• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 07 يوليو 2015 على الساعة 00:35

البيجيدي الذي في خاطري!!

البيجيدي الذي في خاطري!! رضوان الرمضاني [email protected]
رضوان الرمضاني ramdanijournaliste@yahoo.fr
رضوان الرمضاني [email protected]

لحسن الحظ، على مدار السنوات الأخيرة، أتيحت لي الفرصة، في إطار برنامج “في قفص الاتهام”، أو في إطار لقاءات خاصة، لمقابلة، ومحاورة، مرة أو أكثر، وفي سياقات مختلفة، الكثير من الفاعلين السياسيين، بعضهم ينتمي إلى “هنا”، وبعضهم محسوب على “هناك”، وبعضهم يتموقع بين “الهنا” و”الهناك”.
من عبد الإله ابن كيران، مرتين، مرورا بحميد شباط، خمس مرات، وعبورا بإدريس لشكر مرتين، ووصولا إلى مصطفى بكوري بعد طول انتظار (لقاء مع بكوري في إطار برنامج “حديث رمضاني” يوم الجمعة 10 يوليوز)… وبين الأول والأخير الكثير من القيادات الحزبية والنواب والمستشارين البرلمانيين…
قيمة اللقاءات الصحافية مع مثل الأسماء المذكورة لا تنحصر في تصريحاتهم المعلنة فحسب، بل جزء كبير من هذه القيمة يتجلى في “القبل” و”البعد”، وربما يكون أهم ما في هذه اللقاءات، خاصة إن تكررت، أن تعرف قليلا من تفكير الشخصية السياسية، فتقتنص تناقضاتها، وتغيراتها، ومسارها، حتى إن قررت أن تكتب عنها فإنك لن تفعل باستسهال، أو غباء أحيانا، أو سذاجة على الأقل، بل مسنودا بوقائع بعينها، لذلك لن يكون من الإجحاف وصف بعض المتابعات لحزب الأصالة والمعاصرة، مثلا، ب”القاصرة” لأنها تربط ولادة هذا الحزب بتاريخ ميلاد حركة كانت تسمى “لكل الديمقراطيين”، مثلما سيكون غير مجحف إطلاق الوصف ذاته (القصور) على بعض الكتابات حول حزب العدالة والتنمية، التي تقتصر على التماهي مع خطابه الرسمي الإشهاري (وهو حق مشروع للحزب طبعا)، ليس تواطؤا بالضرورة، إنما انبهارا جارفا بهذا الخطاب الفاتن لهذا الحزب “الفتي”.
لنترك الأصالة والمعاصرة إلى مناسبة أخرى، ونبدأ بحزب العدالة والتنمية، بما أن المناسبة شرط.
في قضية الصحافي البريطاني أحمد منصور، لم ينتبه الكثيرون إلى أن الرجل لم يكتف بالسب والشتم، بل منح نفسه الحق في أن يقسم المغرب إلى قسمين، الطالح منه مبني إلى المجهول، تماشيا مع سياسة “التمسحة” و”العفرتة”، والصالح محصور في حزب واحد ووحيد يسمى “العدالة والتنمية”. ربما لهذا السبب، فرح البيجيديون لما دونه منصور، وربما لهذا السبب ركن وزير الاتصال إلى صمته الغريب غير المعهود.
غير أن ما لم ينتبه إليه المتحمسون لغزوة منصور، المدافعون عنه بكل الشراسة الفايسبوكية الممكنة، هو أنه يضر بصورة الحزب، ويعكس أن البعض يفضل أن يظل الغموض شعاره.
البيجيدي حزب يقود الحكومة. وهذا الموقع كان يفرض عليه أن يكون أول المعلقين على غزوة منصور، وأسهل الطرق في هذا الباب عبارة شهيرة بسيطة معروفة: ليس من حق أي طرف أجنبي أن يقسم المغاربة بناءا على إيديولوجيته… وبلغة المغاربة: هاد الشي شغلنا وحنا اللي نقولوه… لكن هذا لم يحدث، وبشكل غريب اختفت “سرعة” الوزير الخلفي التي بها “منع” فيلم “الزين اللي فيك”، كأنما شعار “المس بصورة المغرب” لا ينطبق على حالة أحمد منصور!
ليست هذه الواقعة الأولى التي يتمسك فيها البيجيدي ب”الحياد الغريب”، فها هو أبو النعيم يصول ويجول بفتاواه المكفرة، لكن لا موقف… تقريبا! والكثير من الحالات يمكن جردها في هذا الباب، ليس “تصيدا” لهذا الحزب بقدر ما هو “تنبيه” له. والتنبيه لا يحدث، دائما، على أساس العداوة، بل قد يكون صادقا، عاكسا لنوع من “الصدمة”، حتى لا نقول الخذلان!
كان مفروضا على الحزب أن يكون حازما. أن يكون واضحا. أن يكون صارما. كان عليه أن يصطف إلى جانب المغاربة. أن يدافع عن سمعة الوطن. هذا هو البيجيدي الذي في خاطري!
كان على البيجيدي أن يتفادى “المناولة”، وألا يترك لأي كان أن يأكل الثوم بفمه، إلا إن كان القصد أن يأكل هو (الحزب) الثوم بفم منصور.
أتخيل أن الحزب يشعر بالحرج، ولكم أن تصوروا لو خرج مغربي بتصريح مماثل في حق المصريين ماذا كان رد الفعل هناك!
سبوا شباط ولشكر وبكوري والتماسيح والعفاريت، إنما افعلوها بألسنتكم أنتم، لا تسمحوا لأي كان أن يفعل ذلك نيابة عنكم، فنحن عند الخارج مغرب ولسنا شباط أو لشكر أو غيره… قولوا بلسانكم ما شئتم في قضايا الفساد… واتركوا لأحمد منصور لسانه، فقد يحتاجه، مرة، ليتحدث عن… قطر… ولن يستطيع إلى ذلك سبيلا.