على غرار كثير من المهن والحرف، مر الفلاحة في الأشهر الثلاثة الماضية من كابوس حقيقي، بسب الوضعية التي فرضها انتشار وباء كورونا في المملكة، حيث أغلقت الأسواق في وجوههم كإجراء احترازي لتفادي تفشي الفيروس من جهة، وقلة التساقطات المطرية التي انعكست سلبا على المراعي مما نتج عنه ندرة الأعلاف من جهة ثانية.
وفي محاولة لتخفيف آثار هذه الأزمة على الفلاح المغربي، بادرت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إلى اتخاذ عدد من الإجراءات الاستثنائية.
سعيد التازي، رئيس قسم الإنتاج الحيواني في وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قال في تصريح لموقع “كيفاش” إن الوزارة وضعت برنامجا متكاملا لدعم صغار الكسابة، حيث تم بداية إعادة فتح الأسواق الأسبوعية بالتدريج لتمكين الكسابة وصغار الفلاحين من بيع كسيبته، وأوضح أنه بتنسيق مع وزارة الداخلية شرع في فتح نحو 166 سوقا منذ أواخر شهر ماي إلى اليوم، وأضاف أن سيتم فتح 30 سوقا آخرا في متم شهر يونيو الحالي.
وشدد المصدر ذاته، على أن وزارة الفلاحة وبتنسيق مع الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، تم وضع سوقين نموذجيين واحد في مدينة أزرو، والآخر في عين بني مطهر، احترمت فيهما الشروط الصحية لبيع الكسيبة.
وبخصوص الحد من آثار الجفاف ونقص الماء والعلف، أوضح سعيد التازي أن وزارة الفلاحة سطرت برنامجا لإيصال الشعير المدعم إلى الكسابة بدرهمين فقط للكيلوغرام الواحد، وذلك عبر 3 مراحل.
في الأولى، تم تخصيص غلاف مالي يقدر ب55 مليون درهم، وهم 671 ألف قنطار، وفي الثانية، تم رصد 211 مليون درهم، لتوزيع 2.7 مليون قنطار من الشعير المدعم، بينما المرحلة الثالثة، والتي ستنطلق أواخر الشهر الجاري، فرصد لها مبلغ يقارب مائتي مليون درهم بهدف توزيع نحو 3 ملايين قنطار من الشعير المدعم.
وكشف المسؤول ذاته، أنه تم تخصيص مبلغ 60 مليون درهم لبرنامج توريد الماشية، الذي يضم حفر الآبار والصهاريج البلاستيكية لتقريب الماء إلى الكساب.
وأفاد سعيد التازي أنه للاستفادة من كل هذه البرامج، على الفلاح والمعنيين بالأمر التوجه إلى المديرية الجهوية للفلاحة أو مكتب الاستثمار الفلاحي القريب من محل سكناهم.
