• صحافي جزائري: تصريحات تبون سوقية تؤكد أنه لا يمتلك ثقافة رجل الدولة!
  • مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
عاجل
السبت 19 مايو 2018 على الساعة 16:30

العيالات علاش قدات (3).. مّي عائشة “الأم تيريزا” المغربية

العيالات علاش قدات (3).. مّي عائشة “الأم تيريزا” المغربية

جواد الطاهري

سنة 2007، أصيبت بالسرطان، لم تتقبله ودخلت في حالة اكتئاب، لكن ليس بحجم الاكتئاب والحزن الذي انتابها لما قالوا عنها “زنديقة” تشجع على الفساد والرذيلة، كان ذلك العام 1998 لما ترافعت إلى جانب سعيد السعدي في حكومة اليوسفي عن مشروع لإدماج المرأة اقتصاديا واجتماعيا، ولما طالَبت بأن يشمل المشروع الأم في وضعية صعبة والطفل، ولما تحدثت عن الأمهات العازبات والخادمات وزنا المحارم وغيرها من القضايا الاجتماعية التي تعتبر “طابو”.

بلعت عائشة الشنا لسانها وصامت عن الكلام، انزوت في منزلها رفقة زوجها وأبنائها لمدة إلى أن اتصلت بها زوجة إبراهيم السرفاتي مواسية، ومستشارة الملك آنذاك الراحلة زليخة الناصري مطمئنة: “حنا معاك، واصلي نضالك”.

في يوليو 2004، كان الجو حارا، رن الهاتف، فإذا بالمتحدث “سيدي محمد السادس”، تقول عائشة الشنا في أحد حواراتها الصحتفية. بعد الارتباك لملمت نفسها، وحينها أخرجت جملتها الشهيرة مخاطبة عاهل البلاد “الله يرحم الكرش اللي ولداتك آسيدي”. ضحك الملك وقال لها، تروي مي عائشة، “اليوم فالعشية غادا توصلك شي حاجة”.

100 مليون سنتيم وصلت من القصر لفائدة جمعية “التضامن النسوي” التي ترأسها السيدة الشنا التي يصفها البعض بـ”الأم تيريزا” المغربية، وهي بالنسبة إلى البعض الآخر الفاعلة الجمعوية الأكثر تقديرا في المغرب، بينما يلقبها الكثيرون ببساطة “مي عيشة”.

ذاقت مرارة اليتم والحرمان، دفاعها عن الأمهات العازبات جعلها مثار انتقادات، ووصل الأمر إلى حد هدر دمها، لكن السند الذي تلقته من الملك الشاب، والدعم الذي وصلها من كل صوب وحدب جعلها تكمل الرسالة، ولو بجسد أنهكه السرطان.

أصبحت رسالتها تحظى بالتقدير في الخارج كما في الداخل، وغدت جمعيتها ملجأ لفتيات في مقتبل العمر تحملن أطفالا غير معترف بهم، بل مشتلا لمشاريع لإدماج هذه الفئة “المنبوذة” من المجتمع حتى تحصل على استقلالية مادية.