• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأحد 03 أكتوبر 2021 على الساعة 18:04

الجريمة فسلا.. مناطق أمنية سوداء وثقافة جانحة في الضواحي

الجريمة فسلا.. مناطق أمنية سوداء وثقافة جانحة في الضواحي 

يحكي التاريخ أن سلا عُرِفت في القرن السابع عشر بهجمات شنها السلاويون القدامى على  السواحل الأوروبية في إطار ما  سمي آنذاك بـ”جهاد البحر”، واعتبره العالم “قرصنة ونهب”، ويحكي الحاضر أن المدينة التاريخية اليوم غالبا ما تقفز إلى واجهة الأحداث الاجتماعية في بلادنا بأخبار عن “الجرائم والعنف”.

أشباح “قراصنة سلا” يغادرون البحر ويجوبون الشوارع !

أوقفت عناصر الشرطة بالأمن الإقليمي بسلا، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد (03 أكتوبر)، خمسة أشخاص، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و25 سنة، للاشتباه في تورطهم في خرق حالة الطوارىء الصحية وحيازة السلاح الأبيض بدون سند مشروع وإلحاق خسائر مادية بممتلكات الغير والضرب والجرح.

وتعود مجريات الواقعة، حسب المصادر الأمنية، إلى مساء أمس السبت، حيث ألحق الموقوفون خسائر مادية بخمس سيارات خاصة وواجهات بعض المحلات التجارية، بحي سيدي موسى، وذلك نتيجة حالة التخدير والاندفاع التي كانوا عليها، بسبب خلافات سابقة مع شخص آخر من ذوي السوابق القضائية، ما استدعى تدخلات دوريات الشرطة لتحييد الخطر والمحافظة على النظام العام.

وتم توقيف خمسة  من المشتبه فيهم المشاركين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية وهم في حالة سكر وتخدير متقدمة ويحملون سكينين من الحجم الكبير، بينما لا زالت الأبحاث والتدخلات متواصلة بغرض توقيف جميع المتورطين في هذه القضية.

نقاط أمنية سوداء

واشتهر حي سيدي موسى مكان حدوث واقعة يوم أمس، وأحياء أخرى، منها حي الرحمة وحي الانبعاث والقرية؛ بكونها نقاطاً أمنية سوداء،  تكثر فيها جرائم السرقة والاعتداءات.

ومن جانبه يرى عادل بلعمري، الدكتور الباحث في علم اجتماع الجريمة، في تصريح لموقع “كيفاش”، أن استفحال ظاهرة العنف والشغب باستعمال السلاح الأبيض، لا يرتبط بمدينة سلا لوحدها بل يتجاوزها لمستوى ظاهرة مجتمعية أكبر وأوسع،  باعتبار أن العنف والشغب أصبح اليوم إحدى الظواهر الشبابية المجتمعية المنتشرة في السنوات الأخيرة سيما في صفوف الشباب والمراهقين داخل هوامش وأطراف المدن الكبرى والمتوسطة”.

واعتبر الدكتور بلعمري، أن “القاسم المشترك بين التحولات السريعة التي تعرفها البنيات الاجتماعية، هو أنها تحدث داخل التجمعات الحضرية الكبرى ولا سيما داخل أطراف وهوامش المدن نظرا لنشأة وبروز ثقافة فرعية جانحة خلال السنوات الأخيرة على مستوى ضواحي وأطراف المدن والتي تنمو بشكل واسع بالمناطق الحضرية الهامشية”.

هذا وتابع المتحدث، أنه “بفعل التصادم الحاصل في ميدان القيم التربوية، والمؤسسات القادرة على التأهيل كالأسرة ووظائفها، والمدرسة العمومية، والنقاش الرائج بالفضاء العمومي، ودور قنوات الإعلام والاتصال الحديثة، والإدمان على تعاطي المخدرات كلها هذه العوامل وأخرى للأسف أصبح  تؤثر على مسألة الضبط الاجتماعي داخل المجتمع وأفرزت في نهاية المطاف حالة ووضعية من الاحتباس القيمي داخل المجتمع”.

مناطق أمنية جديدة في سلا

وفي التصريح ذاته، أوضح بلعمري أن “قرار الارتقاء بالهيكلة التنظيمية لمصالح الأمن الوطني بمدينة سلا، من منطقة إقليمية إلى أمن إقليمي، شكل نقطة التحول المفصلية بحيث ساهم هذا الإجراء العقلاني الناجع بشكل كبير في تدعيم المصالح الشرطية باستحداث أربعة مناطق أمنية جديدة وتعزيزها بعدد الموارد البشرية المجربة والمشهود لها بالكفاءة وتدعيمها “، بالإضافة إلى “مد هذه المناطق بالمعدات اللوجيستيكية والتجهيزات، كما مكن وساهم في تعزيز الحضور الأمني الميداني  بفضل الحملات الامنية المكثفة والتغطية الأمنية لجل تراب المدينة”.

كل هذا ساهم في الحد من تنامي معدلات الجريمة ومظاهرها بهذه المدينة المليونية في ظرف وجيز، مع ترسيخ ثقافة الشعور والإحساس بالأمن نوعا ما لدى المواطن، إلا أن محاربة الجريمة في مختلف أشكالها، تستلزم مقاربة شمولية عبر تضافر جهود جميع الفاعلين من مؤسسات أمنية ومجتمع، فحفظ النظام العام مسؤولية مجتمعية مشتركة يتحملها الجميع أفرادا ومؤسسات.