• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 17 يوليو 2023 على الساعة 19:39

الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء.. دعوة لخروج عدد من الدول من المنطقة الرمادية

الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء.. دعوة لخروج عدد من الدول من المنطقة الرمادية

توصل جلالة الملك محمد السادس، اليوم الاثنين (17 يوليوز)، برسالة من الوزير الأول لدولة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، يعلن فيها اعتراف بلاده بالصحراء المغربية، مؤكدا موقف بلاده سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد العابدة، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية والقانونية بجامعة القاضي عياض، في تصريح لموقع “كيفاش”، على أهمية هذا الاعتراف الكبير لكون “استمرارا للانتصارات المتتالية التي حققتها الدبلوماسية المغربية على الصعيد الإقليمي والدولي”، مذكرا بالموقف الأمريكي من مغربية الصحراء، والجهود المبذولة ديبلوماسيا، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس.

وقال أستاذ القانون الدستوري: “كان هناك مجهود كبير على الصعيد الإفريقي، والدليل فتح مجموعة من القنصليات في الصحراء المغربية، في كل من العيون والداخلة، وفي تقديري هذا الاعتراف تحصيل حاصل، لأن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية كان له صدى كبير على المستوى الدولي وأعطى دفعة كبيرة وشجع دولا كانت مترددة في الإفصاح عن موقفها”.

الخروج من المنطقة الرمادي
ويفتح الاعتراف الجديد بمغربية الصحراء من طرف إسرائيل الباب أمام دول تراوح مكانها منذ سنوات، وتتهرب من الإفصاح عن موقفها الصريح والواضح من القضية الوطنية، وفي هذا الصدد يقول الدكتور محمد العابدة: “نحن اليوم نعيش نجاحا باهرا للعمل الذي تم القيام به منذ سنوات، وهو استمرار طبيعي للزخم الذي عرفته وتعرفه وستظل تعرفه قضيتنا الوطنية المغربية، والاعتراف الجديد نقطة تحفز بقية الدول القليلة المتبقية، التي مازالت تراوح مكانها وتتعاطى مع قضيتنا الوطنية من المنطقة الرمادية، لكي تعترف بمغربية الصحراء”.

ويعتقد أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية والقانونية بجامعة القاضي عياض، أن فرنسا، التي تتعاطى مع هذه القضية من المنطقة الرمادية، ستتوجه مستقبلا للاعتراف الواضح بمغربية الصحراء، وقال: “لا نعرف ما يجري في الكواليس، لكن أظن أنه سيكون اعتراف من لدن فرنسا مستقبلا، بسبب المشاكل التي وقعت فيها مع الجزائر، وأظهرت عدم متانة علاقاتهما، والأكثر من هذا ففرنسا اليوم تعرف من هو الصديق الموثوق به، والذي يعرف استقرارا سياسيا وأمنيا واقتصادية، والحليف الذي يعول عليه في العلاقات الدولية”.

بُعد اقتصادي

وأشار الدكتور محمد العابدة إلى أن العالم يعرف نزوحا نحو الاستقرار، عبر الحسم مع نقط التوتر أينما كانت، وعلى رأسها هذه القضية المفتعلة من طرف النظام الجزائري، وأن قرب المغرب وعلاقاته المتينة مع القوى العالمية، وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا سيمكن من حسم هذه المعركة، والتي سيكون من أولى ثمارها الاستقرار والنماء في منطقة شمال إفريقيا.

وتعليقا على تصريح الوزير الأول الإسرائيلي، بأن إسرائيل تدرس، إيجابيا “فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة”، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا”، تفاءل المتحدث بمستقبل الاستثمارات في الصحراء المغربية، في ظل هذا الكم من التعاطي الديبلماسي، والذي كان عنوان فتح عدد من الدول لقنصلياتها بالجنوب المغربي.

وقال في هذا السياق: “أرى أنه ستكون هناك نتائج اقتصادية لهذا الانتصار الديبلوماسي، وهو ما سنلمسه على مستوى الاستثمارات مستقبلا، وعلى مختلف المشاريع مهيكلة، التي قطع فيها المغرب أشواطا كبيرة وهامة”، رابطا الاستقرار الأمني في المنطقة بالاستقرار على المستوى الاقتصادي والأمن الطاقي.

كما نبه المتحدث لأهمية الاجتماع الوزاري الثالث للدول الإفريقية الأطلسية، الذي اختتمت أشغاله الأسبوع الماضي بالرباط، عبر “إعلان الرباط الثاني”، الذي يؤكد الالتزام السياسي للدول الأعضاء بتنزيل شراكتهم الهادفة إلى تعزيز روابط التعاون والاندماج بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، بغية توطيد السلام والاستقرار والازدهار المشترك في المنطقة.

المملكة مع القدس

التقارب الدبلوماسي بين المغرب وإسرائيل، لا ينسي موقف المملكة من القضية الفلسطينة، حيث أن جلالة الملك محمد السادس أكد أكثر من مرة على أن أهمية قضيتنا الوطنية من أهمية القضية الفلسطينية، وهو ما عبر عنه جلالته في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في دجنبر 2020.

وقال جلالة محمد السادس إن “المغرب الذي يضع القضية الفلسطينية في صدارة انشغالاته، لن يتخلى أبدا عن دوره في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”. وأضاف أن المغرب “سيظل كما كان دائما، ملكا وحكومة وشعبا، إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين، وسيواصل انخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط”.

في هذا السياق، يقول الدكتور محمد العابدة: “فلنكن واضحين، علاقة المغرب وإسرائيل ليست على حساب القضية الفلسطينية، الكل يعلم موقفنا الواضح والثابت من هذه القضية”، مشيرا إلى أن المغرب يرأس لجنة القدس ويعمل على الحفاظ على الموروث اللا مادي لهذه المدينة، ويقدم خدمات اجتماعية مهمة لفائد ساكنها، وأضاف: “الملك يدعم السلطة الفلسطينية، ويضع هذه القضية في أولوياته للحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”، مستطردا: “العلاقات القوية والمتينة مع إسرائيل لن تؤثر في قوة وعمق العلاقات المغربية الفلسطينية”.

وتمنى المتحدث أن تكون العلاقات مع إسرائيل تصب في صالح الشعب الفلسطيني، لأن الحل الدبلوماسي، في نظره، “هو الحل الوحيد لتقارب الأفكار، وإحداث دولتين، والعيش المشترك، وإحداث جو من الأمن في المنطقة والذي سينعكس على العالم بأكمله”.