• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 07 أكتوبر 2019 على الساعة 21:00

الدين اختيار فردي والأمن الروحي “مسخرة”.. التَّدين المغربي يخنق الحرية الفردية

الدين اختيار فردي والأمن الروحي “مسخرة”.. التَّدين المغربي يخنق الحرية الفردية

أعادت خرجة النائب البرلماني عمر بلافريج النقاش حول الحريات الفردية في المغرب، خاصة بعد تعرضه لهجوم وحملة شرسة من قبل بعض “السلفيين” الذين طالبوا بمتابعته قضائيا بسبب رأيه حول الموضوع.

ولم تتوقف هذه الدعوات عند رجال الدين فحسب، حيت تعالت أصوات عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، الذين اعتبروا دعوة النائب البرلماني بتمتع الفرد بحرية الجسد، دعوة مباشرة للفساد والانحلال الأخلاقي.

ويتحدث الدكتور جواد مبروكي، بصفته طبيبا نفسانيا وخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي، عن الجانب النفسي الذي يدفع عددا كبيرا من المغاربة على مهاجمة كل من يدافع عن الحريات الفردية بهذه الطريقة، وعلاقته هذا التدين.

حماية الدين

ويرى الدكتور المبروكي أن أحد أهم هذه الأسباب، هو ما يسمى بـ”التّدين، حيث “يرى المغربي نفسه ملزما بأن يكون حاميا للدين، ما يحوله إلى خادم للتّدين مع الطاعة التامة، ليصير المواطن محروما من حريته الفردية، بالرغم من أن الدين ملك للجميع”.

الوصاية الدينية

ويعتبر الدكتور النفسي في تحليله أن المغربي المتدين يتجاوز حدود مساحته الفردية وفقاعته الشخصية، ويمنح لنفسه الحق في الحكم على الآخرين أو إملاء ما يجب عليهم فعله بأجسادهم وضمائرهم وعقائدهم، ما يجعل الدين نفسه على شعب بأكمله، بشكل مباشر وغير مباشر، ويأخذ شكل ديكتاتورية شرسة ومدمرة للحرية الفردية للمواطن تحت مظلة الإيمان.
وهذا التصور الفكري للدّين، حسب المحلل النفسي، هو في الأصل “دين الديكتاتورية” أو “التَّدين الإجباري” الذي يمارس في المجتمع المغربي بأشكال مختلفة.

شرائع التدين

وأوضح الطبيب النفسي أن التّدين يفرض على كل المواطنين الالتزام بشرائعه ومعاقبة الذين ينتهكونها مثل ممارسة الجنس خارج إطار الزواج والإجهاض وممارسة الشذوذ الجنسي والممارسة العلنية لعقيدة أخرى، ما يتجاوز الدين الذي يحكم على الأفراد، ويترك لهم الحرية في التمتع في جسدهم وعقيدتهم، أن الضمير هو المالك والمحاسب الوحيد، بينما التّدين يستعمر المواطن في جسده وإيمانه وطريقة تفكيره.

التدين يخون الناس

ويرأى الدكتور المبروكي أن التّدين من خلال ديكتاتوريته “يمنع بشكل قاطع المواطن من إظهار تركه والابتعاد منه أو اختياره دينا آخر، وإذا ابتعد عنه فهو يُعتبر خائناً ويجب معاقبته.

وأضاف الدكتور أنه بالرغم من أن المواطن يترك بقناعة التدين، إلا أنه يجب عليه أن يفعل ذلك سراً وأن يطيع شرائعه ظاهريا بينما يجب عليه مثلا إخفاء الشذوذ الجنسي والإجهاض والحياة الجنسية الرضائية والتظاهر بأنه صائم خلال شهر رمضان.

الدين اختيار فردي والأمن الروحي مسخرة

وأكد الدكتور أن التّدين يمنح لنفسه سلطة ضمان الأمن الروحي للأمة “الكاريكاتورية الديكتاتورية”، وبهذه الطريقة، يُطلب من كل مواطن، سواء كان يؤمن به أم لا، ممارسة شرائعه بالتكريس على الآخرين والتدخل في حرية ضميرهم وجسدهم. وبهذا يصبح المواطن منافقا إذا ما عبَّر بصدق أو اعتنق عقيدة أخرى أو فعل بجسده ما يريد فسيتم الحكم عليه بزعزعة الأمن الروحي.