خرج عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مرة أخرى، من عزلته الطويلة، والتي دخلها بعد إعفائه من تشكيل حكومته الثانية، ومنعه من تولي قيادة حزب المصباح لولاية ثالثة، بعد حرب باردة، ومعلنة، طويلة، بين أنصاره والمنتسبين إلى ما عرف بـ”تيار الاستوزار”.
الطالبي العلمي
واستهل ابن كيران كلمته، أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية في الخارج، الذين استقبلهم أمس الأحد (14 يناير)، في منزله في الرباط، بالهجوم على رشيد الطالبي العلمي، المسؤول الحكومي والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، بسبب تصريحات الأخير، التي اتهم فيها حزب المصباح بخدمة أجندة تسعى إلى تخريب البلاد.
وقال ابن كيران، متحدثا عن الطالبي العلمي دون ذكره بالاسم: “هاداك ما كيحشمش، وما عندوش مصداقية، ويقوم بتكرار تجربة الأشخاص الذين سبقوه، في خدمة الأجندة التي تعمل على تصفية حزب العدالة والتنمية، لكنه سيخسر كما خسروا من قبل”، مضيفا أن “الاتحاد الاشتراكي الذي حاول تحميل البيجيدي مسؤولية تفجيرات الدار البيضاء، منذ ذلك الوقت وهو في تراجع”، حسب قوله.
الملكية البرلمانية
وعرج ابن كيران على مطلب الملكية البرلمانية الذي يثيره سياسيون وحقوقيون، ومن ضمنهم المصطفى الرميد، المسؤول الحكومي والقيادي البارز في حزب العدالة والتنمية، وعبر عن رفضه التام له، وأكد أنه ضد أن يكون الملك يسود ولا يحكم، “ومن يريد الملكية البرلمانية خاصو يقولنا أشنو باغي بالضبط”.
وأوضح المتحدث أن “الملكية البرلمانية التي يسود الملك فيها ولا يحكم، المغاربة ما عندهم ما يديرو بها”، معتبرا في الآن ذاته أن “الكثير مما يقال عن الملك غير لائق ويحتاج إلى تدخل من أجل إحاطة مقامه لما له من خصوصيات معنوية ومادية بالاحترام والتوقير الذي يتوجبه، من أجل صيانة الاستقرار الذي يعيش فيها المغرب”، حسب قوله.
ماء العينين
وعاد ابن كيران ليعلق على الصور الباريسية المنسوبة إلى البرلمانية أمينة ماء العينين، مجددا موقفه الداعي إلى احترام الاختيارات الشخصية، بما فيها الحجاب، “لأن ذلك من صميم الدين الإسلامي الذي جاء بالحرية كمبدأ أساسي، وبالتالي لاش بعض الإخوان مّحنين مع بناتهم اللي ما تيبغيوش يلبسو الحجاب؟ خليوهم على خاطرهم”.
وأورد االمتحدث أن بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية استغلوا أزمتها المتعلقة بالصور الباريسية بـ”نذالة”، وقاموا بتصفية حساباتهم معها، لأنها، حسب قوله، من “النساء اللامعات” في السياسة في المغرب، إلى جانب نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد.
وأوضح أن ماء العينين تتعرض “لاستهداف من طرف خصوم العدالة والتنمية، وأعضاء من الأخير، ولو كان شرع الله يطبق لكان الأشخاص الذين عملوا على نشر صورها لاقوا عقابهم، لأن ما فعلوه يدخل في جريمة التجسس المحرمة، وعلى كل حال حنا ما شغلناش تلبس الرومي ولا اللي بغات”، يردف ابن كيران.
المثلية والأمهات العازبات
وكشف ابن كيران أنه، رغم استنكاره للمثلية الجنسية، إلا أنه لا يتدخل في اختيارات الأشخاص، فـ”التحريم الإلهي شيء، والمنع المجتمعي شيء آخر، ولذلك يجب التفريق بينهما”، مبرزا أن الإفرازات التي تنتجها هذه الظواهر وما يشبهها يجب أن تحظى ببعض العناية من الدولة، من أجل معالجتها.
ومثَّل ابن كيران بقضية الأمهات العازبات، واقترح أن تخصص لهن الدولة بعضا من ماليتها على غرار النساء الأرامل، لأنهن بدورهن ضحايا بشكل ما، داعيا إلى معاملة أبناء الأمهات العازبات بالاحترام التي يلزمهم، “لأنهم أطفال أبرياء”، على حد تعبيره.
