسبة عجز في حدود… وكذا ألف منصب شغل… وكثير من الكلام الخشبي المتشابه الذي لا تفرق بينه، بين حزب وآخر، غير ألوان المنشورات.
الأحزاب نفسها لا تصدق برامجها، ولا تضعها إلا من باب الاستئناس. للضرورة فحسب.
المؤسف في الحكاية المغربية أنه عوض أن تدور المعارك الانتخابية، بمفهومها النبيل، حول إثبات القدرة على “خدمة” الشعب، وتقديم البرامج والمخططات القابلة للتحقيق، يتبارى الفاعلون (ويتباهون) حول القدرة على إحراج الخصوم. يتعاملون كما لو أن الشعب “سيأكل” ضحكات عبد الإله ابن كيران، أو “سيتعلم” في بورجوازية نبيلة منيب، أو “سيعالج” في دهاء إلياس العماري، أو “سيمشي” على “توبة” حميد شباط… أو سيذهب إلى السوق أو محطة البنزين ويؤدي المقابل بشرح آخر التحليلات في نظرية “التحكم” والدولة العميقة”.
الشعب في واد والنخبة في واد. وإن استمرت في التصرف بهذا الشكل، والنظر إلى الشعب على أنه مجرد كومبارس، ستنتهي إلى لعب مبارياتها بدون جمهور، وهي، فعلا، في الطريق إلى ذلك.
يا أهل السياسة انتبهوا.. الهضرة ما تشري خضرة!!

#مجرد_تدوينة